انتقال بنعطية للدحيل القطري يثير استياء الجماهير المغربية

“بنعطية يستسلم لملايين الدحيل”، هكذا لخصت جريدة “المنتخب” المغربية رد فعل أغلب المهتمين والمتتبعين للشأن الكروي المغربي، بعد تردد أنباء انتقال قائد المنتخب الوطني المهدي بنعطية من يوفنتوس الإيطالي إلى الدحيل القطري.

ولا ينظر الجمهور المغربي بعين الرضى إلى انتقال أعمدة المنتخب المغربي إلى بطولات الخليج، التي يقولون عنها إنها أقل قوة ويقل فيها إيقاع التنافس واللعب مقارنة ببطولات أوروبا، بشكل لا يمكن، حسب رأيهم، إلا أن ينعكس بشكل سلبي على أداء المنتخب المغربي، الذي يمنون النفس بأن يتوج بكأس أمم أفريقيا، الصيف المقبل بمصر.

ويبدو أن انتقال قائد “أسود الأطلس” إلى بطولة قطر، الذي تناقلته تقارير إيطالية قبل أن تؤكده صور مسربة للاعب بقميص الدحيل، سيكون النقطة التي قد تفيض كأس منتخب المغرب وتزيد من دعوات تغيير جلده، عبر منح الثقة أكثر للاعبين الموهوبين، الذين يتراوح سنهم بين 19 و26 سنة، من قبيل حكيم زياش لاعب أجاكس الهولندي ، وأشرف حكيمي لاعب بروسيا دورتموند ، ونصير مزراوي لاعب أجاكس الهولندي ، وأمين حارث وحمزة منديل لاعبا شالكه ، وياسين بونو حارس مرمى جيرونا الإسباني ، وأشرف داري لاعب الوداد الرياضي ، وسفيان أمرابط لاعب كلوب بروج البلجيكي ، ويوسف النصيري لاعب ليغانيس الإسباني ، وأسامة الإدريسي لاعب أزد ألكمار الهولندي ، وسفيان بوفال لاعب سلتا فيغو الإسباني ، وسفيان كيين لاعب كييفو فرونا الإيطالي ،وياسين أيوب لاعب فايينورد الهولندي ،وزهير فضال لاعب ريال بتيس الإسباني ،ونايف أكرد لاعب ديجون الفرنسي، دون نسيان إمكانية استقطاب لاعبين آخرين من أصول مغربية، من قبيل ماتيو الكندوزي لاعب أرسنال الإنكليزي، وإبراهيم دياز لاعب ريال مدريد.

ووفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”، سبق لعدد من اللاعبين المغاربة أن وقعوا لأندية عربية، خصوصاً في بطولات مصر والسعودية وقطر والإمارات. وزاد قلق المتتبعين المغاربة، جمهوراً وفنيين، بعد انتقال أكثر من نصف ركائز المنتخب المغربي الذي شارك في مونديال روسيا، إلى عدد من البطولات العربية: كريم الأحمدي إلى الاتحاد السعودي، ونور الدين أمرابط إلى النصر السعودي، ومروان دا كوستا إلى اتحاد جدة السعودي، وعزيز بوهدوز إلى الباطن السعودي، وامبارك بوصوفة إلى الشباب السعودي، وخالد بوطيب إلى الزمالك المصري.

ورأى متتبعون أن تفضيل بنعطية الانتقال إلى الدوري القطري، على الرغم من العروض الكثيرة التي أكدت تقارير أنه تلقاها لمواصلة اللعب في كبرى بطولات أوروبا، سيزيد من الإحراج الذي ما فتئ يشعر به المدرب هيرفي رونار غير المقتنع بأجواء المنافسة والإيقاع الذي يميز دوريات الخليج، هو الذي سبق له أن صرح بقناعته تفضيل محترفي أوروبا من المغاربة على مواطنيهم في دوريات الخليج العربي، مستبعداً، في هذا السياق، عدداً من اللاعبين الذين فضلوا الممارسة في الدوريات العربية، من قبيل يوسف العربي وعبد الرزاق حمد الله ومحسن متولي وعبد العزيز برادة ومراد باتنة ووليد أزارو، ولاحقاً أشرف بنشرقي. وحده امبارك بوصوفة، الذي كان يلعب للجزيرة الإماراتي شكل الاستثناء.

وفيما تراوح رد فعل جانب كبير من الجماهير المغربية بين الغضب من خطوة اللاعب والخوف على مستقبل المنتخب المغربي، اختارت فئة أخرى التعامل بشكل ساخر مع الموضوع، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب المادي للصفقة، والذي ناهز 5 ملايين يورو كأجر سنوي للاعب في بداية عقده الثالث، ويوجد على مشارف نهاية مشواره الدولي مع المنتخب المغربي.

وقبل انتقاله إلى دوري قطر، تدرج بنعطية في عدد من الفرق الأوروبية الشهيرة، خصوصاً أدونيزي الإيطالي (2010 – 2013) وروما الإيطالي (2013 – 2014) وبايرن ميونيخ الألماني (2014 -2016)، قبل العودة إلى إيطاليا ليواصل مسيرته الاحترافية ضمن فريق السيدة العجوز، يوفنتوس.

ولد بنعطية بفرنسا في 17 أبريل 1987، ليبدأ مساره الكروي بمركز تكوين نادي أولمبيك مارسيليا، الذي أعاره إلى نادي تور، في موسم 2006 _ 2007، قبل أن يعيره، في الموسم الموالي، إلى نادي لوريان، ثم تخلى عنه، لينتقل إلى نادي كليرمون، الممارس بالدرجة الثانية، حيث تألق معه في موسم 2008 _ 2009، ليبدأ مسيرة احترافية متميزة، تواصلت مع عدد من الفرق الكبيرة بالقارة العجوز، وينادي عليه لتعزيز صفوف المنتخب المغربي، الذي خاض معه أول مقابلة دولية ضد منتخب زامبيا، في 19 نوفمبر 2008، انتهت بفوز “أسود الأطلس” بثلاثة أهداف نظيفة. كما سجل أول أهدافه مع المنتخب المغربي في مرمى المنتخب الجزائري، على أرضية ملعب مراكش الكبير، في 4 يونيو 2011، وذلك في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012، وهي المباراة التي انتهت بفوز “أسود الأطلس” بأربعة أهداف نظيفة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها