علماء : الأدوية الخافضة ” للكوليسترين ” تقلل الخلايا الدهنية السمراء

نشر علماء سويسريون من جامعة زيورخ دراسة جديدة ذكروا فيها أن الأدوية المحتوية على الستاتين، وهي أشهر العقاقير الخافضة للكوليسترين، والمستخدمة عالميًا على نطاق وسع، تقلل الخلايا الدهنية السمراء (أو البنية) في الجسم، إلا أنهم ذكروا أيضًا أن الوقت لم يحن بعد لـ”لعن” هذه الأدوية، لأنه لا بديل أفضل منها ضد الكوليسترين حتى الآن.

تنظيم الحرارة شتاء

هذا ومن المعروف أن الخلايا الدهنية البيضاء “العنيدة” تتراكم في الخصر والردفين والكرش، وهي خلايا متخصصة في خزن الدهون، ولا تطلقها إلا بصعوبة، عندما يحتاج الجسم طاقة. في حين أن الخلايا البنية تستهلك الدهون فيها كي تزوّد الجسم بالطاقة الحرارية والحركية التي يحتاجها. وتتواجد الخلايا الدهنية السمراء في مواقع معيّنة ومتفرقة من جسم الإنسان (تحت عظم الترقوة وفي الظهر وفي الرقبة على الغالب).

وبحسب ما اوردت صحيفة “إيلاف”، تحتوي أجساد البشر على الخلايا الدهنية السمراء بكميات متفاوتة. ومن يحتوي جسمه على الكثير من الخلايا الدهنية السمراء يستطيع تنظيم حرارة جسده شتاء أفضل من غيره، كما إنه أقل عرضة من غيره للبدانة وأمراضها، وخصوصًا السكري-2.

يشار إلى أن الخلايا الدهنية البيضاء تحتوي على قطرة كبيرة من الدهون محاطة بطبقة من السيتوبلازم. ونواة الخلية مسطحة وموجودة على الأطراف، ويتراوح قطر الخلية الدهنية حوالى 0.1 مم، ويمكن أن تبلغ نصف أو ضعف هذا الحجم، وتخزن الدهون في حالة شبيهة بالسائل، ويتكون أساسًا من ثلاثي الغليسيرين وإستير الكولستيرول.

تفرز هذه الخلايا هرمونات الريسستين واللبتين والأديبونكتين، ويحتوي جسم الإنسان، البالغ في المتوسط على 13.5 كغم دهون، حوالى 30 مليار خلية دهنية.

أما الخلايا الدهنية البنية فهي خلايا متعددة الأضلاع، وتحتوي على كمية معتبرة من السيتوبلازم وقطيرات منتشرة بداخله من الدهون. ويأتي لونها البني من الكمية الكبيرة من الميتوكوندريا داخلها، وتنتج هذه الخلايا الطاقة بكميات كبيرة، خصوصًا في الأطفال.

تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى سمراء

نشرت جامعة زيورخ على صفحتها الإلكترونية تقريرًا يقول إن فريق عمل يترأسه البروفيسور كريستيان فولفارم توصل إلى أن الستاتين تقلل إمكانية الجسم على تكوين الخلايا الدهنية السمراء.

ويبحث فولفارم، أستاذ بيولوجيا التغذية في جامعة يزورخ، منذ سنوات، عن طريقة أمينة لتحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى سمراء. ويمكن لهذا الإنجاز أن يعني القضاء على البدانة المفرطة وأمراض القلب والدورة الدموية.

في تجاربهم على أنسجة مختبرية توصل فولفارم وزملاؤه إلى أن عملية استقلاب الكوليسترين تلعب دورًا مهمًا في تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى بنية. وتمكنوا من تشخيص دور جزيئة بيولوجية اسمها جيرانيلجيرانيل-بايروفوسفات Geranylgeranyl-Pyrophosphat تنظم عملية التحويل المذكورة.

توصف أدوية “الستاتين” للناس الذين يعانون بشكل مرضي، أو وراثي، من تراكم الكوليسترين في أوعيتهم الدموية، والذين يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للجلطات القلبية والسكتات الدماغية.

دور مهم في عمل الستاتين

توصل علماء من زيورخ أيضًا إلى أن جيرانيلجيرانيل-بايروفوسفات تلعب دورًا مهمًا أيضًا في آلية عمل الستاتين على الكوليسترين. ومن بين تأثيرات الستاتين أنها تؤدي إلى قلة عدد الخلايا الدهنية السمراء، وتقلل قابلية الجسم على تكوينها.

ونجح فريق العمل في إثبات هذا التأثير الستاتيني على الخلايا البنية في دراسات على الفئران، وعلى البشر أيضًا. واستخدم العلماء جهاز التوموغراف، الذي يطلق البوزيترون في الكشف عن خزين الخلايا الدهنية السمراء في أجسام 8500 مريض، عولجوا في عيادة جامعة زيورخ.

ظهر من الفحص أن الخلايا الدهنية السمراء كانت تشكل 1% من مجموع الخلايا الدهنية في أجسام المرضى، الذين كانو يتعاطون الأدوية الخافضة للكوليسترين من نوع ستاتين، في حين أن هذه النسبة بلغت 6% في أجساد المرضى الذين لا يتعاطون هذه الأدوية.

فضلًا عن ذلك، وفي دراسات سريرية على 16 مريضًا من زيورخ وبازل، اتضح للعلماء أن الستاتين تؤثر سلبًا في قدرة الخلايا السمراء على تحويل الدهون والسكر إلى طاقة.

تحذير من التخلي عن الستاتين

رغم هذه النتائج، حذر البروفيسور فولفارم من التخلي عنها. وقال إن الستاتين مهمة جدًا في الوقاية من أمراض القلب والدماغ وتكلس الشرايين. أضاف إن الستاتين تنقذ حياة الملايين على المستوى العالمي، وإن وصفها للمرضى من قبل الأطباء لا يتم عبثًا.

وتحدث فولفارم عن علاقة ممكنة بين تعاطي الستاتين بجرعات كبيرة وزيادة مخاطر التعرّض للسكري-2. وأشار إلى دراسات سابقة تحدثت عن هذا التأثير الجانبي غير الحميد للستاتين.

رجّح الباحث السويسري الحاجة إلى دراسات إضافية للكشف عن آلية تأثير جيرانيلجيرانيل-بايروفوسفات على عمل الخلايا البنية. كما إنه من المحتمل أن لا يكون تأثير الستاتين متساويًا ومتشابهًا لدى المرضى كافة، وهذا يعني البحث عن علاج “شخصي” بالستاتين لكل مريض.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها