أبحاث على دودة مجهرية تعطي أملاً في مكافحة الشيخوخة

يقول علماء إن دودة شفافة صغيرة يمكن أن تحمل سر وقف الوهن والاعتلال الصحي الذي كثيراً ما يقترن بالشيخوخة.

ذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” وفق ما نقلت صحيفة “إيلاف”، في تقرير أن علماء بريطانيين يرسلون عشرات الآلاف من هذه الديدان الى الفضاء في مشروع مدعوم من الحكومة لاختبار أدوية وما إذا كانت قادرة على منع ضمور العضلات الناجم عن الجاذبية المهجرية أو إبطائه.

وأوضح التقرير ان الديدان البالغ طولها مليمتر واحد لا تجد في الفضاء ما تدفع نفسها عليه للحفاظ على كتلتها العضلية ولذلك فانها سرعان ما تبدأ بفقدان قوتها، كما يحدث مع كبار السن المصابين بأمراض مثل ضمور العضلات على الأرض.

ولكن الباحثين في جامعة نوتنغهام وسط انكلترا يأملون بأن يتمكنوا من إبطاء هذه العملية أو حتى منعها بالكامل من خلال تقوية البطاريات التي تغذي الخلايا بالطاقة والمعروفة باسم الميتاكوندريا، أو تحسين ما تمتصه الخلايا من الكالسيوم.

وتشترك الديدان المجهرية التي أُرسلت الى الفضاء بالكثير من الخصائص البيولوجية الأساسية مع الانسان وهي تتأثر بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في الفضاء، بما في ذلك العضلات والقدرة على استخدام الطاقة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور بيثان فيليبس استاذ الفيزيولوجيا السريرية والتمثيلية والجزيئية في جامعة نوتنغهام ان الجاذبية المجهرية تعجل بضمور العضلات كما يحدث عندما يلازم كبار السن الفراش أو أثناء التماثل الى الشفاء من إصابة.

واضاف ان العضلة الهيكلية ترتبط بعدة أجهزة في الجسم مثل جهاز المناعة وبالتالي فان التداعيات الصحية لا تقتصر على فقدان الحركة بل أوسع من ذلك بكثير.

وقال الدكتور فيليبس “ان عضلة الدودة مماثلة لعضلة الانسان الهيكلية ولذلك نستطيع أن نرى إذا كان لهذه الأدوية مفعول مفيد يمكن أن يؤدي الى علاجات جديدة لرواد الفضاء وكبار السن على السواء”.

واشار خبراء الى ان مثل هذه الأبحاث لا تمنح أملا لكبار السن فحسب بل ستكون بالغة الأهمية لنجاح المستوطنات التي تُقام في المستقبل على القمر أو المريخ.

ويمكن أن يفقد رواد الفضاء 40 في المئة من الكتلة العضلية في الرحلة الطويلة و1.5 في المئة من كتلتهم العظمية في كل شهر يقضونه في الفضاء.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن التصدي لمشكلة الشيخوخة من التحديات الكبيرة التي تواجهها وانها تريد إضافة خمس سنوات من العافية الى حياة الفرد بحلول 2035.

وسيرسل علماء بريطانيون أنابيب تحوي عضلات بشرية بعد تنميتها من خلايا جذعية الى المحطة الفضائية الدولية التي تحتفل في 20 نوفمبر بعيد ميلادها العشرين ليعرفوا إن كانت بروتينات “الصدمة الحرارية” قادرة على وقف ضمور العضلات. وتنشأ هذه البروتينات داخل الخلية استجابة لارتفاع درجة الحرارة فوق المعتاد.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها