ألمانيا : حركة يسارية جديدة رداً على المد اليميني
بعد عقد عزمها تشكيل حركة يسارية عابرة للأحزاب التقليدية في المشهد اليساري الألماني قبل اشهر عديدة، شهدت العاصمة الألمانية برلين، الثلاثاء، الإعلان عن ولادة حركة يسارية جديدة تحت اسم “انهضوا”، حسب ما صرحت به مؤسسة الحركة ورئيسة كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني، سارة فاغنكنيشت.
وقالت فاغنكنيشت إن الحركة الجديدة ليست حزباً سياسياً بهيكلية حزب تقليدي، وإنما حركة عابرة للأحزاب، تهدف إلى تحقيق أجندات يسارية مختلفة، منها تقليص الفوارق الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء، ومواجهة الحركات اليمينية المتطرفة التي باتت تشكل خطراً على النظام الديمقراطي من خلال تهديدها لدولة القانون ومعاداة الأجانب.
وأضافت فاغنكنيشت أن الحركة تحظى بدعم أكثر من 100 ألف شخص، الذين عبروا عن وقوفهم مع أهداف الحركة عبر الإنترنت، منذ إطلاق دعوتها لتأسيسها قبل شهر.
وحسب فاغنكنيشت، فإن الحركة الجديدة تشكل منبراً للقوى السياسية اليسارية بهدف الوصول إلى أغلبية يسارية قادرة على تشكيل حكومة اتحادية في البلاد.
وحول عدد الداعمين، علقت فاغنكنيشت أن هذا العدد يفوق التوقعات، وقالت: “أنا منبهرة حقاً من عدد الأشخاص الذين سجلوا أنفسهم في الحركة”.
وذكرت فاغنكنيشت أن السبب الرئيسي لتأسيس الحركة هو وجود “أزمة ملموسة في الديمقراطية” بألمانيا، مضيفةً أنه إذا لم يتم مواجهة ذلك، “لن يكون بالإمكان التعرف على هذه الدولة مجدداً في غضون خمسة أو عشرة أعوام”.
وتسعى فاغنكنيشت وزوجها، زعيم الحزب السابق أوسكار لافونتينه، عبر هذه الحركة إلى الوصول للناخبين اليساريين، الذين عزفوا عن الأحزاب التقليدية. ويشارك في تأسيس الحركة عمدة مدينة فلينزبورغ، زيمونه لانغه المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، والرئيس الأسبق لحزب الخضر، لودغر فولمر، إلى جانب الكاتب الألماني بيرند شتيغمان.
وينظر قادة أحزاب “اليسار” والاشتراكي الديمقراطي والخضر، وهي الأحزاب اليسارية التقليدية، بتشكك إزاء الحركة الجديدة، حيث يخشون من أن تؤدي إلى انقسام اليسار السياسي أكثر مما هو عليه الآن.
وتخاطب هذه الحركة الجديدة أنصار اليسار والحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر، وجيعهم من الذين خابت آمالهم بعد 13 عاماً من حكم المستشارة أنغيلا ميركل، فاتجهوا إلى اليمين المتطرف أو باتوا يقاطعون الانتخابات.
والهدف النهائي هو تشكيل “غالبية سياسية جديدة وحكومة جديدة ذات جدول أعمال اجتماعي”، على ما أوضحت فاغنكنيشت، وهي شخصية معروفة ومثيرة للجدل على غرار زوجها، أوسكار لافونتين، الوزير السابق من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والذي ساهم في تأسيس حزب اليسار “دي لينكه”.
وتبدو الظروف مؤاتية لمثل هذا التحرك، إذ بات الألمان يضعون المواضيع الاجتماعية في طليعة مطالبهم إلى جانب سياسة الهجرة، بحسب ما كشف استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شبكة “آ أر دي” التلفزيونية.
كما كتبت مجلة شبيغل المرموقة تقول إنه بات ضرورياً وجود حركة يسارية قوية لمواجهة صعود اليمين المتطرف المتمثل بحزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للأجانب والمسلمين والمنتقد بشدة للاتحاد الأوروبي. (DPA – AFP – DW)[ads3]