دراسة : المتشددون دينياً أكثر استعداداً لقبول الأخبار الزائفة

أظهر بحث أكاديمي أجري في جامعة بيل الأمريكية أن حاملي الأفكار الدينية المتشددة والنزعات الاستعراضية، هم أكثر الناس استعدادًا لقبول الأخبار الزائفة والتقارير المفبركة.

ففي دراسة نشرتها دورية “البحوث التطبيقية للوعي والذاكرة”، المتخصصة في علم النفس، وعرضتها مجلة “نيوزويك”، تبيّن وجود علاقة وثيقة بين المتطرفين دينيًا وأصحاب الفكر الأصولي المتشدد أو المتسم بالغرور، وبين الاستعداد لقبول المعلومات والتسريبات المفبركة التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي، والقيام بترويجها برغبة إظهار التميّز أو لتحصيل منافع عقائدية أو مادية.

وقالت نيوزويك، وفق ما نقلت شبكة “إرم نيوز”: “إن فريق البحث في جامعة بيل استخدم وسائل تحقق تعتمد أسلوبين في قياس استعداد الناس لقبول الأفكار المزيفّة. وطبق التجربة على 900 شخص من الجنسين تزيد أعمارهم على 18 سنة”.

في الأول جرى تشخيص من يوصفون بأصحاب الذهنيات المنفتحة والنشطة بقياس درجة الاعتماد على الشواهد العلمية والمنطقية، والاستعداد للوصول إلى تفسيرات بديلة للمعلومات التي تردهم، وهو النهج الذي قال رئيس الفريق البحثي، مايكل برونشتاين، إنه يضمن درجة عالية من الاستعداد لفهم واستيعاب ما يردهم من أخبار.

أما النهج الثاني، كما قال برونشتاين، فهو المنطق التحليلي الذي يسمح للشخص أن يعيد تركيب المعلومة التي تصله، بحيث تعزز معتقداته المتشددة، وتمنحه شخصيًا ميزة استعراضية.

وأظهرت الدراسة أن أصحاب الفكر الديني المتشدد ممن جرى عرض الأخبار المفبركة عليهم كانوا أكثر ميلًا للإيمان بنظرية المؤامرة، التي تجعلهم يعتقدون بأنهم مستهدفون ويتعرضون للتآمر عليهم. مشيرة إلى أن الكثيرين من هذه العيّنة هم من مؤيدي الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يكف عن اتهام وسائل الإعلام الرئيسية بالتآمر عليه واستخدام الأخبار المزيفة.

وأشار برونشتيان إلى أن قوة الصدمة والاجتياح في المعلومات والتقارير المفبركة، تتمثل في أنها قضايا ذات طابع ساخن وتتدفق بوتيرة جامحة، لا تترك للمتلقي فرصة لإخضاعها للتفكير المنفتح.

الأمر الذي يستدعي تدريب الناس على الثقافة الإعلامية، بحيث تتشكل لديهم، مبكرًا، عقلية تستطيع أن تتعامل مع الأخبار الزائفة بهدوء وانفتاح، وهي الذهنية التي يفتقر لها حامو العقائد المتشددة المؤمنون بأنهم ضحايا مؤامرة متصلة، كما تقول الدراسة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها