دير شبيغل : النخبة السياسية في ألمانيا تتجنب سفير أمريكا في برلين و تضعه في عزلة
كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن النخبة الحاكمة بألمانيا تحاول بكل الطرق تجنب سفير أمريكا في برلين، ريتشارد جرينيل، لذلك هو في عزلة سياسية، بسبب محاولته التدخل الفج بالشؤون الداخلية للبلاد.
وذكرت صحيفة “بيلد ام سونتاج”، أن الوقاحة وصلت بالسفير الأمريكي على وجه الخصوص لبعث رسالة إلى الشركات الألمانية يحذرها فيها من احتمال فرض عقوبات عليها من قبل واشنطن بسبب دعمها بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم–2” (السيل الشمالي-2) الذي سينقل الوقود الأزرق من روسيا إلى أوروبا عبر ألمانيا، وفقا لما ذكرته قناة “روسيا اليوم” الإخبارية الروسية.
واحتل سفراء الولايات المتحدة في ألمانيا دائما مكانا خاصا بين الدبلوماسيين، وكانت لديهم علاقات وثيقة ومميزة مع ممثلين عن مكتب المستشار الاتحادي ووزارات مهمة في ألمانيا، حيث رد السياسيون الألمان دائما بإيجابية على دعواتهم.
فعلى سبيل المثال، قام السفير الأمريكي السابق في ألمانيا، فيليب مورفي في عام 2012، بتنظيم اجتماع مصالحة بين اثنين من المتنافسين في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي كان يتزعمه هيلموت كول، ومن ثم أنغيلا ميركل. وعندما غادر مورفي جمهورية ألمانيا الاتحادية، اضطر بسبب العدد الكبير من “الأصدقاء” حتى إلى استئجار الاستاد الأولمبي في برلين لأجراء حفل توديعه، حسبما كتبت شبيجل.
لكن خلفه السفير الحالي جرينيل يتمتع بسمعة مختلفة تمامًا، لدرجة أن الرئيس السابق للديمقراطيين الاجتماعيين في ألمانيا، مارتن شولز، كان قد وصف هذا الدبلوماسي الأمريكي بأنه “ضابط استعماري” في اليوم الذي تولى فيه هذا السفير منصبه، وذلك بسبب مطالبة الأخير الشركات الألمانية بتقليص أنشطتها في إيران.
وكتبت الصحيفة: “في برلين تحول هذا السفير إلى شخص غير مرغوب به بالنسبة للكثير من الناس. المسؤولون في السلطة يتجنبونه ويغلقون أبوابهم أمامه”. ووفقا لها، فإن “القلة” الموجودة على يسار بديل ألمانيا والاتحاد المسيحي الاجتماعي فقط ترغب في مقابلته، وحتى المستشارة أنغيلا ميركل تبقيه على مسافة”.
وقالت شبيجل إنه على خلفية الفضيحة التي أثارها مراسل صحيفة “كلاس ريليوتيوس”، ألقى جرينيل باللائمة على المشاعر المعادية لأمريكا. وزعم أن الصحفيين لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر ببعض القضايا التي طالبتهم السفارة الأمريكية بها. ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أنها حاولت محادثة غرينيل منذ بداية ديسمبر، لكن هذا لم يحدث بعد.
وكثير من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال الألمان يصفون جرينيل بأنه “رجل لا يتحمل الانتقادات ويعاني من النرجسية”. وفقا لمجلة دير شبيجل، ليس لديه أي فكرة عن ألمانيا وأوروبا.
وتختم شبيجل قائلة: “إن النواب في البوندستاغ، إذا ما أصر الدبلوماسي الأمريكي على عقد اجتماع معهم، يحاولون إبقاءه وإجراءه خارج أسوار البوندستاغ، وإذا حصل هذا الأمر، فإن الصحافة عادة ما تكون غير مدعوة”.[ads3]