ألمانيا : احتجاجات ضد مواقع إلكترونية لحزب البديل
تزايد الاحتجاج في ألمانيا على فكرة حزب البديل اليميني المتطرف تخصيص مواقع إلكترونية للإبلاغ من قبل التلاميذ عن تصريحات المعلمين السياسية وخاصة المناوئة للحزب المعروف بعدائه للأجانب.
ويعتزم الحزب تعميم الفكرة التي بدأها في هامبورغ، والتي يؤكد الحزب أنها لضمان حيادية المعلمين وعدم تحيزهم السياسي.
من جانبه انتقد فينفريد كريتشمان، رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، الفكرة، الثلاثاء وقال إن هذه المواقع تعتبر “غيبة منظمة صريحة”، واعتبرها “حلقات تؤدي للشمولية”.
وقالت مجموعة “فونكه” الإعلامية إن الحزب يخطط لتطبيق هذه الفكرة في تسع ولايات ألمانية بعد أن نفذها بالفعل في ولاية هامبورغ.
وأطلق حزب البديل موقعاً إلكترونياً بعنوان “مدارس محايدة في هامبورغ” في أيلول الماضي، متيحاً بذلك الفرصة لرواد الموقع لإبلاغ الكتلة البرلمانية للحزب في هامبورغ عن المعلمين أو الإداريين في المدارس، الذين يخالفون مبدأ حيادية المعلم.
وباستطاعة التلميذ أن يظل مجهولاً إذا رغب في عدم ذكر اسمه.
وأكد نواب حزب البديل من أجل ألمانيا في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا، الإثنين، عزمهم الاقتداء بزملائهم في هامبورغ وإنشاء موقع إلكتروني يستطيع التلاميذ من خلاله الإبلاغ عن التصريحات السياسية للمعلمين.
وذكرت الكتلة البرلمانية للحزب، الإثنين، أنها ستعلن عن تفاصيل بهذا الشأن خلال مؤتمر صحفي يعقد خلال الأسبوع الجاري، وذلك حسبما أكد المتحدث باسم الكتلة، أندرياس هارلاس، في دريسدن، عاصمة ولاية سكسونيا.
وانتقد وزير التعليم في الولاية في تصريح لصحيفة “فرايه بريسه”، الثلاثاء، هذه الخطط، قائلاً إنها تجسس مقزز للكشف عن توجهات المعلمين بشكل يشبه ما كان عليه الحال إبان حقبة الاستبداد النازية أو الدولة البوليسية في ألمانيا الشرقية.
وفي السياق نفسه قال الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي في الولاية، ألكسندر ديركس، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن أعضاء حزب البديل يبرهنون مرة أخرى من خلال دعوتهم للتجسس على توجه المعلمين في المدارس على أنهم “يقفون خارج النظام الأساسي الديمقراطي الحر”.
واتهم رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في سكسونيا، ريكو جيبهارت، حزب البديل بسعيه لنشر الخوف والفزع.
ووجهت نقابة التربية والبحث العلمي واتحاد المعلمين الألمان عبر مجموعة “فونكه” انتقادات شديدة لهذه المواقع التابعة لحزب البديل، وقالت إلكاهوفمان من نقابة التربية والعلوم: “من المكمل للصورة أن حزباً يريد إقصاء غير المتفقين معه فكرياً ينشئ الآن موقعاً يمكن من خلاله الإبلاغ عن أصحاب الآراء المخالفة له”.
وفي السياق نفسه قال هاينس بيتر مايدنغر، رئيس اتحاد المعلمين الألمان: “يراد من وراء هذه المواقع إرجاف المعلمين، إنه تطور مخيف”.
ورأى مايدنجر أن هذه التجربة جاءت بنتائج عكسية في هامبورغ بسبب الكثير من البلاغات الفكاهية التي تلقاها الموقع “لذلك فلا أخشى أن يتحقق هدف الإرجاف”.[ads3]