مسؤول نظامي : آثار سوريا تسببت بانهيار أسعار ” اللقى الأثرية ” حول العالم و هذا عدد القطع التي تم تهريبها

قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن محمود حمود، المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، كشف أن أكثر من مليون قطعة أثرية تم نهبها وتهريبها إلى خارج البلاد، خلال سنوات الحرب الماضية، وبأن عرضها الكثيف للبيع أدى إلى انهيار أسعار اللقى الأثرية حول العالم.

وقال حمود للوكالة إن “جميع المناطق السورية التي وقعت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، خلال السنوات الثمان الماضية، تعرضت للتخريب والتدمير والنهب، عبر التنقيب، غير الشرعي، عدد المسروقات لا يقل عن مليون قطعة أثرية نهبت من المواقع الأثرية، وهرب عدد كبير منها إلى خارج البلاد”.

وأضاف حمود أن “الكثير من المواقع الأثرية التاريخية، التي يعود عمرها لآلاف السنين، تم هدمها من قبل الإرهابيين لنقل حجارتها للبناء والتدشيم في مناطق أخرى، كما تعرضت المباني الأثرية في درعا ومدن أخرى للهدم والحفر والتجريف، وخاصة في بصرى الشام، حيث إن بعض المواقع هدمت فوق رؤوس الإرهابيين، وهم يقومون بالتنقيب”.

وتابع: “كان لمدينة تدمر الأثرية الحصة الأكبر من الخراب والتدمير, حيث تعرض معبد بيل للتدمير، بشكل نهائي، وحتى وإن أعيد ترميمه، فلا يمكن استعادة أكثر من 30 أو 40 % مما كان عليه، لأن معظم منحوتاته تحولت إلى بودرة ورماد, كما أن معبد بعل شمين وقوس النصر و8 مدافن برجية دمرت، بشكل نهائي، وهناك مدافن أثرية وتاريخية نهبت، كما أن المتحف الوطني بتدمر نهب، بشكل شبه كامل، حيث لم تتمكن المديرية من نقله بالكامل”.

وأشار إلى أن “المديرية بالتعاون مع الجهات المختصة نقلت 400 منحوتة أثرية من تدمر، تحت وابل من رصاص الإرهابيين، وبعد دحر الإرهاب قامت فرق المديرية بتقييم الأضرار، التي لحقت بأوابد تدمر، ونقلت العديد من المنحوتات المهشمة والمحطمة إلى المتحف الوطني بدمشق لترميمها، وأهمها تمثال أسد اللات، حيث تم ترميمه بمساعدة اليونيسكو والخبراء والفنانيين البولنيين، والمعروف أنه تم اكتشافه على يد البعثة البولونية، في العام 1977، وجرى ترميمه أكثر من مرة من قبلها”.

ووجه حمود أصابع الاتهام بالوقوف وراء التدمير الممنهج للآثار والأوابد التاريخية في سوريا، إلى كل من تركيا وإسرائيل، وقال: “مخطئ من يعتقد أن تركيا تلخص دورها تجاه سوريا بتمويل الإرهاب المسلح، وتدمير البنى التحتية فقط، إذ أثبتت الوقائع أن تركيا تحمل في داخلها حقدا دفينا وثأرا تاريخيا لحضارة سوريا، لترتكب عمليات السرقة والتدمير للمباني الأثرية، في ظل تعتيم الوسائل الإعلامية الخارجية، وعدم تحرك المنظمات الدولية”.

وأضاف أن “عشرات آلاف القطع الأثرية تم تهريبها من سوريا إلى الأراضي التركية، وأن تركيا قامت بقصف معبد عين دارة في عفرين، لأسباب إيديولوجية لكونه كان معبدا وثنيا مكرسا لإله الجبل عند الشعب الآرامي، وحطمت موقع براد الذي يحوي ضريح القديس مار مارون، شفيع الطائفة المارونية، كما دمرت العديد من الأديرة، لدى المديرية وثائق تثبت تورط رجال أعمال أتراك تواجدوا خلال سنوات الحرب في سوريا، ومولوا المسلحين لتدمير وممارسة التنقيب غير المشروع عن الآثار، في موقع دورا أوروبس على الفرات، وفي الصالحية قرب البوكمال بدير الزور، وهي مواقع هامة جداً ومميزة تعود للحقب الهلنستية والرومانية والبيزنطية، في وقت قام أشخاص إسرائيليون بالتسلل إلى المواقع نفسها، بهدف تخريبها ونهب الكنوز الأثرية منها، ونقلها إلى فلسطين، أو لبيعها في المزادات العلنية في أوروبا”.

وقال حمود: “الصهاينة يتربصون بالحضارة السورية، منذ آلاف السنين، وقد وردت في التلمود عبارة (يالسعادة من يرى خرابك يا تدمر)، كما أن الصهاينة لهم ثأر مع نبوخذ نصر الذي يدعون حسب روايتهم أنه سباهم إلى بابل، ولهم ثأر كذلك مع الحضارة الآشورية والآرامية، التي يدعون أنهم كانوا على صراع دائم معها، وقد عاثوا خرابا في المواقع الأثرية السورية، من باب الانتقام والأخذ بالثأر القديم”.

وذكر حمود أن “الجهات السورية المختصة تتواصل مع الانتبرول الدولي، لاستعادة القطع الأثرية المسروقة والمهربة، وحتى الآن، لم تتم استعادة أي قطعة، إلا أنه هناك دعاوى قضائية وقانونية في بعض الدول وملاحقة لبعض الجهات ومتابعة للقضاء في تلك الدول، كبريطانيا على سبيل المثال، حيث نطالب بتمثال آشوري عرض للبيع بمزاد علني، وكان قد اكتشف الجزء الأول منه على يد بعثة ألمانية بدير الزور، والتي تساعد المديرية حاليا بإثبات هويته السورية, وفي تركيا هناك ما لا يقل عن 16 ألف قطعة، اعترفت السلطات التركية بتهريبها إلى أراضيها، إضافة إلى ما هو موجود في الأردن، الذي قال أنه سيعيدها إلى سوريا، في الوقت المناسب، على حين يعد لبنان الدولة الوحيدة التي تتعاون مع سوريا بهذا الشأن”.

ولفت إلى أن “مديرية الآثار تتواصل مع الجهات المعنية ووزارة الخارجية والمغتربين، لمخاطبة منظمة الأمم المتحدة، فضلاً عن التواصل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، للإبلاغ عن أعمال النهب المستمرة والتخريب والتنقيب غير الشرعي، وهناك قراران دوليان صدرا عن مجلس الأمن لمنع المتاجرة بالآثار السورية والعراقية، ومع ذلك لا أحد يكترث بهذين القرارين، حيث أن كل الدول تسمح بمرور هذه القطع، وإقامة المزادات لبيعها على أراضيها، والعرض الهائل للآثار السورية أدى إلى انخفاض سعر قيمة الآثار في الأسواق العالمية ومزاداتها، ورغم هذه الصورة السوداء، هناك أياد بيضاء صديقة في ألمانيا أخذت على عاتقها مساعدة المديرية العامة للآثار والمتاحف، لإثبات هوية بعض القطع السورية الموجودة في الخارج”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. نسال السيد حمود من اين لك المبورغيني و السيارات الفارهة في دبي — حاميها حرميها و يلي استحوا ماتوا