صحيفة ألمانية : الغرب يتخلى عن أهل إدلب .. و جزء كبير من الرأي العام في ألمانيا يعارض المشاركة في ضربة عسكرية ضد الأسد

تحدثت صحيفة “دي فيلت” عن اقتراب نظام الأسد من تصفية آخر معقل للثورة، في ظل عدم اهتمام أي أحد تقريباً بما يريده الناس في إدلب، وظهور أصوات معارضة للمشاركة في عملية ضد الأسد في ألمانيا.

وبدأ الكاتب الصحفي ريشارد هيرتسينغر مقاله، بحسب ما ترجم عكس السير، بالقول، إنه بينما يبدأ التحضير للهجوم على إدلب، تفرض الدعاية الإعلامية الروسية نفسها على جزء كبير من الرأي العام في ألمانيا، والتي تدعي أن الجهاديين في هذه المحافظة يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.

وأضاف الكاتب أن ما دعم الدعاية الروسية، تمحور جميع نقاشات المجتمع الدولي حول كيفية تجنب كارثة إنسانية في إدلب، مع التسليم منذ منذ وقت طويل بـ “حقيقة” أن الأسد ينتصر في كل سوريا.

وأشار الكاتب إلى أن النظام السوري والدول الحامية له، روسيا وإيران، لا يهتمون في إدلب بـ “محاربة الإرهاب”، بل بتصفية آخر معقل للثورة، التي كانت غير المسلحة في عام 2011، وما تزال سلميتها حيةً إلى حد كبير، وهذا ما أكدته المظاهرات الكبيرة التي خرجت مؤخراً، بتأكيد المواطنين على التزامهم الراسخ بالدفاع عن القيم الأصلية للثورة السورية.

وذكر الكاتب أنه على الرغم من سيطرة الميليشيات الجهادية على أجزاء كبيرة من إدلب، لكن بالكاد يدور الحديث عن نجاح اللجان المحلية، بالعديد من الطرق، في مقاومة الإسلاميين ومحاولاتهم إلغاء الإنجازات الديمقراطية التي تحققت في إدلب، منذ تحريرها من نظام الأسد.

ورأى الكاتب أنه بالكاد يهتم سياسيو الغرب بما يريده الناس في إدلب، وهو بشكل أساسي عدم الوقوع في فخ المستبد السوري، وأن الغرب تخلى عن الناس هناك في كفاحهم من أجل الحرية والكرامة، وهذا ما يظهر من تهديد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بضربة عسكرية، في حالة إعادة استخدام نظام الأسد للغاز السام، ما يعني أن هذا ضوء أخضر، بشكل غير مباشر، لغزو إدلب بطريقة تقليدية.

والأسوأ من ذلك، بحسب الكاتب، هو أنه حتى الحد الأدنى من الشروط الغربية المهددة، لم يوافق عليه جزء كبير من الرأي العام الألماني، بعد اصطفاف أحزاب اليسار والبديل من أجل ألمانيا والحزب الاشتراكي الديموقراطي ضد الضربة الغربية المحتملة، وحجتهم في عدم المشاركة، تعارضها مع القانون الدولي، حيث أنها سوف تكون بدون تفويض من الأمم المتحدة.

واعتبر الكاتب أن هذه الحجة تدعو للسخرية، حيث أنه من المعروف أن روسيا -باعتبارها مسؤول رئيسي عن جرائم الحرب في سوريا- تمنع عن طريق حق النقض (الفيتو)، اعتماد قرار أممي ضد الأسد.

وتساءل الكاتب في ختام مقاله، بقوله “أي شيء يعد أكثر خرقاً للقانون الدولي من استخدام أسلحة الدمار الشامل؟”، وأضاف أن رفض برلين لدعوة حلفائها للعمل معاً في ضربة محتملة، يمكن أن يجنبها النداءات الإنسانية في المستقبل.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها