نفط العراق ينتقل من إيران إلى تركيا
قالت خمسة مصادر على دراية بعمليات تصدير النفط العراقي يوم الجمعة إن العراق سيوقف نقل الخام من حقل كركوك النفطي شمال البلاد إلى إيران في نوفمبر تشرين الثاني للامتثال لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة على جارته.
وكركوك أحد أكبر وأقدم حقول النفط في الشرق الأوسط. وبدأ العراق العام الماضي شحن النفط من كركوك إلى إيران لاستخدامه في مصافيها، ووافقت إيران على تسليم كمية مماثلة من النفط إلى موانئ جنوب العراق.
وأبلغت المصادر رويترز أن العراق يصدر حاليا ما يقل عن 30 ألف برميل يوميا إلى إيران بواسطة الشاحنات.
وقال مصدر “سيتم إيقاف تصدير نفط كركوك عبر الشاحنات إلى إيران في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم تماشيا مع العقوبات الأمريكية ضد إيران. شركة تسويق النفط العراقية سومو تخطط لبيع 30 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل من حقل صغير قرب الموصل بداية الشهر القادم كخطوة بديلة. سومو أصدرت العرض للشركات يوم أمس (الخميس)”.
وتسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أيار بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران المبرم في عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على إيران في وضع الحكومة العراقية المقبلة برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في موقف صعب لأن اقتصاد البلاد متشابك على نحو وثيق مع إيران المجاورة.
* النفط قد يتدفق إلى تركيا
قال عبد المهدي يوم الخميس إن العراق سيعطي الأولوية لمصالحه الخاصة واستقلاله فيما يخص مساعدة الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات لكن واشنطن قالت إنه ستكون هناك عواقب على الدول التي لا تحترم العقوبات.
وقال مصدر على دراية بعمليات تصدير النفط العراقي لرويترز “الولايات المتحدة تفرض ضغوطا على العراق ليعلق شحنات النفط إلى إيران ويستأنف تدفقات النفط الكردي إلى تركيا. إذا حصلت تركيا على المزيد من النفط من العراق، سيكون من الصعب على أنقرة أن تجادل بأنها تحتاج إلى إعفاء أمريكي لمواصلة شراء النفط الإيراني”.
وقالت المصادر إن الحكومة الاتحادية برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي توصلت لاتفاق في منتصف أكتوبر تشرين الأول مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف تصدير الخام إلى ميناء جيهان التركي عبر إقليم كردستان.
وأضافت أن الاتفاق يخضع لموافقة نهائية من عبد المهدي ووزير النفط ثامر الغضبان.
وقال مصدر “السلطات الكردية في الإقليم وحكومة العبادي توصلا إلى اتفاق لاستئناف صادرات نفط كركوك وتم الاتفاق على أن يكون القرار النهائي بيد الحكومة الجديدة ووزير النفط فيها لتوقيع اتفاق نهائي”.
وأكد مسؤولان بشركة نفط الشمال لرويترز أن الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان توصلتا إلى اتفاق لكن توقيع عبد المهدي ضروري قبل أن يصبح الاتفاق نهائيا.
في غضون ذلك، أعلنت سومو عن عطاء يوم الخميس لبيع كميات محدودة من النفط الثقيل من حقل القيارة النفطي في شمال البلاد للتصدير بواسطة الشاحنات البرية. ودعت سومو الشركات لتقديم العروض بحلول الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، وهو موعد سريان العقوبات الجديدة على إيران حيز النفاذ.
وقال وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الشهر الماضي إن إدارة ترامب لا تدرس السحب من مخزونات الطوارئ النفطية الأمريكية لتعويض أثر العقوبات الوشيكة على إيران، وإنها بدلا من ذلك ستعول على كبار منتجي النفط لإبقاء السوق مستقرة.
وأضاف أن حوالي 300 ألف برميل يوميا من النفط قد تصل إلى الأسواق إذا سمح العراق بتدفق الخام من إقليم كردستان في شمال البلاد.
وفي أواخر العام الماضي، بدأ العراق تحويل الإنتاج من حقول نفط كركوك إلى مصاف محلية لتعزيز إنتاج الوقود والمساعدة في توفير كميات أكبر من النفط للتصدير من الموانئ الجنوبية.
وتوقفت صادرات حقول كركوك النفطية بعد هجوم عسكري شنه العراق لاستعادة مناطق متنازع عليها خضعت للسيطرة الكردية في 2014 بعد استفتاء فاشل للأكراد على الاستقلال عارضته بغداد. (REUTERS)[ads3]