أول خريطة ” ناطقة ” تكشف خفايا أصوات البشر اللاإرادية
وجد علماء أن الأصوات اللاإرادية التي نصدرها عندما نعبّر عن الصدمة والغبطة والخوف، تكشف الكثير عما نشعر به في الواقع.
وتعرض خريطة صوتية تفاعلية ابتكرها العلماء أكثر من 2000 صوت لنحو 24 من المشاعر المختلفة، مثل الخوف والصدمة (الإيجابية والسلبية) والإحراج والغبطة والنشوة، وتُعرض النتائج بصوت واضح على الخريطة، يسمح لك بتحريك المؤشر عبرها وسماع الأصوات المختلفة.
وأجرى علماء جامعة بيركلي تحليلا إحصائيا للردود المختلفة على أكثر من 2000 من أصوات التعجب “غير الشفهي”، تُعرف باسم “رشقات صوتية”، لاكتشاف وجود آلاف الأصوات المختلفة لأنواع متنوعة من المشاعر، وهي ضعف عدد المشاعر البشرية المختلفة المسجلة سابقا.
وقاموا بتحليل نحو 2000 من الأصوات المختلفة الصادرة عن 56 ممثلا ومتطوعا، من دول واسعة النطاق مثل سنغافورة وكينيا، لاكتشاف ما يعنونه وكيف يتم خلط المشاعر الأخرى.
وعلى سبيل المثال، تبين أن صوت النشوة هو مزيج من 25% من الرضا + 25% من النشوة + 17% من خيبة الأمل + 8% من الرغبة + 8% من الذنب + 8% من التحليل.
وقال كبير الباحثين في الدراسة، داشير كيلتنر، أستاذ علم النفس: “تكشف هذه الدراسة مدى ذكائنا الصوتي العاطفي الغني، والذي يتضمن إشارات موجزة لحوالي 20 من المشاعر، مثل الفضول والرهبة والعشق والاهتمام والتعاطف والإحراج”.
ووفق ما ذكرت قناة “روسيا اليوم”، استخدم البشر مثل هذه الأصوات لملايين السنين، لأنها طريقة سريعة وبسيطة للتعبير عن المشاعر، التي يمكن أن يفهمها الآخرون بسهولة، حتى أولئك الذين لا يتحدثون اللغة نفسها.
وقال الباحث، آلان كوين، الذي صمم الخريطة الصوتية: “تبين نتائجنا أن الصوت أداة أقوى بكثير للتعبير عن المشاعر، أكثر مما كان يعتقد سابقا”.
واستُخدمت الأصوات المسجلة في استطلاع عالمي عبر الإنترنت، يطلب من ألف بالغ، تحديد ما هي العاطفة المرتبطة بكل صوت.
ويأمل الباحثون استخدام النتائج هذه لمنح أجهزة التحكم في الصوت، مثل أليكسا وسيري، والروبوتات القدرة على التعرف على العواطف البشرية، بناء على الأصوات.
ويمكن أن تقدم الخريطة وسيلة للمهنيين العاملين في مجال الصحة، للتعامل مع حالات الخرف والتوحد واضطرابات أخرى.[ads3]