ألمانيا : نقاش و دراسات .. هل المهاجرون أكثر ارتكاباً للجرائم من الألمان ؟
قال موقع “بونتو” الألماني، إنه في كل يوم تقريباً، يستقبل موظفو تحرير الموقع أخباراً غاضبة من القراء، حيث يؤمنون إيماناً راسخاً بأن الأشخاص الذين ينحدرون من أصول غير ألمانية، هم مجرمون من حيث المبدأ، وأن وسائل الإعلام تعمل على الحفاظ على هذا السر.
وأضاف الموقع، بحسب ما ترجم عكس السير، أن البعض مقتنع بأن هناك علاقة بين الجريمة والأجانب، هذه الأطروحات غالباً ما تكون مدعومة بجمل مثل “لديهم فقط ثقافة مختلفة تماماً”.
وتساءل الموقع ما إذا كان هذا متعلقاً بالشعوبية وكراهية الأجانب، أم أن وقوع الجريمة ووطن الجناة (أو أسلافهم)، يرتبط في الحقيقة بطريقة أو بأخرى.
وللإجابة على ذلك، قال الموقع إنه في بداية عام 2018، أدت دراسة حول جرائم اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى إلى الكثير من النقاش، وأظهرت النتائج أن طالبي اللجوء الذين لم تكن لديهم أي فرصة للحق في الإقامة، كانوا مجرمين، وكانت هناك اختلافات كبيرة بين دول المنشأ، حيث كان الناس من شمال أفريقيا أكثر تكراراً بين المشتبه بهم، ومع ذلك، فهذا لا يمثل سوى المشتبه بهم، وليس المدانين.
وقالت الدراسة: “يسعى الضحايا الذين تعرضوا للعنف مع دعواهم القضائية، الحصول على دعم الشرطة وسيادة القانون، إذا كان الجاني أجنبياً وبالتالي يُنظر إليه على أنه تهديد خاص”.
وأظهرت إحصائيات جرائم الشرطة، التي نُشرت في أيار 2018، أن معدل الجريمة في صفوف المهاجرين ما زال يتراجع في جميع أنحاء ألمانيا كما هو الحال بالنسبة للجريمة بشكل عام.
وانخفضت نسبة المشتبه بهم، الذين لا يحملون الجنسية الألمانية من 40.4 إلى 34.8 في المائة من عام 2016 إلى عام 2017، وذلك حسب مجلة “دير شبيغل”.
والتقى الموقع مع الدكتور أولاف كوليست، من معهد أبحاث الهجرة والدراسات الثقافية المتعددة في جامعة أوسنابروك، وقال إن هناك مشكلة أساسية في العديد من الإحصاءات، فهي غالباً ما تكون حول الأشخاص المشبوهين، وليس عن الجناة المدانين.
وأضاف: “بالطبع، يمكن أن تلعب العنصرية دورًا هنا لا نعرف ما إذا كان الأجانب يشتبه بهم في أغلب الأحيان”.
وأردف كوليست قائلاً: “بشكل عام، يمكن أن يؤثر التحامل على من يُعتبر مشتبهاً وغير مشتبه به”.
وذكر أن مثل هذه الأنماط تمثل مشكلة كبيرة، لأن المتهمين في المحاكمات غالباً ما تجدهم المحكمة بريئين، لكنهم مدانون من قبل الناس.
وأشار الموقع إلى أنه أحياناً يسمع المرء في مناقشات حول جرائم اللاجئين أن “لديهم ببساطة ثقافة مختلفة ووعي قانوني مختلف”.
وقال كوليست تعليقاً على ذلك: “الجرائم الجنسية أو السرقة هي عادة جرائم جنائية في جميع البلدان”، وعلى الرغم من أن الملاحقة القضائية قد يتم التعامل معها بشكل مختلف، إلا أنه لا يمكن استخدامها كحجة.
وأضاف كوليست: “أعتقد أنه من المهم مناقشة هذا الموضوع، عليك فقط أن تكون حريصاً على إبقاء النقاش على المستوى الواقعي، وكثيرًا ما تؤدي المناقشات إلى تعميمات حالما يتم إشراك الجناة غير الألمان”.
وفي حالة الجرائم الجنسية، يكون الجناة في المقام الأول من الرجال وليسوا لاجئين، ويجب على المرء أن يقود مناقشة اجتماعية شاملة حول هذا الموضوع وأن يركز ليس فقط على أصل الجناة.
وختم الموقع بالقول إن الشبان يرتكبون معظم الجرائم ومن بين اللاجئين في ألمانيا يوجد العديد من الشبان، وبطبيعة الحال، ليست الجريمة بالطبع مسألة بالنسبة للشباب، كذلك يعتمد ذلك على الظروف التي يعيش فيها شخص ما، وعلى فرص تحسينها ووجود الارادة لتحسينها.[ads3]