لا يخالف القانون .. اكتشاف طحالب تخفف الآلام أفضل من نبات الحشيش

يعتقد علماء في سويسرا أنَّهم اكتشفوا طحلب يخفف الآلام أو يمكن وصفه بكونه نباتاً شبيهاً بالطحالب، أفضل في تخفيف الألم من نبات القنب (الحشيش)

ينتشر هذا النبات البسيط غير الملحوظ في نيوزيلندا وأستراليا، وله اسمٌ غير جذاب، وهو حشيشة الكبد أو بالإنكليزية Liverwort، حسب موقع Science Alert.

ولأكثر من 20 سنة، كان هذا النبات معروفاً باحتوائه على مركب «البيروتيتينين-perrottetinene»، وهو المُركب الذي يشبه كثيراً رباعي الهيدرو كانابينول، وهو المُكوِّن ذو التأثير الذهني الموجود في نبات القنب.

وفي حين تنتشر الكثير من التجارب الشخصية التي تفيد بأنَّ هذا النبات يمكن أن يسبب انتشاءً بسيطاً «لكنَّه قانوني»، لم تكن حتى وقتٍ قريب، أي معلوماتٍ عن تأثيره الدوائي.

وباستخدام فئران التجارب، أظهر علماء من جامعة بِرن السويسرية، للمرة الأولى، أنَّ المُكوِّن الفعَّال في النبات يعمل بطريقة مشابهة لرباعي الهيدرو كانابينول.

وإذا ثبتت صحة هذه النتائج، فإنَّ هذا من الممكن أن يعني وجود نباتٍ آخر غير القنب يمكن أن يُنتج مُركباً شبيهاً برباعي الهيدرو كانابينول.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، يورغ غيرتش، وهو باحثٌ في علم الصيدلة الجزيئية لنظام ناقلات الإندو كانابينويدات العصبية بجامعة برن السويسرية: «من المدهش أن ينتج نوعان من النبات بينهما نحو 300 مليون سنة من التطور مواد الكانابينويد ذات التأثير الذهني».

ما هو طحلب حشيشة الكبد؟

وفق ما اورد موقع “عربي بوست”، ظهرت نباتات حشيشة الكبد، للمرة الأولى، كطحالب خضراء منذ نحو 400 مليون سنة، أي قبل ظهور النباتات المزهرة الأكثر تطوراً مثل القنب بوقتٍ طويل.

لكنَّ بنْية البيروتيتينين تبدو شديدة الشبه برباعي الهيدرو كانابينول. وفي الواقع، وبعيداً عن شكلها ثلاثي الأبعاد ومجموعة البنزيل الإضافية فيها، فإنَّ ذرات البيروتيتينين ترتبط بعضها ببعض بالشكل نفسه تقريباً.

وعلى هذا، يكون من السهل لمُركب البيروتيتينين أن يجد طريقه إلى الدماغ. وفور وصوله، وجد الباحثون أنَّه يلتحق تحديداً بمستقبلات الكانابينويدات CB1 و CB2، لكن بدرجة أقل بـ10 مرات من رباعي الهيدرو كانابينول.

يعني هذا أنَّه في الوقت الذي يبدو فيه أنَّ المادة ذات التأثير الذهني في نبات حشيشة الكبد تقدم الفوائد الطبية نفسها التي يوفرها رباعي الهيدرو كانابينول، يتضح أنَّها ليست بالقوة الكافية للتسبب في تأثير النشوة الشديد نفسه.

إنه أشبه بخلاصة فوائد الحشيش بدون مضاره

والأكثر من ذلك أنَّه، وبخلاف رباعي الهيدرو كانابينول، فقد وُجد أنَّ البيروتيتينين يثبط مادة البروستاغلاندين بالدماغ، وهي المادة التي تتسبب في حدوث الالتهابات.

وتشرح أندريا تشيكا، المؤلفة الأولى والباحثة في اكتشاف المواد المخدرة وتطويرها بجامعة برن: «لهذا المركب الطبيعي تأثيرٌ ذهني أضعف، وفي الوقت ذاته لديه القابلية لتثبيط العمليات المُسببة للالتهابات في الدماغ».

وعلى الرغم مما قد يعتقده كثيرون، فإنَّ التأثير الذهني الأضعف ليس أمراً سيئاً بالضرورة؛ بل هو في الواقع عكس ذلك تماماً، فهذا يمكن أن يجعل المركب أكثر فائدةً في الطب.

وبمقارنة الآثار الطبية للبيروتيتينين ورباعي الهيدرو كانابينول، اتضح للباحثين أنَّ البيروتيتينين أفضل في تخفيف الألم والحد من الالتهابات في الدماغ، وكان أيضاً ذا آثارٍ جانبيةٍ أقل.

والأفضل من ذلك أنَّ استخدامه لا يخالف القانون

ما يعني أنَّ بإمكان العلماء دراسة هذا النبات فعلياً دون قلقٍ بشأن أي قيودٍ على استخدامه.

وعلى الرغم من أنَّ الأبحاث الجارية على نبات حشيشة الكبد لا تزال في بدايتها، فإنَّ القائمين على هذه الدراسة الجديدة يعتقدون أنَّهم فتحوا باباً جديداً وهامّاً.

وصرح غيرتش لشبكة Motherboard الإعلامية العلمية: «لو أجرينا مقارنةً مباشرة، أعتقد أنَّ البيروتيتينين هو نسخةٌ أفضل من رباعي الهيدرو كانابينول».

ويطالب الباحثون الآن بإجراء دراساتٍ مبدئية على المادة قبل تجربتها على البشر من أجل تحديد أثرها على الآلام المزمنة والالتهابات بصورة أفضل.

نُشرت هذه الدراسة في دورية Science Advances الأميركية المختصة بالعلوم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها