تعرف إلى الملياردير الذي يدعم اليمين المتطرف في ألمانيا

ذكر موقع “شبيغل أونلاين” أن تحقيقات صحفية لمجلة “دير شبيغل” الألمانية و”فوتس” السويسرية كشفت أن مليارديرا بافاريا، وصاحب مجموعة شركات كبيرة تمتد من ألمانيا إلى سويسرا، يقف وراء الدعم المالي السخي لـ “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي المعروف بعدائه الصارخ للمهاجرين والمسلمين إلى جانب مواقفه الرافضة للاتحاد الأوروبي.

وذكرت “دير شبيغل” و”فوتس” أن آثار فضيحة التبرعات الأخيرة للحزب الشعبوي قد تقود إلى رجل الأعمال والملياردير البافاري أوغوست فون فينك. وحسب تحقيقاتهما الاستقصائية فإن أحد موظفي فون فينك المقربين منه ووكيل أعماله متورط في خطط تأسيس صحيفة ناطقة باسم حزب “البديل” الشعبوي والتي تحمل اسم “دويتشلاند كورير” وبدعم مالي من الملياردير فون فينك.

تجدر الإشارة إلى أن الادعاء العام الألماني بدأ تحقيقات أولية على خلفية تقارير بشأن حصول الحزب الشعبوي، في دائرة رئيسة كتلته البرلمانية أليس فاديل الانتخابية بمنطقة بودنزيه، على تبرعات كبيرة من سويسرا وهولندا، وهو ما يمثل انتهاكا لقانون الأحزاب في ألمانيا.

الملياردير أوغوست فون فينك الابن هو واحد من أغنى الألمان في أوروبا. وتقدر ثروته إجمالا بحوالي 7.5 مليار يورو، أي أكثر من 8 مليارات دولار. وتذكر التحقيقات أن الملياردير البافاري كان منذ أن انطلقت النشاطات لتأسيس حزب “البديل” من الداعمين له وبقوة.

ولما كان فون فينك لا يحب الظهور على مسرح الأضواء الإعلامية، فقد كان يكلف معاونيه لتنفيذ الترتيبات الخاصة بتأسيس الحزب اليميني الشعبوي، بينهم مساعده المقرب أرنست كنوت شتال، والذي يمثله في عدد غير قليل من مجالس الإدارة والإشراف على شركات عملاقة يعود الكثير من أسهمها إلى فون فينك نفسه.

وتشير تقديرات أسبوعيتي “”دير شبيغل” و”فوتس” إلى أن فون فينك، وعبر مساعديه، قدم مئات الآلاف من اليوروهات لحزب البديل أثناء تأسيسه وأثناء حملاته الانتخابية على المستوى الاتحادي وكذلك على مستوى الولايات.

وأظهرت التحقيقات الصحفية للمؤسستين الألمانية والسويسرية أن الدعم المالي للملياردير استمر حتى بعد مرحلة التأسيس. ففي سنوات 2014 و2015 تاجر حزب البديل على الإنترنت بسبائك الذهب، والتي كانت مجدية بالنسبة له. وكان الحزب اليميني الشعبوي يستغل ثغرة قانونية في قانون التبرعات للأحزاب السياسية ولهذا لم يتعرض لمساءلة قانونية بهذا الشأن.

ولكن تم لاحقا ردم هذه الثغرة القانونية في نهاية عام 2015، مما بات صعبا على حزب “البديل” من مزاولة مهنة تجارة الذهب على الشبكة العنكبوتية. وغادر الحزب هذا المجال المربح لتمويل نشاطه بعد أن غير البرلمان الألماني قانون التبرعات للأحزاب.

وكشفت “دير شبيغل” و”فوتس” السويسرية أن شركة “ديغوزا زونه/موند” لتجارة الذهب كانت تزود حزب البديل بالذهب من مركزها في كام بسويسرا، حيث مقر الشركة والتي تعود للملياردير البافاري أوغوست فون فينك. وبعد تغير قانون الأحزاب بدأ دعم الملياردير لحزب البديل يأخذ شكلا آخر، من خلال إعلانات الحزب في حملاته الانتخابية منذ عام 2016.

يشار إلى أن الملياردير أوغوست فون فينك، وحسب تحقيقات المصدرين الألماني والسويسري، شخصية يمينية قومية يقف على أقصى طيف المشهد اليميني في ألمانيا وفي أوروبا. وليس الأمر غريبا إذا ما نظر المرء إلى سيرة والده، المصرفي المعروف أوغوست فون فينك الأب، الذي كان من المعجبين جدا بشخصية الزعيم النازي أدولف هتلر، كما دعم صعود النازيين السياسي ماليا. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها