إدلب .. آخر الحرب و أول السلام
يبدو أن الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية ما زالت بحاجة لمساحة مخصصة لحرب الوكالة، التوافق بينها يبدو بعيد المنال، والاشتباك المباشر بينها، يبدو أمراً مستبعداً للغاية، إن لم نقل ممنوعاً البتّة … لا بد والحالة كهذه، من البحث عن مساحة يمكن من خلالها ممارسة اللعبة الممتدة منذ سبع سنوات، وبالقواعد ذاتها.
باستعراض خرائط الانتشار والنفوذ للقوى الإقليمية والدولية في سوريا وفوقها، يتضح أن “إدلب” هي المنطقة الوحيدة المتبقية والمؤهلة، لاستئناف لعبة “حرب الوكالة”، حيثما تقتضي الحاجة وتشتد التأزمات … بقية المنطقة، تبدو منذورة لحلول سياسية لم تتضح معالمها بعد … مناطق شمال – شرق الفرات، تخضع لوجود أمريكي مباشر، مُعزِز لوحدات الحماية الكردية، هنا أي اقتراب عسكري، سوري أو “حليف”، يعني اشتباكاً مباشراً مع الجيش الأمريكي، وهذا خط أحمر روسي.
ومناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في الباب وعفرين، تعج بالجنود والآليات التركية … أي تعرض لهذه المناطق، يعني اشتباكاً مباشراً مع الجيش التركي … وهذا خط أحمر مزدوج، روسي وإيراني، في ظل التحسن الملموس في العلاقات بين طهران وأنقرة من جهة، وبين موسكو وأنقرة من جهة ثانية، وانخراط الأطراف الثلاثة في رعاية مسار أستانا، وتفاقم حاجة كل منهما للآخر.
إدلب إذا، هي حقل “اختبار القوة” واستعراضها، هنا وهنا بالذات، ثمة من الحجج والذرائع (والأسباب) ما يمكن الأطراف من استئناف عمليات “عض الأصابع” واستعراض العضلات … وجود قوى إرهابية موصوفة ومقاتلين دوليين، سبب كافٍ لموسكو ودمشق وطهران، للتعرض لإدلب بين الحين والآخر … تفاهمات سوتشي (أردوغان – بوتين) تبرر للأتراك تدخلهم المباشر وغير المباشر … “فزّاعة” السلاح الكيماوي جاهزة على الدوام لاستدراج ضربات عسكرية أمريكية – أطلسية ضد أهداف سورية… إدلب وجوارها، هي المكان المرجح لكي تطل هذه “الفزّاعة” برأسها من جديد.
لا نيّة لدى كثير من الأطراف، خصوصاً المناهضة للنظام السوري، ترك ساحة إدلب لهدوء مستدام وترتيبات نهائية … ثمة متطلبات سابقة، يتعين توفيرها، قبل الإقرار بحاجة إدلب لحلول نهائية تعيدها إلى حضن الدولة السورية … منها التوافق على شكل الحل النهائي للأزمة السورية، ومنها أيضاً، حسم مصير الوجود الإيراني في هذه البلاد … قبل هذا وذاك، يصعب التكهن بحل لإدلب وفيها.
بالطبع، ليست إدلب وحدها، هي ساحة الاشتباك الوحيدة أو “الورقة” الأخيرة التي تلعب الأطراف أو تلوّح بها … هناك ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم الذي بدا واضحاً أنه دخل بازار المساومات والمقايضات الدولية والإقليمية … وهناك أيضاً ملف “إعادة إعمار سوريا”، الذي يبدو أن اللاعبين على مساحته أكثر عدداً … لكن إدلب مع ذلك، لا تفقد “قيمتها” أو “وظيفتها” كساحة لاستئناف التعرض الخشن بين الأطراف، ومكاسرة الإرادات فيما بينها، واستئناف حروب الوكالة.
قبل أيام، بدا أن إدلب دخلت على خط التفجير والانفجار … قوات النظام ضربت مواقع لفصائل متشددة، والأخيرة استخدمت “الكلور” لضرب أحياء في حلب … بدا أن تفاهمات سوتشي الخاصة بإدلب قد انهارت، ليتضح بعدها، أنها تترنح ولم تسقط، وفقاً لتعبير صحيفة الأخبار اللبنانية … يبدو أن كل من موسكو وأنقرة، ما زالتا تحتاجان لهذه التفاهمات المُؤيّدَة من قبل عواصم دولية عديدة … لا حرب شاملة في إدلب، ولا سلام نهائياً لها أو عليها، إدلب مرشحة لأن تكون “آخر خطوط التماس” بين فرسان حرب الوكالة، وستبقى كذلك حتى إشعار آخر.
عريب الرنتاوي – الدستور[ads3]
بكل صفاقة ووقاحة يتم تشويه ما جرى في سوريا وانكار الحقيقة التي اندلعت بها الاحداث وتحولت الى ثورة شعبية حقيقة
ويعلم القاصي قبل الداني ان السبب الحقيقي لما جرى في سوريا هو ذلك النظام المجرم الفاسد القاتل الذي استباح الوطن ارضا وشعبا ومقدرات وحاول النظام منذ الايام الاولى لاظهار ما يجري انه مجرد عمليات ارهابية يقف وراءها ارهابيون وقتلة وهم انفسهم الذين اطلقهم من سجونه وساعده في ذلك ايران حيث اطلقت مجموعات اخرى تعلم تماما انها ستنضم الى الاحداث بكل قوة فكانت داعش والنصرة وغيرهما وكان للنظام ما اراده بعد ان ساعده الجميع في ذلك
ولم تكن الدول العظمى بعيدة على الاحداث كذلك الدول المحيطة او القريبة وصاحبة المصالح وكل دولة ادلت بدلوها بالطريقة التي تتناسب مع مصالحها ولم يفكر احدهم بالوقوف الى جانب الشعب السوري ليصل الى الهدف الذي ثار من اجله وهو الاطاحة بنظام الاسد الاستبدادي والفاسد والطائفي
ولن اعدد المواقف ولا الاحداث التي مرت بها الثورة فهي معروفة للجميع ولكن ارغب ان اقفز الى الواقع المر الذي اصبحنا فيه وهو ما اطلق عليه الكاتب حربا بالوكالة وان بدا هذا شبه حقيقي ولكنه لا يمت للحقيقة بصلة بل ان الصراع كان وما يزال قائم بين مستبد ومظلوم وقاتل ومقتول وسارق ومسروق ولكن المصلحة العليا لارباب السياسة العالمية اتفقت على ان بقاء هذا القاتل في السلطة يحقق مصالح الجميع وفي المقدمة ايران واسرائيل
أعتقد أن الحرب الفعلية لم تبدأ بعد وهذه السنين السبع العجاف كانت عبارة عن “”” مناظر “”” قبل بدأ الفيلم. الفيلم حتما سيبدأ السنة القادمة لأن الأمور في سورية لن تنتهي كما يتوقع الكثيرون فالصليبيون لا يريدون للحالة السورية أن تهدأ وانما تركوا الفحم شاعلا للوقت المعلوم لديهم ليؤججوه .