ماذا تريد إسرائيل في سوريا؟
تصاعدت على نحو لافت للنظر حدة المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية في سوريا في خلال الأسبوع الماضي، بعد أن وجهت إيران صاروخاً إلى مركز للتزلج على الثلوج في مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل خرقاً لتفاهم ضمني بين تل أبيب وطهران أساسه سكوت طهران العملي عن سياسة إسرائيل في سوريا، لا يمنع بعض التصريحات الساخنة لمسؤولين إيرانيين هنا وهناك.
وبسبب الخرق الإيراني، ردت إسرائيل بعنف شديد، تضمن قصفاً لأهداف في محافظات الجنوب السوري، كان بينها مطار وقواعد ومقار أمنية ومستودعات أسلحة للإيرانيين ولحزب الله ولنظام الأسد، وقد زاد إلى العملية إطلاق تهديدات شديدة لردع إيران وقواتها في سوريا.
الرد الإسرائيلي العنيف على التحرش الإيراني، أمر متوقع، لأنه يعكس بصورة مباشرة موقف إسرائيل من وجود إيران وميليشياتها وخاصة حزب الله والذي كان موضع أخذ ورد ونقاش على مدار أشهر مضت مع أطراف إقليمية ودولية منخرطة بالصراع السوري أو شديدة الاهتمام به، وبخاصة كل من روسيا والولايات المتحدة، وقد أظهرت الدولتان في موقف تقليدي تفهمهما للموقف الإسرائيلي، فوقفت واشنطن إلى جانب موقف تل أبيب داعمة ومساندة ضد إيران وميليشياتها، فيما سعت موسكو إلى مقاربة متوسطة ترضي الحليفين الإسرائيلي من جهة والإيراني من الجهة الأخرى، وأن يبتعد الأخير ما بين أربعين وثمانين كيلومتراً عن خط وقف إطلاق النار في الجولان، وهو أمر مشكوك في التزام الإيرانيين به.
الهدف من إطلاق الصاروخ الإيراني في مرتفعات الجولان، كما قال أحد خبراء السياسة الإيرانية، كان تحرشاً بالإسرائيليين لفتح بوابة نقاش عبر الروس أو بصورة مباشرة بعد تصريحات إيرانية متعددة شارك فيها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، شدد الأخير فيها على أن إيران لم تقل يوما إنها ستمحو إسرائيل عن الخريطة. لكن الإسرائيليين قابلوه بقدر أقل من الاهتمام، مما دفع طهران للتحرش المسلح.
لقد قابل الإسرائيليون وجود إيران ودورها في سوريا بصمت مشهود بعد ثورة السوريين عام 2011، لأنهم وجدوا فيهما حفاظاً على النظام وبقاء للأسد في سدة السلطة، وقد أكد ووالده من قبل على مدار عقود طويلة التزامه بـ«أمن إسرائيل»، واخترع مبررات عدم الرد على سياساتها وهجماتها، وتبلور موقف إسرائيل، وتكرس منذ أواخر صيف العام 2011 بالتفاهم مع الولايات المتحدة، واستتبع صمتهم حيال إيران، صمتاً موازياً بصدد وجود ومشاركة حزب الله في حرب الأسد ضد السوريين، لكنه ومع استعادة النظام سيطرته على الجنوب السوري، غير الإسرائيليون موقفهم من وجود إيران وميليشياتها متجهين إلى تقييدها، وصولاً للسعي إلى إخراجها وميليشياتها من سوريا.
وبخلاف كثير من المزاعم الرائجة عن مخاوف إسرائيل من إيران وميليشياتها ووجودهما بالقرب من الحدود مع إسرائيل، فإن إيران لم تشكل أي خطر على إسرائيل باستثناء التصريحات الدعاوية-الإعلامية، توالت طوال أربعين عاماً مضت على وصول الملالي إلى السلطة، ولم يحصل أي اشتباك إيراني – إسرائيلي بل تعاون كما حصل في «إيران غيت». بل إن اشتباكات حزب الله الفرع اللبناني من ميليشيات طهران مع إسرائيل توقفت بصورة نهائية بعد حرب العام 2006. وقد أرسلت طهران عبر روسيا العديد من الرسائل من أجل تفاهم مع تل أبيب، غير أن تلك الرسائل قوبلت باستجابة روسية محدودة، وببرود إسرائيلي شديد، لأن من الواضح أن الإسرائيليين غير راغبين في أي تفاهم مع إيران، يقبل بوجودها وأي دور لها في سوريا، وكلاهما أمر تسعى إيران لتثبيته في إطار تعزيز استراتيجيتها في المنطقة خاصة مع اقتراب فرص الحل السوري.
ولحل معضلة وجود إيران في سوريا، فليس أمام إيران وإسرائيل سوى واحد من احتمالين: الذهاب إلى حرب ومواجهة تقرر من يبقى ومن يرحل، وباستثناء تكلفتها العالية وأخطارها وبعيداً عن تصريحات الطرفين، فإن أياً منهما لا يرغب في حرب كهذه. بل يسعى ضمن الاحتمال الثاني إلى تحقيق هدفه بوسائل أخرى بينها الضغط بالقوة، وإسرائيل في هذا المجال لديها تفوق ولا سيما في المجالين العسكري والسياسي، ولن تعطي إيران فرصة البقاء مقابل أي ثمن ولو كان بسيطا، إذ يكفي بقاء الأسد لضمان مصالحها وأمنها.
خلاصة القول، إن الشد الإسرائيلي – الإيراني، سوف يتواصل، وثمة خشية من انفلاته إلى حرب غير مرغوبة، لكنها إذا اندلعت سوف تخرج إيران، وإن لم تندلع، فإن إيران ستخرج بوسائل الضغط الحالية، وفيها قليل من الهجمات وإصرار سياسي مدعوم دولياً وإقليمياً، وخاصة من واشنطن (وموسكو ضمناً) على أنه لا وجود ولا دور فاعلاً لإيران وميليشياتها في سوريا.
فايز سارة – الشرق الأوسط[ads3]
شعارات الموت لأسرائيل من الحثالات الحوثيين وحزب الشيطان وايران المجوسية ونظام بشار الأرهابي الكيماوي عبارة عن نباح الكلاب من حلف المعاهرة والمماتعة ولن يستطيعوا أطلاق رصاصة واحدة على أسرائيل
لست اعلم من غيري ولا اكثر فهما ولكني اجد السؤال ساذجا والرد عليه معروف وواضح
كل ما ارادته اسرائيل من ايران تحقق فقد كان مطلوبا منها ابقاء وحماية النظام الذي يشكل افضل كلب حراسة لما تقول عنها انها حدودها وقادر على قمع اي محاولة للاقتراب منها واستعداده للتنازل عن الجولان وتحويل الجيش من محارب الى مليشيا تحمي كرسي بيت الاسد وتذل شعب سوريا وان ينتهي اي جيش يمكن ان يحارب اسرائيل بعد خروج مصر من المواجهة وتدمير الجيش العراقي وتحويله الى مليشيات تخدم اهداف ايران وبالتالي اسرائيل
والان بعد ان انتهت من مهمتها وتم الحاق الدمار بالجيش السوري والذي رغم اطمئنان اسرائيل له اكثر من نصف قرن الا انها تخشى ان تتحول قيادته يوما من يد خادم لها الى يد مخلص لوطنه
لذلك فلم يعد لوجودها ضرورة ليس خوفا منها وانما تحقيقا لسياسة مشت عليها اسرائيل منذ قيامها بانها لا تقبل بوجود اي جيش قوي غير جيشها في المنطقة ولا مانع لديها ان تعربد من بعيد
اسرائيل وايران
بالغوا في التمثيل؛ باخت التمثيليات.