ألمانيا : أقرب مساعد لميركل يخسر منصباً في البرلمان أمام مرشح مغمور
خسر فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، منصبه كزعيم للكتلة الأكبر في البرلمان الألماني، لصالح منافس مجهول من داخل الحزب المسيحي الديمقراطي، ألا وهو رالف برينكهاوس.
وحصل برينكهاوس، وهو خبير اقتصادي من ولاية شمال الراين فيستفاليا، على 125 صوتاً (52.7ً%)، مقابل 112 صوتاً لكاودر المقرب من ميركل، الثلاثاء.
وعقب الإعلان عن النتيجة توقفت وقائع جلسة الكتلة البرلمانية وغادرت رئاسة الكتلة الجلسة للتشاور بشكل سري بشأن العواقب التي ستترتب على هذه النتيجة المفاجئة.
واعترفت المستشارة ميركل بهزيمتها وقالت في برلين إنها “دعمت فولكر كاودر”، وأضافت: “لكن هناك ساعات للديمقراطية تكون بها هزائم أيضاً، وهذا الأمر ليس به ما يحتاج للتجمل”.
وأكدت ميركل على التعاون الجيد مع صاحب الأعوام الـ69 مقدمة الشكر له على الأعوام الـ13، التي قضاها رئيساً للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، كما هنأت الرئيس الجديد للكتلة البرلمانية رالف برينكهاوس (50 عاماً) وعرضت عليه التعاون الجيد.
ومن جانبه دعا هورست زيهوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا، الشقيق الأصغر داخل تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي، لاحترام نتيجة التصويت داخل الكتلة البرلمانية للتحالف. وجاء ذلك بعد أن أبدى زيهوفر، وزير الداخلية الاتحادي، شعوره بالمفاجئة من فوز برينكهاوس بهذا المنصب الهام. وكان زيهوفر قد دعا هو وأنغيلا ميركل، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، لانتخاب كاودر.
أما هانز ميشيل باخ، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، فقد رأى أن أغلبية أعضاء الكتلة قرروا التصويت لصالح “الانطلاقة الجديدة التي وعد بها برينكهاوس”.
وأكد باخ أن التصويت على منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل لم يكن تصويتاً على ميركل نفسها، وجاء ذلك في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كان تنحية كاودر من منصبه تعتبر تصويتاً بسحب الثقة من ميركل.
غير أن ميشيل باخ أكد في الوقت ذاته أن تولي برينكهاوس منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي سيعني تغير موقف الكتلة تجاه ديوان المستشارية.
وفي تغريدة له على حسابه على موقع تويتر، قال توماس أوبرمان، نائب رئيس البرلمان الألماني والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن تنحية كاودر من هذا المنصب يعتبر “انتفاضة ضد ميركل”.
من جانبه فسر يوآخيم بفافير، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في الحزب المسيحي الديمقراطي، تنحية كاودر المفاجئة من منصبه على أنها “إعلان واع للكتلة عن استقلال إرادتها”. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “نعم، إنه أمر مرير لكاودر، ولكنه يؤكد أيضاً أن الكتلة حية وتعمل”، مضيفاً أن على الكتلة أن تنجح في تجديد نفسها وأكد أنها قادرة على القيام بواجبها وستظل كذلك.
ومن جهتها سارعت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، إلى القول إن “فشل فولكر كاودر في انتخابات رئيس الكتلة البرلمانية يعني أن فقدان أنغيلا ميركل نفوذها داخل حزبها المسيحي الديمقراطي أصبح واضحاً”. وأضافت قائلة: “أخيراً بدأ عهد أفول ميركل”.
وجاء رد فعل كاترين غورينغ إيكارت، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، محايداً حيث اكتفت بتهنئة برينكهاوس وشكرت كاودر على التعاون.
أما نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، ألكساندر غراف لامبسدورف، فرأى في انتخاب برينكهاوس “بداية نهاية الائتلاف الحكومي الكبير” بين التحالف المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة أندريا ناليس، وقال إن سلطة ميركل داخل كتلتها البرلمانية “دُمرت رسمياً”. (AFP – DPA – DW)[ads3]