في سويسرا .. لاجئون سوريون يتجمعون في محاولة لدعم الصحة العقلية
إن الرجال والنساء المتجمهرون في الغرفة البسيطة الأثاث هم بمثابة تذكير مؤثر بحيوية وتنوع المجتمع السوري عندما كانت البلاد تسير نحو الإنفتاح بدلاً من الإنفجار.
رجال بملابس رياضية وآخرون بملابس شبه رسمية ونساء محجبات يجلسن بين أخريات يلبسن الجينز والقمصان عارية الذراعين. ورغم هذه الاختلافات فقد نحيت الآراء السياسية والدينية جانبا. القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو رغبة مشتركة لمساعدة اللاجئين الذين يناضلون من أجل الاندماج في سويسرا ويجدون صعوبات وتعقيدات بسبب قضايا نفسية غير معالَجة تعود جذورها إلى صدمة الحرب.
وهؤلاء الرجال والنساء هم جزء من الدفعة الأولى من المرشدين السوريين في سويسرا الذين يتم تدريبهم في إطار مشروع STRENGHTS لمساعدة نظرائهم السوريين. ومن بينهم أسامة شلح، وهو مهندس كهربائي سابق يبلغ من العمر 37 عاماً، والذي يحمل أمالا كبيرة ويملك حسا مرهفا لمعنى الوجود يود أن يشاركه فيه الآخرون.
“يواجه السوريون مشاكل كثيرة في محاولة اندماجهم في سويسرا” بهذا أخبر أسامة swissinfo.ch في شهر سبتمبر. “من خلال حضور هذا البرنامج، أشعر أنني قادر على القيام بشيء ما من أجل الشعب السوري، ومساعدة السوريين على الاندماج وحل المشكلات التي يواجهونها. ولأنني واحد منهم، أستطيع أن أشعر بما يشعرون به. ”
وتميل التحديات التي يعيشها ملتمسو اللجوء واللاجئون في سويسرا، مثل اكتساب اللغة والحواجز الثقافية والعثور على عمل أو تحقيق جمع شمل الأسرة، إلى أخذ مكان الأولوية في حياتهم على حساب رعايتهم الذاتية لصحتهم النفسية. لكن العديد منهم يتحملون أعباء ثقيلة يمكن أن تبطئ من رحلة الاندماج وتؤدي إلى حدوث انهيارات نفسية خطيرة.
إن الصدمة – وعادة صدمات متعددة – هي الرابط المشترك في التجربة السورية.
في أعقاب تدفق اللاجئين عام 2015، عانت البلدان الأوروبية من نقص في العاملين في مجال الصحة العقلية من الناطقين بالعربية وذلك لتقديم الدعم على المستوى المطلوب. ولم تكن سويسرا ذات الدخل المرتفع والتي استقبلت أعداداً متواضعة نسبياً من طالبي اللجوء السوريين مقارنة بجيرانها، استثناءً لهذا الوضع.
ويقوم مشروع STRENGTHS بتعليم اللاجئين السوريين كيفية تقديم تدخلات في مجال الصحة العقلية تسمى إدارة المشاكل + أو (PM+) وفق منهج تم تطويره من قبل منظمة الصحة العالمية وتم اختبار نسخة سابقة منه مع السكان النازحين في باكستان والناجين من العنف القائم على التمييز الجنسي في كينيا وثبتت فعاليته.
التعامل مع الاضطرابات النفسية الشائعة
في عام 2017، بدأت محاولة للقيام بتجربة مماثلة مع اللاجئين السوريين في السياق الأوروبي من خلال برنامج تم تصميمه ليس فقط للتغلب على اضطراب واحد بل لمعالجة أعراض الاضطرابات النفسية الشائعة – بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمات (PTSD).
يقول عالم النفس محمود حمو، الذي ولد ونشأ في ألمانيا وهو من أصول فلسطينية: “هذا هو الأمر الذي يتعلق بـ (PM+). أنت تمر بأزمة ما وليس لديك أطباء وعلماء نفس فماذا تفعل؟ تقوم بتدريب العديد من الناس وبسرعة كبيرة عليه وهم بدورهم يمكنهم نشره “.
في زيورخ، يتعلم المتدربون المهارات والمعايير الإكلينيكية، بالإضافة إلى أربع استراتيجيات أساسية هي إدارة المشاكل، وإدارة الضغوط، والتنشيط السلوكي، بالإضافة إلى بناء القوة الشخصية والدعم الاجتماعي. لا يوجد لدى أي من هؤلاء المتدربين خلفية في علم النفس أو الطب، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم خلال التدريبات المقترحة والقائمة على السيناريوهات.
وتتمحور المناقشات المتابعة حول أسئلة تتراوح بين كيفية الحفاظ على الحدود المهنية وتحويل الإجابة على الأسئلة الشخصية أو السياسية بشكل مفرط، إلى كيفية إظهار التعاطف دون الغرق في حزن الشخص الآخر، والتغلب على الرغبة المفاجئة في القهقهة، ومقاومة الرغبة في تقديم الحلول للآخرين.
ويضيف محمود حمو في حديث مع swissinfo.ch قائلا: “إنني مندهش بشكل إيجابي لأن لدينا مجموعة من الناس لا يعرفون بعضهم البعض، يجيئون من خلفيات متصارعة، ورغم ذلك فالديناميكيات بينهم بناءة وإيجابية للغاية”.
وقد كانت المشاركة مشروطة بالحصول على شهادة جامعية – أو اثني عشر عاما من الدراسة – كحد أدنى، ومعرفة جيدة إما بالإنجليزية أو بالألمانية. ويمكن القول بأن المتدربين هم المحظوظون بشكل أو بآخر، فهم في الحقيقة لاجئون تمكنوا من إيجاد طريق للمضي قدمًا في سويسرا بفضل قدراتهم الشخصية على التكيف وتعليمهم المسبق ومهاراتهم اللغوية.
ووفقا لأرقام عام 2017 لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فهناك 68.5 مليون نازح في جميع أنحاء العالم نتيجة للنزاع والاضطهاد والعنف. ويقول الخبراء إن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات حول كيفية تأثير هذه التجارب على الصحة العقلية للناس لإرشاد سياسات الصحة العامة العالمية.
اختبار الحلول القابلة للتطوير
يقول الدكتور ناصر مورينا، كبير الباحثين في قسم الاستشارة والاتصال النفسي والطب النفسي في المستشفى الجامعي في زيورخ “إن الفكرة هي اختبار وتنفيذ تدخل منخفض الكثافة بين اللاجئين يمكن أن يقوم به الأقران والأشخاص العاديون وبهذه الطريقة يمكننا زيادة تدخلاتنا كما يمكننا الوصول إلى المزيد من الأشخاص بتكلفة أقل. ”
وتعتبر أوقات الانتظار الطويلة في العيادات الخمس المتخصصة التي تركز على الناجين من الصدمات والحروب واحدا من التحديات في سويسرا. ففي زيورخ، يمكن أن يستغرق الأمر عامًا للحصول على موعد في العيادة الخارجية حيث يعمل مورينا. وتضم العيادة وحدة لعلاج ضحايا الحرب والتعذيب وأخرى لعلاج اضطراب الإجهاد الناتج عن الصدمات النفسية (PTSD).
ويسعى مشروع STRENGTHS لتحديد فعالية التدخلات النفسية منخفضة الكثافة للجاليات التي تعاني من الصدمات النفسية في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل سويسرا وهولندا وألمانيا. ويتم اختبار البرنامج أيضًا في بلدان الشرق الأوسط باستخدام تنسيقات مختلفة، كالجلسات الجماعية أو عبر الإنترنت.
ويشارك ثمانون سوريًا في المرحلة التجريبية لهذا المشروع في سويسرا، أربعون منهم سيعملون كمجموعة مراقبة بينما سيخضع الأربعون الآخرون لخمس دورات تدريبية لتدريب (PM+). وسيكون هناك تقييم شخصي أولي، واحد بعد التدخل، وواحد بعد ثلاثة أشهر يتبعهما تقييم نهائي في نهاية العام. وستساعد مقارنة النتائج بين المجموعتين على تحديد فعالية هذا التدخل.
تجارب مؤلمة
من المرجح أن يكون السوريون الذين وصلوا إلى سويسرا بعد عام 2011 قد تعرضوا للتهجير عدة مرات قبل مغادرة بلادهم التي مزقتها الحرب. وغالبا ما يفقد أولئك الذين ينتمون إلى مناطق المعارضة أفراد عائلاتهم إما بالقنابل أو بالاختفاء القسري من قبل النظام السوري مما يسبب انعدام ثقة عميق لدى الكثيرين في ممثلي السلطة.
وعلى الرغم من أن أقلية منهم وصلت إلى أوروبا جوا، فإن أغلبيتهم قد خاطروا بحياتهم في رحلات مروعة عبر البحر الأبيض المتوسط. وبعد الوصول، قد يكون من السهل على طالبي اللجوء واللاجئين الذين عانوا من صدمات شديدة أو من التعذيب أن يغيبوا وسط الزحام. والطبيب المعالج قد لا يفهم بديهيا الرابط بين الأوجاع البدنية والمشاكل النفسية.
ويشير علماء النفس والخبراء القانونيون إلى أن ما قد يزيد الأمور تعقيدا أنه من غير المرجح أن يتكلم أولئك الذين يعانون من صدمة نفسية عن تجاربهم كاملة في أول لقاء مع السلطات المحلية، وعادة ما يكون هذا بسبب انعدام الثقة الناتج عن تجربة سلبية مع السلطات في الوطن، أو الخوف من إثارة تلك المشاعر المؤلمة.
وقد تؤدي الصدمة أيضاً إلى فجوات في الذاكرة أو تضاربات قد تجعل طلبات اللجوء الخاصة بهم تبدو أقل مصداقية. كما قد يتم أخذ الروايات المليئة بالتردد كعلامة على عدم مصداقيتها من قبل السلطات، فالشخص الذي لا يستطيع سرد تجارب صادمة بوضوح قد يؤخذ عليه ذلك أثناء إجراءات اللجوء.
العقبات في الحصول على المساعدة
لم يتم تصميم النظام لشخص قد يحتاج إلى جلسات أو توقفات متعددة ليشعر بالراحة في مشاركة القصص المقلقة أو الدقيقة. فوفقاً لقانون اللجوء السويسري ولوائحه الإدارية ” لا توجد أحكام إجرائية خاصة متوقعة لمقدمي الطلبات الذين تعرضوا للصدمات”. كما يقول موريل ترومر من منظمة العفو الدولية في سويسرا. ويضيف: “فقط في حالة وجود مؤشرات ملموسة للعنف القائم على التمييز الجنسي، يحق لمقدم الطلب أن يتم الاستماع إليه من قبل فريق من نفس الجنس”.
كما أن سويسرا لا تتبع ما يسمى بروتوكول اسطنبول الذي يقدم معايير قانونية دولية ويحدد مبادئ توجيهية محددة بشأن كيفية إجراء تحقيقات قانونية وطبية فعالة في ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة. ويقول ترومر موضحا: “بالنسبة إلى طالبي اللجوء، من الصعب الحصول على الدعم النفسي إلا إذا كانوا مصابين بصدمة شديدة لدرجة تضطرهم للذهاب إلى عيادة”.
ومن العوامل التي قد تؤثر على نتيجة طلب اللجوء هي كيف ومتى يتم تسجيل تلك التجربة المؤلمة. ومع استخدام الدول الأوروبية لإجراءات دبلن لتمرير اللاجئين ذهابًا وإيابًا، قد يستغرق الأمر سنوات قبل قبول طلب اللجوء وتقييم مدى صلاحيته حسب البلد. وقد يشكل هذا في حد ذاته صدمة أخرى وسنوات من الشك وعدم اليقين.
يقول بوريس ويكستروم، الذي يعمل في المركز السويسري للدفاع عن المهاجرين (CSDM) “إن ممارسة دبلن السويسرية تتسم بالوحشية بشكل خاص، ولا تأخذ في الاعتبار الوضع الفردي والخاص للعديد من طالبي اللجوء”. ويضيف قائلا: “في كثير من الأحيان، لا يود المصابون بصدمات نفسية التحدث عن صدمتهم مع أول مسؤول يقابلونه في بلد اللجوء. وفي النهاية، قد يقولون إنهم يعانون من آلام في الظهر أومن الصداع. إنهم ينقلون اضطراباتهم النفسية إلى جسدهم “.
ويتفق مورينا مع كون هذه المشكلة شائعة بين اللاجئين. ويقدر أن واحدا من كل اثنين منهم يحتاج إلى دعم نفسي. ويأمل مورينا من خلال تجنيد اللاجئين لتعزيز الصحة النفسية في مجتمعاتهم، أن يتفرّغ الخبراء مثله للتركيز على الحالات الخطيرة. ويعتقد أن “هذا النوع من تغيير المهام سيسمح لنا بمساعدة المزيد من الناس”، كما يقول.
دومينيك سوغيل – سويس إنفو[ads3]
زيدولهم المساعدات ووافقوا لهم على لمل شمل العيلة وعيلة العيلة والجيران بتلاقي ضحكتهم لأفا أذانهم.
اخي السوري إذا أردت اللجوء فلا تأتي إلى سويسرا ولو رفضتك كل دول العالم ,
فلا جواز سويسري ولا إقامة لجوء ولا يعطوك عمل لانه ممنوع عنك العمل وممنوع الدراسة الا اللغة
أوانا اتيت إلى أوروبا فلا تمر من سويسرا
اعذر من انذر
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
ليش مين حب السوريين بعد ما أنكشفوا أنهم طالعينها تجارة على مبدأ إجت والله جابها أوربا، في عالم عندها محلات وبيوت ما صابها شيئ طلعت تقدم لجوء.