واحدة من أشهر وسائل الإعلام في ألمانيا تكشف تفاصيل فضيحة بطلها أحد كبار صحافييها !

قبيل أسابيع قليلة فاز كلاس غيلوتيوس بجائزة “التحقيق صحافي” في ألمانيا لعام 2018، فئة “أفضل تحقيق”، واليوم يقف تائهاً على حافة نهاية مشواره المهني.

وأفاد تقرير نشره موقع “شبيغل أونلاين” أن غيلوتيوس الذي عمل لسنوات كصحافي متعاون مع المؤسسة قبل أن يصبح مؤخراً موظفاً فيها، قد اختلق قصص العديد من مقالاته إما كلياً أو تلاعب بأجزاء منها.

ولقد اعترف غيلوتيوس، البالغ من العمر 33 عاماً، بأعمال الغش والاحتيال المنسوبة إليه وغادر المؤسسة نهائياً.

وبحسب التقرير، فإن الاحتيال والتزييف ربما مسا مؤسسات صحفية أخرى كان غيلوتيوس يتعامل معها كصحافي متعاون، وقد أعلنت شبكة سي أن أن الأمريكية، الخميس، أنها سحبت جائزتين صحفيتين كانت قد منحتهما له عام 2014 .

“الصحافي المحتال” نشر ما لا يقل عن ستين مقالاً في النسختين المكتوبة والإلكترونية لـ “دير شبيغل” منذ عام 2011، وعمل لدى المؤسسة لمدة سبع سنوات أنجز خلالها الكثير من التحقيقات الكبيرة ولكن تبين للأسف أنها مزيفة جزئياً أو كلياً، فقد كتب عن أناس لم يلتقيهم أبداً، كما وصف مشاهد لم تحدث إلا في خياله الخصب.

وأقرت الصحيفة أن المقال الذي أطاح بغيلوتيوس يحمل عنوان “قناصو الحدود” ويصف عمل دورية شعبية تراقب الحدود الأمريكية المكسيكية، فقد بعثت إحدى الناشطات في الدورية رسالة إلكترونية للصحيفة تستغرب فيها كيف كتب غيلوتيوس مقاله دون أن يحضر لعين المكان ودون إجراء أي حوار مع المعنيين.

وخلال مشواره المهني، حصل كلاس غيتوليوس على عدد من ألمع الجوائز الصحافية في ألمانيا وأوروبا من بينها جوائز التحقيق الصحافي، جائزة بيتر شولاتور، جائزة الصحافة الأوروبية، إضافة إلى عدد آخر من الجوائز الأخرى.

وخلال اعترافه أمام رؤسائه، قال غيتوليوس إن الأمر لم يكن يتعلق بالقصة (الصحفية) الكبرى المقبلة” وإنما الخوف من الفشل (..) هذا الخوف ازداد باطراد مع كل نجاح أحققه”، وأضاف أنه مريض ويحتاج للمساعدة.

ونجح غيتوليوس في إخفاء احتياله كل هذه السنوات دون أن ينتبه لذلك أحد، ما يطرح عدداً من الأسئلة حول آليات العمل و”التنظيم الداخلي التي يجب تسليط الضوء عليها فوراً” بحسب “شبيغل أونلاين”، كما تقرر إنشاء لجنة من الخبراء من داخل وخارج المؤسسة للتحقق من أدلة التزوير، على أن يتم نشر نتائج عمل هذه اللجنة بشكل مُوثق وشفاف.

من جهته أوضح ديرك كوربيوفايت من رئاسة تحرير “دير شبيغل” أن لقضية غيلوتيوس بعداً سياسياً أكيداً، وفي حال تم طرح القضية ضمن النقاش الحالي حول الأخبار المزيفة (فيك نيوز) “فعلينا المشاركة ومواجهة ذلك، وأشك أن الأضرار بمهنة الصحافة ومصداقيتها ستكون كبيرة”، كما عبر عن ذلك فرانك أوبرآل، رئيس رابطة الصحافيين الألمان.

وآخر واقعة غش مماثلة في الفضاء الناطق بالألمانية حدثت عام 2000 مع الصحافي توم كور، الذي كان يحور أجزاء من حواراته الصحافية مع نجوم هوليود، كبراد بليت وجوني ديب بل وكان يختلق البعض منها كلياً، وبعدها بسنوات ظهرت نصوص جديدة لنفس الصحافي تبين مجدداً أنها تزوير واحتيال.

ويذكر أن “دير شبيغل” مجلة ألمانية تأسست عام 1947، اشتهرت بتحقيقات كشفت العديد من الفضائح السياسية، كما تعتبر مرجعاً إعلامياً أساسياً في ألمانيا، أما “شبيغل أونلاين” فيعتبر أحد أنجح المواقع الإخبارية الألمانية، وهو جزء من مجموعة نشر “شبيغل”، ولكنه مستقل من الناحية التحريرية والإدارية عن النسخة الورقية الأسبوعية لـ “دير شبيغل”.

(DW – DPA – SPIEGEL ONLINE)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد