رصد موجات من مجرة على بعد 1.5 مليار سنة ضوئية

رصد العلماء رشقات متكررة لإشارات لاسلكية قادمة من أعماق الفضاء، بحسب صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية.

وتُعد هذه المرة الثانية فقط في تاريخ العالم التي يتمكن فيها العلماء من رصد مثل هذا البث اللاسلكي المتكرر، الذي يزيد من الغموض وفي نفس الوقت يتيح فرصة محتملة لفهم ما يمكن أن يكون الجهة التي تصدر تلك الرشقات من مجرة على بعد بلايين من السنين الضوئية.

جرت العادة على التكهن بأن الرشقات اللاسلكية السريعة هي نتيجة الكثير من الأسباب بداية من النجوم المتفجرة إلى البث من كائنات فضائية غريبة عن كوكب الأرض، وفق ما ذكرت قناة “العربية” السعودية، لكن تبقى تلك الرشقات بالغة الغموض، لندرة الأدلة التي تفسر مصدرها، وتدوم تلك الرشقات أو الومضات الخاطفة فقط لمدة ميللي ثانية، ولكن تم ملاحظة أنها تنطلق بنفس كمية الطاقة التي تحتاج الشمس لحوالي 12 شهرا كي تصدرها.

وربما الأكثر إثارة بشأن الرشقات الجديدة هو أن العلماء تمكنوا من رصد إحداها، وهي تتكرر 6 مرات، من نفس الموقع بالتحديد، ومن بين ما يزيد على 60 رشقة موجات لاسلكية سريعة تم اكتشافها حتى الآن، فإنه لم يتكرر سوى واحدة منها، وفقا لما ذكرته إنغريد ستيرز، عضو فريق العلماء العاملين على التلسكوب الكندي CHIME وعالمة الفيزياء الفلكية في جامعة كولومبيا البريطانية.

إن وجود مجموعتين من الرشقات المتكررة يمكن أيضاً أن يسمح للعلماء بفهم ما يميزها عن الرشقات المنفردة، ومساعدتهم على فهم المزيد عن مصدرها، ومشاهدة الرشقات المستقبلية.

وعموما، تمكن الباحثون من رصد نحو 13 من الرشقات في فترة 3 أسابيع فقط، فيما يعد قدرا كبيرا من البيانات الجديدة للعلماء، الذين يبحثون عن مصدرها، ويمكن للعلماء التوصل إلى بعض الأدلة على البيئة غير العادية التي تصدر منها تلك الرشقات، أو التكنولوجيا الغامضة التي يدعي البعض أن حضارات غريبة يمكن أن تكون قد أطلقتها في الفضاء.

وتم اكتشاف رشقات الموجات اللاسلكية الغامضة بواسطة بعثة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية في كولومبيا البريطانية. وساور بعض العلماء شعور بالقلق من أن نطاق الترددات، التي يمكن التقاطها سيكون منخفضاً للغاية بحيث يمكن التقاطها بمستقبل رشقات راديو سريعة، ولكن توصل علماء البعثة إلى أكثر بكثير مما كان متوقعاً، كما يأمل العلماء في أن يتمكنوا من معرفة المزيد بشأن هذه الظاهرة.

وعن هذه الرشقات قال توم لانديكر، عضو في فريق CHIME من المجلس القومي للبحوث في كندا إن “ما تم التوصل إليه يشير إلى أن هناك ظاهرة ما تتعلق ببيئات أو مصادر غير معروفة، ولكن لم يتم حل اللغز بالكامل وكل ما حدث حتى هو العثور على العديد من القطع التي ربما تساعد على حل اللغز”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها