ابتكارات من ألمانيا و سويسرا توفر السكن و العمل للاجئين
تشكل الإحصاءات الحديثة الصادرة عن الأمم المتحدة عام 2018 حول حالة اللجوء في العالم تحدياً للكثير من الدول، خصوصاً تلك التي تستقبل موجات من حركة اللجوء الناتجة عن الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية وغيرها من مسببات انتقال الأفراد من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى.
وتكشف هذه الإحصاءات أن أعداد اللاجئين في العالم تجاوزت 25 مليون لاجئ ونازح داخل وخارج أوطانهم، وهذا العدد الهائل يمثل تحدياً للدول المستضيفة للاجئين، وخاصة تلك التي لم تعتد على التعامل مع هذه الأعداد، وتحديداً في القارة الأوروبية التي استقبلت ملايين اللاجئين خلال السنوات القليلة الماضية.
تبرز أمام هذا التحدي تجارب وحلول مبتكرة نفذتها دول عدة لإسكان اللاجئين وإدماجهم في مجتمعاتها وتوفير الفرص لهم ليكونوا أفراداً منتجين قادرين على إعالة أنفسهم وعائلاتهم، تشاركها هذه الدول من خلال «ابتكارات الحكومات الخلاقة» التي ينظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي في القمة العالمية للحكومات.
التكنولوجيا هي الحل
وتعرض ألمانيا وسويسرا في «ابتكارات الحكومات الخلاقة» مبادرتين مبتكرتين لإسكان وتشغيل اللاجئين من أجل دمجهم بشكل إيجابي في مجتمعاتها، اعتمدتا من خلالهما على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير الحلول لهذا التحدي الحيوي.
إسكان اللاجئين
ابتكرت مدينة هامبورغ الألمانية نموذجاً لحل تحديات اللاجئين طورته بالتعاون مع جامعة «هافن سيتي» ومختبر الإعلام التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يتمثل في مشروع «إسكان اللاجئين» باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وعبر شراكة تفاعلية مع أفراد المجتمع الألماني، تسهم المبادرة في إيجاد أماكن لاستقبال اللاجئين وتأمين إقامة لائقة لهم، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من خوارزميات المحاكاة، ونماذج الواقع الافتراضي المعزز لتحديد الأماكن المتاحة لإسكان اللاجئين.
وبعد سلسلة من الاجتماعات وورش العمل مع صناع القرار وأفراد المجتمع تم تحديد 161 موقعاً مناسباً لاستيعاب 24000 لاجئ، ما شكل النواة الأولى لدمج اللاجئين في المجتمع وقدم نموذجاً عالمياً جديداً للحكومات للتعامل مع هذه المسألة الإنسانية الملحة.
مختبر الهجرة
أما في سويسرا، فقد عملت الهيئة السويسرية للهجرة على ابتكار نموذج رياضي يضع بمساعدة الذكاء الاصطناعي خوارزمية مبتكرة تسهم في إيجاد فرص عمل للاجئين ودمجهم في المجتمع ليكونوا أفراداً منتجين وفاعلين.
ووظفت الهيئة تكنولوجيا البيانات في تحديد أفضل المناطق لمعيشة وعمل اللاجئ بما يمكنه من الاندماج في المجتمع، واستخدمت خوارزمية مبتكرة لتحديد المناطق التي تتناسب متطلبات سوق العمل فيها مع مهارات اللاجئ وخبراته.
ووجد الباحثون أن هذه الخوارزمية ساهمت في رفع معدلات تشغيل اللاجئين بنسبة 73% في سويسرا و41% في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الأفكار التي توفر حلولاً مبتكرة لخدمة الإنسان في مدن ومجتمعات المستقبل تعزز رسالة القمة العالمية للحكومات كمختبر عالمي مفتوح للأفكار وتبادل الخبرات وإبراز قصص النجاح الملهِمة والمبادرات الحكومية الناجحة من أجل عالم أفضل وغد واعد للإنسان.
وتستقبل ابتكارات الحكومات الخلاقة التي ينظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي مئات المشاركات الحكومية النوعية سنوياً من عشرات الدول الراغبة بعرض ابتكاراتها التي طورتها بمفردها أو بالتعاون مع مؤسسات أخرى من القطاعين الحكومي أو الخاص. (البيان الإماراتية)[ads3]