بعد قرن و نصف من حدوثها .. كارثة كبرى تهدد حياة الملايين من جديد
بعد ما يربو على قرن ونصف من حدوثها وما أسفر عنه من تداعيات، حذر علماء من أن الأحداث المناخية المتطرفة، التي وقعت في القرن التاسع عشر، وقتلت 50 مليون شخص، قد تحدث مرة أخرى، وتكون لها عواقب أكثر خطورة.
وكان الجفاف الذي عرف بـ”الجفاف العظيم”، قد بدأ في عام 1875، ودمر المحاصيل الزراعية في آسيا والبرازيل وأفريقيا، مما أدى إلى مجاعة واسعة فتكت بحياة 50 مليون شخص.
وتُعتبر المجاعة العالمية التي جاءت مع الجفاف العظيم بين عامي 1875 و 1878، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ.
وحذر العلماء من أنه إذا حدث ذلك مرة أخرى في الوقت الحاضر، فإنه سيكون “أسوأ بكثير”، وفق ما نقلت قناة “سكاي نيوز” عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وبالنظر إلى الاحتباس الحراري الذي يشهده كوكب الأرض، فإن أبحاثا جديدة تشير إلى أن موجات الجفاف المماثلة التي قد تسببها ظاهرة “إل نينيو”، أو غيرها من الأحداث الطبيعية، ستكون أكثر كارثية مما كانت عليه في الماضي، مما سيؤثر بشكل صادم على نظام الأغذية العالمي.
و”إل نينيو” ظاهرة تحدث بشكل طبيعي، وتختص بارتفاع درجة حرارة غير الطبيعي عن درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادئ، وفق ما ذكر موقع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وفي المتوسط، تحدث إل نينيو مرة كل 2-7 سنوات، ويمكن أن تصل إلى مرة كل 18 شهرا. وأثناء حدوثها تتعطل الأنماط المعتادة لهطول الأمطار الاستوائية ودوران الغلاف الجوي، مما يسبب الأحداث المناخية المتطرفة في جميع أنحاء العالم.
وباستخدام بعض البيانات بشأن نمو الأشجار وسجلات الأمطار وغيرها، تمكن باحثون من جامعة ولاية واشنطن الأميركية من تحديد الظروف التي أدت إلى ذلك الجفاف العظيم.
ووجد الفريق أن العديد من الأحداث التي تحدث بشكل طبيعي هي المسؤولة عن ذلك.
ففي عام 1875، تراجع موسم الرياح الموسمية في الهند مما أدى إلى تعرض المنطقة إلى الجفاف، ثم امتدت موجات الجفاف في شرق آسيا ومعظم أفريقيا وشمال شرقي البرازيل وأجزاء من جنوب شرق آسيا وأستراليا.
وفي ذلك الوقت، كان المستعمرون البريطانيون يقومون بتصدير الحبوب من الهند، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، دريبتي سينغ إن “الظروف المناخية التي تسببت في الجفاف العظيم والمجاعة العالمية نشأت من تقلبات طبيعية”، لافتا إلى أنه “من الممكن أن يؤدي تكرارها، مع تزايد التأثيرات الهيدرولوجية بسبب الاحتباس الحراري العالمي، إلى تقويض الأمن الغذائي العالمي مرة أخرى”.
وحذر الباحث من أن الدمار الذي أعقب هذه الأحداث، سيتسبب في آثار اجتماعية واقتصادية قد تستمر لأكثر من قرن مقبل.
وأضاف سينغ أن حدثا مناخيا عالميا مماثلا يمكن أن يحدث مرة أخرى، خاصة مع توقع أن يؤدي التغير المناخي إلى زيادة حدة “إل نينيو” في المستقبل.[ads3]