” تعدد اللغات ليس عيباً بل مؤهلاً إضافياً ” .. ألمانيا : صحافية ترد على المديرة التي اشتكت من ” تعريب مدرستها “

كتبت الصحافية الألمانية من أصل بولندي مارغريت شتوكوفسكي مقالة رأي في مجلة “دير شبيغل“، تحدثت فيها عن الأشخاص الذي يولدون في ألمانيا، ويتكلمون أكثر من لغة.

وبدأت شتوكوفسكي مقالها، بحسب ما ترجم عكس السير، بالإحالة إلى خبر صحيفة “بيلد”، المنشورعلى صفحتها الأولى، تحت عنوان “طفل واحد فقط من بين 103 أطفال يتحدثون الألمانية في المنزل”، والذي أظهرت فيه الصحيفة شكوى مديرة مدرسة، بقولها “لقد تم تعريبناً”، وقولها إن العديد من الأطفال في مدرستها لم يتلقوا أي تعليم على الإطلاق، وأن عليهم تعلم الأشياء الأساسية مثل إلقاء التحية عند لقاء شخص ما.

وانطلقت شتوكوفسكي في نقدها لحديث مديرة المدرسة، مما جاء في كتاب “نحن المهاجرون الطموحون”، للكاتبة إميليا سميشوفسك، ذات الاصل البولندي، والتي وصفت فيه مجيء عائلتها إلى ألمانيا في عام 1988، ومحاولات والديها أن يصبحوا ألمان في أسرع وقت ممكن، وهو ما يعني أيضًا عدم ارتياحهما حين تتحدث ابنتهم اللغة البولندية، وحثها على التحدث باللغة الألمانية فقط.

وأردفت شتوكوفسكي أنها نفسها تعرف هذه الفكرة التعليمية من أجدادها، الذين جاءوا إلى ألمانيا وأرادوا منها ومن أشقائها التحدث بالألمانية، وما تبع ذلك تطويرها وأشقائها أسلوب للاجابة بالألمانية حتى ولو تم التحدث إليهم باللغة البولندية.

وبعد مرور 20 عاماً، سافرت شتوكوفسكي إلى بولندا أثناء فترة دراسة، فاكتشفت أن تحدث اللغة البولندية لم يكن عيبًا، بل كانت مؤهلاً إضافيًا بالنسبة لها.

ورأت الكاتبة أنه لا توجد مشكلة على الإطلاق ألا يتحدث الأطفال اللغة الألمانية في منازلهم، إلا إذا كانت المؤسسات التعليمية التي يداومون فيها لا تستطيع التكيف مع حقيقة أن أشخاصاً من جنسيات مختلفة يعيشون في ألمانيا.

وتعزيزاً لرأيها، أوردت الكاتبة رأي أستاذة اللغة الألمانية، بيته لوتكه، القائل: “إن اللغات التي يتعلمها الطفل في مرحلة الطفولة والمراهقة، هي جزء أساسي من الأسرة والهوية الاجتماعية والثقافية، ومن المهم أن تستخدم هذه اللغات في الأماكن العامة، وخاصةً في رياض الأطفال والمدارس”.

وخلصت الكاتبة إلى نتيجة مفادها أن تعدد اللغات بالنسبة إلى كثير من الناس، واقع يمكن أن يعزز نظام التعليم، بدلاً من تقسيمه وفقاً لمعايير عنصرية.

وختمت الكاتبة بمقولة لهانز يورغن كروم، الأستاذ الفخري للغة الألمانية: “كلما قل تعدد اللغات في بلد ما، كلما قل الاحترام للأقليات في هذا البلد”.

مواضيع متعلقة:

” لقد تم تعريبنا ” .. مديرة مدرسة في ألمانيا : طفل واحد ألماني من أصل 103 أطفال أجانب في هذه المنطقة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها