100 ألف دولار وتصبح من أهل جزيرة سانت لوتشيا !
بمآثرها الطبيعية التي تحبس الأنفاس، تناشد جزيرة سانت لوتشيا Saint Lucia جميع الحواس لتدعو زوارها إلى الإستمتاع بإطلالتها الساحرة على الجبال البركانية التي تتزين بالأشجار العتيقة المتمادية تحت ظلالها الوارفة منازل جميلة إعتمرت القرميد الملون وطُليت بالألوان المستوحاة من الزهور التي تنشر رحيقها في كل الأرجاء.
هنا كل شيء يفيض بروح الكمال والصفاء في هذه الجزيرة التي أعطاها الفرنسيون إسمها الحالي تيمناً بالقديسة الإيطالية لوتشيا خلال فترة إستعمارهم لها. أما الإسم الذي سيتردد على مسامعكم أثناء وصولكم إليها فهو «سانت لوشا».
كل عام تفتح سانت لوتشيا ذراعيها لتستقبل أكثر من 350 ألف سائح. فالجميع يقصدون هذه الجزيرة السابحة في القسم الشرقي من البحر الكاريبي، والمطلة على المحيط الأطلسي من الناحية الغربية، ليكتشفوا روعة هذه البقعة الجغرافية التي كانت مسرحاً مفتوحاً للصراعات بين الفرنسيين والإنكليز للسيطرة عليها وإحتلالها. وبالواقع فقد نجح الفرنسيون عام 1660 بالوصول إلى أراضي الجزيرة ووقعوا عند ذلك إتفاقية مع سكان البلاد الأصليين لوضعها تحت سيطرتهم. ولكن سرعان ما تفوقت القوة البريطانية على الفرنسية لترزح سانت لوتشيا عام 1663 تحت وطأة الإستعمار البريطاني.
ويمكن تشبيه الفترات الزمنية التي شهدت فيها الجزيرة الإستعمار الذي تناوب عليه الفرنسيون والإنكليز بحركة المد والجزر التي تتمايل على شواطئها الحالمة. فالفرنسيون إستعمروها 7 مرات، وقابلهم الإنكليز بالعدد نفسه. ولكن في نهاية المطاف هجرت الجزيرة الحضن الفرنسي عام 1814 لتقع من جديد تحت السيطرة النهائية البريطانية. ولذلك يعتمد النظام القانوني في ربوعها على القانون العام البريطاني، ولكن السلطة القضائية مستقلة وعادلة عموماً. وفي عام 1924 غمرت البلاد فرحة عارمة عندما جاءت أول حكومة ممثلة للجزيرة. إلا أن الإستقلال التام عن بريطانيا لم تحظ به سوى في 22 شباط (فبراير) عام 1979 لتصبح اليوم عضواً في دول الكومنولث. كما أنها أيضاً عضو في منظمة الفرنكوفونية.
يرغب كثيرون بجنسية أخرى للسفر والتنقل بين بلدان العالم بحرية مطلقة. وسانت لوتشيا لا تخيب آمال الباحثين عن تلك الفرصة الذهبية، ولذلك أطلقت عام 2015 برنامج الحصول على الجنسية عن طريق الإستثمار في الجزيرة. ويمكن المضي في هذا البرنامج من خلال المساهمة في صندوق الإقتصاد الوطني بمبلغ 100 ألف دولار أميركي للمتقدم الوحيد، و165 ألف دولار أميركي للمتقدم مع زوجته، و190 ألف دولار أميركي للمتقدم مع زوجته وولدين. أما المبلغ المطلوب للإستثمار العقاري فهو 300 ألف دولار أميركي سواء كان لشخص واحد أو لجميع أفراد الأسرة.
وتوفر الدولة واحداً من جوازات السفر الأقوى في الكاريبي لأنها تتيح للمستثمرين الدخول إلى 123 دولة منها المملكة المتحدة والدول الأعضاء في الكومنولث البريطاني. كما تعد البلاد الأكثر تطوراً في منطقة الكاريبي وتتميز ببيئتها الآمنة والمستقرة. مع العلم أنه بإمكان المستثمر الحصول على جواز سفر ثانٍ غير قابل للإلغاء وجنسية مزدوجة دون التخلي أو الإستغناء عن الجنسية الحالية. ولا تفرض سانت لوتشيا أي ضريبة على الدخل في جميع أنحاء العالم، ولا تشترط زيارة الجزيرة بشكل دائم من أجل التأهل للحصول على الجنسية من خلال الإستثمار العقاري، رغم خضوع جميع المتقدمين لتحقيق أمني صارم. وللمزيد من المعلومات عن برنامج الجنسية عن طريق الإستثمار ننصحكم بالإتصال بسفارة سانت لوتشيا في بلادكم أو في مكان تواجدها.
10 معالم للزيارة
– العاصمة «كاستري» Castries المشيدة على أراضي مستصلحة كانت في السابق عرضة للفيضانات. والعاصمة اليوم مدينة مزدهرة وفيها مقر الحكومة، ومراكز العديد من الشركات الأجنبية والمحلية. يستقبل ميناؤها المحمي السفن التجارية والسياحية والعبارات. فكثيرون يقصدون سانت لوتشيا بحراً قادمين من الجزر المجاورة أمثال المارتينيك وسانت فينسينت والغرينادين وباربادوس. كما أن رحلات الطيران لا تتوقف بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وهذه الجزيرة التي تمنح روادها أوقاتاً سعيدة نظراً لإحتوائها على كل ما يطلبه السائح من خدمات ونشاطات.
– سوق «كاستري» الشعبي Castries Market المليء بالمنتجات المحلية والتذكارات المصنوعة محلياً. تقدم أكثرية الفنادق والمنتجعات السياحية خدمة المرشد السياحي الذي سيعرفكم على كل ما تحويه العاصمة من حكايات وأسرار، وسيأخذكم أيضاً بجولة إلى سوق «كاستري» الذي يضج بأصوات الباعة والمتسوقين الذين يتوافدون إليه لشراء الفاكهة والخضار التي تملأ المكان بألوانها المفعمة بالحياة ورائحتها الذكية التي تشهد بأنها عضوية بإمتياز.
– خليج «ماريغوت» Marigot Bay الذي وصفه الكاتب الأميركي جيمس ميشينير بأنه أجمل خليج في البحر الكاريبي على الإطلاق. ونظراً لسحر وروعة هذا المكان المزنر بمناظر طبيعية أخاذة، فقد تم فيه تصوير فيلم Dr Doolittle عام 1967.
– جزيرة «الحمامة» Pigeon Island التي تشهد على تاريخ نشأة الجزيرة. هنا عاش الهنود الأوائل المعروفون بالأراواك. إرتبطت الجزيرة الراقدة في القسم الشمالي من البلاد بجارتها الأم سانت لوتشيا عام 1972 عن طريق ردم البحر. سيشد إنتباهكم في هذا المكان بعض الحصون التاريخية التي كان يستخدمها البريطانيون للتجسس على الفرنسيين المتمركزين في جزيرة «مارتينيك» التي كانت ولا تزال تحت الحكم الفرنسي. إذا صدف وزرتم سانت لوتشيا في مطلع أيار (مايو) المقبل، فإنكم ستنعمون بحضور مهرجان موسيقى الجاز السنوي الذي تستضيفه جزيرة «الحمامة» بين 6-13 أيار.
– منطقة «رودني باي» Rodney Bay السياحية التي تبعد حوالي 10 كيلومترات إلى الشمال من العاصمة، وفيها سلسلة من الفنادق الفخمة والشواطىء الخلابة والمطاعم والنوادي الليلية. ومن المعلوم أن «رودني باي» إستقبلت منذ فترة قصيرة أهم وأحدث مركز تجاري في الجزيرة «باي ووك» BayWalk، وفيه أكثر من 50 متجراً ومصرفاً وسوبر ماركت ومجموعة من الشقق المفروشة بأناقة مترفة، وفيها تحلو الإقامة خلال فترة وجودكم في الجزيرة. التبضع في مختلف أنحاء البلاد متعة بحد ذاتها لأن جميع السلع التي تباع في المتاجر والمراكز التجارية الكبرى معفاة من الضرائب، وتشمل المجوهرات والقطع الجلدية والعطور والتذكارات المصنوعة محلياً، وما إلى هنالك من أهم المنتجات المعروفة عالمياً.
– بلدة «سوفريير»Soufrière في جنوب غرب الجزيرة التي كانت عاصمة البلاد خلال الحكم الفرنسي. وهناك ستذهلكم عظمة وروعة قمتي جبل «بيتون» Pitons البركانيتين اللتين أدرجتهما منظمة اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي.
– منتزه «سوفريير إيستايت» Soufrièr Estate الذي يهدي رواده فرصة الإرتماء في غمرة المياه المعدنية الدافئة التي كان يستخدمها في الماضي الجنود الفرنسيون. وفي عام 1784 أرسل حاكم سانت لوتشيا آنذاك البارون الفرنسي «دي لابوري» عينات من هذه المياه إلى باريس لفحصها، وتبين انها مفيدة لمعالجة داء الروماتيزم وبعض المشاكل الجلدية.
– بركان «كواليبو» Qualibou الذي يشتمل على حوض من التراب الساخن، يخرج من منافذه الكبريت وبعض من أصناف الغازات. وعلى مقربة منه هناك حديقة نباتية تكتنفها أشجار جوزة الطيب والزهور العطرية، وبجاوره صخرة نُقش عليها إسم الإمبراطورة الفرنسية جوزفين زوجة نابوليون بونابرت التي ولدت في إحدى مدن الجزيرة عام 1763.
– منتجع «أنس شاستانيه» Anse Chastanet Resort في بلدة «سوفريير» ويشمل على 600 هكتار من الأراضي الدائمة الخضرة والمحاطة بشواطىء رملية تشرف على قمتي جبل «بيتون». يضم المنتجع 49 غرفة، تقع 37 منها على تلة مكتظة بالأشجار والنبات، وتتمادى الغرف الباقية وسط حديقة إستوائية بمحاذاة الشاطىء. ويشتهر هذا المنتجع بأنه المكان المثالي للإحتفاء بحفلات الأعراس، أو التمتع بشهر العسل، أو لربما ممارسة رياضة الغوص في مياه الجزيرة الفيروزية.
إعرفوا سانت لوتشيا!
– بالرغم من مساحة الجزيرة الصغيرة التي تصل إلى 617 كيلومتراً مربعاً، فإن مناظرها الطبيعية تتنوع وتتباين بين منطقة وأخرى.
– الإنكليزية هي لغة الجزيرة الرسمية، ولكن أكثرية السكان تتكلم الفرنسية. مع العلم أن الفرنسية التي تُحكى هنا هي لغة محلية تعرف بإسم «باتوا» Patois وتشمل على المزج بين الفرنسية واللغة الأصلية للمواطنين الأوائل.
– يصل عدد سكان الجزيرة وفقاً لآخر الإحصاءات إلى حوالي 180 ألف نسمة.
– العملة المتداولة هي دولار شرق البحر الكاريبي XCD. بالإمكان إستخدام الدولار الأميركي بشكل واسع في المتاجر والمطاعم وما إلى هنالك.
– تتميز الجزيرة بطقسها الكاريبي النموذجي. فالحرارة تتراوح بين 21-32 درجة، والمناخ إستوائي معتدل على مدار العام.
– لا توجد ضرائب كبيرة على رؤوس الأموال أو الأفراد وخصوصاً المجنسين غير المقيمين.
– عتمد إقتصاد البلاد على تصدير الكاكاو والخضار والفاكهة وزيت جوز الهند. ويأتي الدخل الأكبر للإقتصاد من السياح القادمين إلى الجزيرة.
– يتضمن الموقع الإلكتروني الذي تشرف عليه هيئة ترويج السياحة إلى الجزيرة بجميع المعلومات التي يطلبها السائح: www.saintluciauk.org
– فيلم ترويجي قصير عن الجزيرة: https://www.youtube.com/watch?v=trmEq3e04a4&t=258s
جان بيار حبيب – الحياة[ads3]