ألمانيا : صحيفة تسلط الضوء على تجربة شراكة سورية ألمانية في مجال الخياطة
قادت الصدفة لاجئاً سورياً للمشاركة في العمل مع سيدة ألمانية، كانت تعمل لأكثر من عشر سنوات في مجال الاستشارات والمبيعات، ولكنها قبل أربعة أسابيع بدأت العمل مع شريكها الجديد.
وقالت صحيفة “راينشه بوست“، الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الألمانية “انيكا ليندن”، تعرفت على السوري فراس أيوب، في شهر آب الماضي، عندما كان يريد الاستفسار عن استئجار محل تجاري، في مدينة ميربوش، غربي ألمانيا، ومن تلك اللحظة، بدأ فصل جديد في حياتهما.
وأضافت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن فراس، وهو كردي سوري، يعيش مع عائلته في دوسلدورف، أراد كسب لقمة العيش له ولعائلته، وبعد لقائه مع انيكا، بدأ التعاون بينهما.
وقالت انيكا: “قمنا بإعادة بناء المتجر، وقمنا بإعداد وشراء آلات الخياطة، لقد كان أيوب يعمل هنا منذ منتصف كانون الأول”.
وتلقى أيوب البالغ من العمر 39 عامًا، دعمًا من غرفة التجارة والصناعة الألمانية، وأضافت الصحيفة أن أيوب لاجئ، ترك وطنه دمشق قبل ست سنوات، وهرب أيوب مع عائلته في عام 2011 إلى بيروت في لبنان، حيث عاشت زوجة أخته.
في البداية، كان من الصعب عليه الحصول على موطئ قدم هناك، وقال: “اتصلت في كل مكان، عندما قلت إنني مصمم أزياء سوري، لم يرد أحد أن يمنحني فرصة”.
وتعتبر بيروت معقل الموضة في العالم العربي، لكن سوريا غير معروفة بالضرورة بإبداعات الأزياء، وفي النهاية، وجد أيوب عملاً كخياط في استوديو، أعجب بالمصمم توني يعقوب، وعمل على تصميم ملابس أخرى لنجم تلفزيوني لبناني.
لكن حتى في بيروت، لم يجد فراس وعائلته أي سلام، كانت اسطنبول المحطة التالية، وعمل هناك مرة أخرى كمصمم أزياء، ولكن الاضطرابات في البلاد دفعته إلى الذهاب إلى ألمانيا، وقد فشل في المحاولة الأولى والثانية، وعندما تم فتح الحدود أخيراً في عام 2015، شق أيوب وعائلته طريق البلقان إلى ألمانيا.
وذكرت الصحيفة أن فراس يأتي إلى العمل كل صباح في الساعة 10، وقالت أنيكا عنه إنه يقوم بكل أعمال الخياطة مثل السترات والسراويل والبلوزات، كما يقوم بزيارة الزبائن في بيوتهم من أجل أعمال الخياطة.
وامتدحته أنيكا قائلة: “إن عملنا معا هو وضع مربح لكلينا، ويمكننا خدمة العملاء بشكل فردي ومعاً”، وتدعم أنيكا أيوب في الأمور البيروقراطية وقالت: “نحن نعمل كفريق”.
وعن تمنياته للمستقبل، قال أيوب مبستماً: “أتمنى زبائن أكثر، لكن ليس كثيرًا”. وقال إن العمل يسير بشكل جيد، ففي الأسبوع المقبل، لديه موعد مع سيدة تريد تغيير ثلاث قطع من الملابس، وسترافقه أنيكا.
وختمت الصحيفة أنه في الثاني من شباط، سيقومون بالافتتاح الرسمي وسيحتفلون مع الضيوف.[ads3]