دراسة : أكثر من نصف مستخدمي تطبيقات المواعدة الإلكترونية متزوجون !

جميعنا سمعنا عن تطبيقات المواعدة الإلكترونية ، ولعل أغلبنا يعتقد أن رواد هذه المواقع هم الشباب الأعزب والباحثون عن علاقة وحيدة، قد نتفاجأ إن علمنا أن هناك عدداً لا يستهان به من المتزوجين والمرتبطين يتصفحها باستمرار، فالكثيرون يرون فيها نوعاً من الخيانة الزوجية.

جريدة The Telegraph البريطانية، نقلت دراسة مهمة أجريت في جامعة إيراسموس الهولندية حول الموضوع، وشملت الدراسة التي أجريت في روتردام عدداً من مستخدمي تطبيقات المواعدة الإلكترونية في أوروبا وأميركا.

وأشارت الدراسة إلى أن 25% من مستخدمي تطبيق Tinder للمواعدة الإلكترونية لديهم ارتباطات كثيرة وخفية.

تطبيق Tinder للتعارف الإلكتروني

“هنا لفترة وجيزة فقط. لا أمانع تعدد الشركاء من الناحية الأخلاقية. لدي مكان شاغر لعشيقة، أو نزوة عابرة لمرة واحدة”، هكذا تتوالى الصفات غير الجذابة في السيرة الذاتية لرجل يبلغ من العمر 39 عاماً يستخدم تطبيق Tinder.

وفقاً للتعبيرات المستخدمة في تطبيقات المواعدة، يمكن ترجمة عبارة «لا أمانع تعدد الشركاء»، مجازاً بأنه في علاقة بالفعل، ولكنه جشع، وكما نرى، أصبحت تطبيقات المواعدة الآن مرتعاً للأشخاص المرتبطين ويبحثون عن علاقات جانبية تعزز كبرياءهم.

تطبيق Tinder، يسهل أكثر من مليون عملية تعارف في 190 دولة في جميع أنحاء العالم أسبوعياً.

أكثر من نصف المستخدمين مرتبطون

لم تكن الإحصاءات المتعلقة بالمملكة المتحدة واضحة، لكن إليزابيث تيمرمانز، الباحثة الرئيسية في الدراسة قالت إن «البيانات الخاصة بالولايات المتحدة تشير إلى أن أكثر من نصف المستخدمين مرتبطون بعلاقات عاطفية بالفعل».

يصف بعض المستخدمين أنفسهم بأنهم عزاب، بينما يتصفح البعض الآخر التطبيق من أجل التسلية فقط، طبقاً لما اورد موقع “عربي بوست”، وبعض مستخدمي تطبيقات المواعدة الإلكترونية مثل الرجل الذي ذكر آنفاً، يبدو أنه في علاقة مفتوحة.

وهناك آخرون أكثر وضوحاً، كشخص يعرف نفسه: “نعم، أنا متزوج، ولا، زوجتي لا تعلم أنني هنا، هذا جزء من الإثارة”، بل هناك أزواج لديهم صفحات شخصية مشتركة، يبحثون عن علاقات أخرى لإضفاء الإثارة على زواجهم.

أياً كانت حكاياتهم، خلُصت دراسة جامعة إيراسموس إلى أن المتزوجين ينخرطون في عدد أكبر من العلاقات الغرامية، لمرة واحدة، والعلاقات الجنسية العارضة مع المستخدمين الآخرين للتطبيق، مقارنةً بالمستخدمين العزاب.

ما يعني أنك إذا كنت عازباً، فقد تجد نفسك عن غير قصد تواعد امرأة –أو رجلاً- متزوجاً، والأسوأ بالطبع، هو احتمال أن تكون زوجتك تخونك سراً من خلال الحديث إلى عددٍ لا متناه من العزاب، أو حتى مقابلتهم.

هكذا يتم تسهيل الخيانة على الأزواج

بإمكانك نظرياً أن تستعرض ما يصل إلى 500 ملف شخصي على تطبيق Tinder على هاتفك بينما تشاهد نشرة أخبار العاشرة، وعندما يتحول الأمر من استعراض الملفات إلى إجراء محادثة، سيكون من السهل أن تتواصل مع عدد من الغرباء سراً.

ويتم ذلك عادة على تطبيق WhatsApp أثناء جلوسك على الأريكة بجوار زوجتك، في عصر تسير فيه حياتنا بالكامل من خلال هواتفنا الذكية، قد يترتب على ذلك أن تسير علاقاتنا الغرامية بالشكل نفسه أيضاً.

تقول المحامية نيكولا ماكينز، إنها تشهد تزايداً في عدد العملاء الذين يطلبون الطلاق بعد اكتشافهم أن أزواجهم يستخدمون تطبيقات المواعدة.

وأضافت: “هناك بالتأكيد زيادة في عدد الأزواج والزوجات المتواجدين على تطبيقات المواعدة الإلكترونية مثل Tinder، بدافع من الفضول”.

وتابعت: “قد يكون الأمر من أجل الضحك فقط في البداية، ثم قد يتحول إلى شيء أكثر جدية”.

ومن المثير للاهتمام أن ماكينز تستقبل في مكتبها المزيد من الأزواج الذين اكتشفوا زوجاتهم على تطبيقات المواعدة الإلكترونية، وترجع المحامية سبب ذلك إلى كون النساء أكثر فضولاً بحسب وصفها.

الأشخاص الذين يلجأون إلى هذه التطبيقات عادة ما يكونون في فترة صعبة من حياتهم الزوجية، وغالباً ما يرون فيها طريقةً سهلةً وغير مؤذية لاختبار الأجواء، لكن يمكن أن يتحوّل الأمر بسرعة إلى خيانة أكثر تطرفاً.

يحب الناس أن يكونوا محل انتباه واهتمام، فهد أمرٌ مهمٌ لهم، وفي حالة عدم حصولهم على ذلك الاهتمام الذي يشعرون أنهم في أمس الحاجة إليه، فسيبحثون عنه في مكانٍ آخر.

تطور المواعيد غير المشروعة عبر الزمن

قبل سنواتٍ، كان الزبائن يقدّمون لها صوراً غير واضحة، للأزواج الخائنين في لقاءات غير مشروعة، أما الآن أصبحوا يسلمونها ذاكرة USB مليئة بلقطات مصورة من المحادثات التي تم رصدها ونسخها من لوحات آي باد الخاصة بالزوج أو الزوجة.

تقول ماكينز: “تمر علينا جميع الأنواع، يُخبرك الناس بكل شيء عندما يفكرون في الطلاق، لأننا غالباً ما نكون أول شخصٍ يتحدثون إليه بهذا الشأن”.

البعض يكتشف هذه الخيانة من خلال التفتيش في الأجهزة، في حين يكتشف الآخرون الخيانات من خلال أصدقاء عزاب فعلاً، اكتشفوا هذه الحقيقة المزعجة

هل يشكل ذلك سبباً للطلاق؟

قال المستشار في مؤسسة “ريلايت” غوربريت سينغ، إن ارتفاعاً واضحاً في العلاقات المفتوحة قد جعل الأشخاص المرتبطين الذين يتصفحون تطبيقات المواعدة، أكثر رمادية.

وأضاف: “إن ما يُعتبر خيانةً، أمرٌ يتوقف على رؤية كل شخصٍ وكل زوجين. بالنسبة لبعض الناس، إذا راودتهم شكوكٌ بوجود ارتباط عاطفي، فسيعتبرون ذلك خيانة”.

وتابع: “أما في حالات أخرى، لا يكون استعمال تطبيق المواعدة بعينه خيانة، لكن إذا التقيت بشخص ما، عندئذ يكون الجواب، أجل، تعد هذه خيانة”.

الدافع المشتركة وراء هذا الأمر حسب اعتقاده، هي الوحدة، والتقدير الذاتي الفوري الذي يناله المرء من التفاعل مع شخصٍ ما عبر التطبيق.

وذكرت دراسة إيراسموس أن «النرجسية والمكيافيلية ترتبط ارتباطاً مباشراً باستخدام Tinder من أجل تعزيز الغرور الشخصي ونزعة الأنا».

يقول سينغ “إذا وُجِدت جفوة في العلاقة، فذلك ما يقود بشكلٍ عام إلى هذا النوع من التصرفات”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها