دراسة حديثة : العلاج عن طريق الإنترنت يقلل من أعراض الاكتئاب

وجد باحثون في علم النفس أن العلاج عن طريق الإنترنت يقلّل من أعراض الاكتئاب ، الذي عادة ما يُعالج من خلال الكلام وجهاً لوجه.

وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، كشفت دراسة حديثة نُشرت على Journal of Medical Internet Research، أن الباحثين درسوا فعالية التطبيقات ومنصات الإنترنت التي تقدم علاجاً معرفياً سلوكياً عبر الإنترنت، والتي تعمل عن طريق تغيير أنماط التفكير والسلوك بغرض تخفيف آثار الاكتئاب.

ورغم أن أبحاثاً سابقة درست فعالية العلاج عن طريق الإنترنت، إلا أن هذه المراجعة هي أول دراسة تبحث في فوائده بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب حادّ.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة لورينزو، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”: “قبل إجراء الدراسة، فكرتُ أن الدراسات السابقة قد ركزت غالباً على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف؛ أي هؤلاء الذين لا يعانون من مشكلات أخرى في الصحة العقلية، وأقلّ عُرضة لخطر الانتحار”.

وأضاف: “اندهشت عندما علمت أن تصوري كان خاطئاً. يشير العلم إلى أن هذه التطبيقات والمنصات يمكنها مساعدة عدد كبير من الناس”.

وأشار البروفيسور أنه بمعرفة مدى صعوبة حصول الناس على الرعاية الصحية العقلية، فإن العلاج القائم على الإنترنت يمكن أن يُحدِث ثورة في هذا المجال.

واستأنف قائلاً: “يستوفي واحد من كل أربعة أشخاص تقريباً معاييرَ الاضطراب الاكتئابي الشديد”.

وتابع، “إذا أضفت الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب طفيف، أو الذين مروا باكتئاب لمدة أسبوع أو شهر مع ظهور القليل من الأعراض، فإن العدد يتزايد بما يفوق عدد أخصائيّي علم النفس الذين يمكنهم خدمتهم”.

أجرى لورينزو البحث عن طريق مراجعة 21 دراسة موجودة فحصت فعالية العلاج القائم على الإنترنت.

قارنته بعض الدراسات بالوضع على قائمة الانتظار من أجل العلاج بالكلام، بينما فحصت دراسات أخرى “التطبيقات الزائفة” التي تدّعي أنها تساعد في علاج الاكتئاب ولكنها لا تستخدم العلاج المعرفي السلوكي.

وأضاف “يتحسن أداء الناس عادة عندما يحصلون على قدرٍ من التوجيه”، موضحاً أنّ هذا الشكل من العلاج يمكنه أن يكون مفيداً بصفة خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يستحيل عليهم اللجوء للعلاج المباشر وجهاً لوجه، لأسباب مالية أو غيرها.

واتفقتْ معه في الرأي الباحثة في علم النفس الإكلينيكي، الدكتورة أبيغيل سان، قائلة إن هذا النوع من العلاج قد يكون مفيداً للغاية بالنسبة للعديد من الأشخاص، ولكنها أضافت أن مزايا أي نوع من أنواع علاج الاكتئاب تعتمد غالباً على احتياجات الفرد.

وقالت لصحيفة The Independent “إن التطبيقات ومنصات الإنترنت توفّر قدراً هائلاً من الوقت فيما يتعلق بتقديم علاج للاكتئاب، ويمكن أن تكون رائعة بالنسبة للأشخاص الذين لا يحبّذون الذهاب للعيادات لرؤية شخص ما فعلياً من أجل العلاج، من غير الشائع أن يكون شعور المرضى على هذا النحو، ولكن هذا يحدث”.

وأضافت أن هناك ميزة أخرى للعلاج القائم على الإنترنت، وهي أنه مستمر ومتواصل؛ مقارنة بالعلاج بالكلام الذي يتم إجراؤه حصرياً من خلال المقابلات الفردية.

وذكرت الكاتبة والمتخصصة في علم النفس الإكلينيكي، الدكتورة جينفيف فون لوب، أن هذا الشكل من العلاج قد يساعد الأشخاص في جعل حالتهم طبيعية وتقليل إحساسهم بالوحدة.

وقالت لصحيفة The Independent «لكن علينا توخّي الحذر في إطلاق التعميمات الشاملة بأن تطبيقاً ما يمكنه مساعدة جميع مَن يعانون مِن الاكتئاب».

وواصلت القول “إن الأسباب الحقيقية وراء إصابة شخص ما بالاكتئاب تتنوع بشدة بين الأفراد، وأعتقد أن هذه العوامل تحدد أين نحتاج إلى إحداث تغيير حقيقي، لا يمكن لتطبيق (يعتمد على العلاج المعرفي السلوكي) أن يقدِّم لنا حلاً لهذا”.

وخلص لورينزو إلى أن هذه المنصات تؤدي دوراً جيداً في حالات الاكتئاب الخفيف والمتوسط والحادّ، ولكنه أضاف أن الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج المباشر وجهاً لوجه ربما ما زالا يثبتان أنهما أكثر فعالية مقارنة بالتطبيقات والمنصات عبر الإنترنت وحدها.

ومع ذلك، فقد وصف هذا الشكل من العلاج بأنه “تطور مثير”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها