قناة أمريكية : ” لماذا فاز مطعم سوري بلقب أجمل مكان في أميركا ؟ “
أمام كنيسة في مدينة نوكسفيل في ولاية تينيسي، تجمع العشرات قبل نحو عام لانطلاق مسيرة ترحب بالغرباء.
وسط تجمع “رحب بالغريب”، وقف رجل وسط الحشد ملفوفا بعلم أميركي وهو يصرخ قائلا إن المهاجرين يعوقون فرصة حصوله على فرصة عمل.
كان من بين الحاضرين ياسين تيرو (35 عاما)، السوري الذي لجأ إلى أميركا عام 2011 في بداية الحرب الأهلية في بلاده.
وقف السوري على المنصة ودعا الرجل إلى الصعود كي يرفعا العلم الأميركي معا.
رفض الرجل، ونزل تيرو متوجها نحوه، عارضا عليه وظيفة في مطعمه الصغير في المدينة الذي كان قد افتتحه قبل حوالي أربع سنوات.
وعندما اختارت مجلة “ريدرز دايجست” مطعم السوري المولود في دمشق كـ”أجمل مكان في أميركا” عام 2018 لم يكن هذا الاختيار عشوائيا.
المسابقة يتنافس فيها عدد غير محدود من الأماكن على امتداد الأراضي الأميركية الشاسعة، فما الذي جعل مطعم فلافل صغير (ياسينس) في نوكسفيل يحظى بهذا اللقب؟
“ياسينس” اختارته لجنة تحكيم على رأس قائمة نهائية تضم 10 أماكن في ولايات مختلفة، والسبب “أنه مكان ترحيبي وآمن للناس من كل الألوان والثقافات والأديان”.
أما اللاجىء السوري فيرجع الفضل في هذا الاختيار للجميع، بحسب واحد من أحدث منشوراته في صفحة المطعم على فيسبوك:
في صفحة المسابقة على موقع المجلة، تظهر صور السوري بجوار زوجته وطفلتيه وإلى جوارهم لوحة مكتوب عليها “كل الألوان، والأعمار، والأجناس، والثقافات، والأديان (كل أنواعها) والمعتقدات، والشعوب آمنة هنا في مطعم ياسينس للفلافل”.
هذا الشعار الإنساني شجع العديد من زبائن المطعم على التقاط صور لهم بجوارها:
المهاجر السوري الغريب ليس مقبولا من الجميع، لكنه “يريد أن يمنح الجميع الفرصة لأنه مـُنح فرصة تحقيق الحلم الأميركي”.
كان السوري المولود عام 1983 معارضا للحكومة السورية، وقد اقتادته الشرطة السرية في عام 2010 إلى أحد مقراتها وتعرض هناك لإساءة المعاملة.
تقدم باللجوء لأميركا لكنه كان يرغب في العودة عندما تتحسن الظروف.
لكن الظروف لم تتحسن واشتعلت الحرب التي قتلت الآلاف من أبناء وطنه.
وصل إلى أميركا عام 2011 وهو لا يجيد الإنكليزية ولا يملك رخصة قيادة سيارة لكنه أصر على تطوير نفسه وتحقيق الحلم.
يقول السوري للمجلة إنه يتصرف عادة بالطريقة ذاتها التي تصرف بها مع الرجل خلال التجمع المذكور: “دائما أدعو من يكرهوننا لزيارة المطعم. أريدهم أن يعرفونا أكثر. عندما تقطع الخبز، فأنت تقطع الكراهية”.
مطعم ياسين تيرو يجسد إيمان الآخرين في المدينة بأن “كل الناس خلقوا متساوين ويستحقون الكرامة” تقول المجلة.
المطعم يتوسع وتزداد شعبيته، والسر لا يكمن في الفلافل. يقول تيرو: “أنا لست هنا لأصنع الفلافل وأجني الأموال. أنا هنا لبناء هذا المجتمع”.
تقول صحافية محلية تدعى ماري قسطنطين إن السر هو في “الأجواء المريحة” لأنه “شخص جيد مع الناس ومع عائلته”.
بحسب قس محلي، فإن ما يجعل المطعم “مميزا للغاية” هو أن أنواعا مختلفة من البشر: “من مديري شركات وسياح ومسلمين ومسيحيين يشاركون وجبات الطعام معا”.
يخدم السوري قضايا مجتمعه، فهو يعمل مع منظمة “بريدج ريفيوجيي سيرفيسيس” المعنية بدعم اللاجئين، لإيجاد فرص عمل لآخرين أتوا إلى أميركا في ظروف مشابهة لظروف ياسين.
من بين هؤلاء لاجىء عراقي، قام تيرو بتشغيله في المطعم، وهو الآن يديره في حال غياب صاحب المطعم.
“يريد أن يشعر الجميع أنهم مرحب بهم”، تقول دروسلا ميوغوريويرا، المديرة التنفيذية للمنظمة.
لا يخدم تيرو اللاجئين فقط فهو أيضا يساعد الأشخاص المدانين في جرائم ومدمني المخدرات والنساء في إيجاد وظائف.
منظمة YWCA النسوية التي توفر مأوى لـ58 امراة تعاني من الإدمان ومشكلات أخرى قالت إنه وفر وظائف للعديد منهن.
في عام 2016، اندلعت النيران في بلدة غاتلينبيرغ، التي تبعد حوالي ساعة عن مدينته. قتل 14 شخصا وتضرر حوالي 2500 منزل وبناية في الحريق. شعر السوري أن أمامه مسؤولية إزاء جيرانه المتضررين، فقام باستئجار عربة كبيرة ملأها بالمياه والطعام وذهب بها إلى هناك.
يخصص السوري نسبة من أرباح فرعي المطعم اللذين يعمل بهما 30 موظفا لصالح حل القضايا والمشكلات المحلية.
وعندما فاز بجائزة السلام التي منحها نادي روتاري محلي، تبرع بقيمة الجائزة (ألف دولار) لصالح منظمة معنية بتجميع الشباب من مختلف العقائد بهدف تعزيز قيم التفاهم والسلام. (قناة الحرة الأمريكية)[ads3]
الله يوفقو،شي برفع الراس
جميل جداً …