فيسبوك و الإنترنت على وشك التحول بالكامل .. زوكربيرغ يكشف 5 تغييرات رئيسة سنشهدها قريباً
يريد مارك زوكربيرغ أن يجعل فيسبوك أقل ضجيجا على غرار ميدان بلدة صغيرة، أو حتى غرفة معيشة.
إذ نشر المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة منشورا يوضح فيه بعض الخطط المتعلقة بخدمات فيسبوك ورؤيتها للمستقبل، في ظل تطلعها إلى استعادة ثقة المستخدمين.
يستعرض المنشور ملامح تغيير فيسبوك وكذلك تغيير مستقبل الإنترنت تماما، نستعرضها في خمس نقاط رئيسة.
المراسلة أولاً
يقول زوكربيرغ: “في غضون سنوات قليلة، أتوقع أن تصبح الإصدارات المستقبلية من تطبيقي ماسنجر وواتساب الطرق الرئيسة التي يتواصل بها الناس عبر فيسبوك”.
لكن فكرة أن تكون الرسائل الخاصة هي مستقبل الشبكات الاجتماعية أمر مثير للسخرية بالنسبة لشركة قامت على فكرة المشاركة المفتوحة، ومع ذلك، من المتوقع أن يضع فيسبوك تركيزا أكبر على خدمات المحادثات الخاصة، في حين تبقى الشبكة الاجتماعية الأوسع نطاقا كما هي، إذ يرى زوكربيرغ أنه يجب التركيز على التفاعلات الخاصة.
وبينما كانت المشاركة عبر فيسبوك في البداية تبدو مثل نشر شيئا ما على لوحة إعلانات ليراها الأصدقاء والعائلة، فقد أظهرت الفضائح الأخيرة لاستغلال بيانات المستخدمين النتائج السلبية للمشاركة العامة.
والآن، يخطط فيسبوك في جعل التفاعل بشكل خاص مع الأصدقاء والمجموعات والشركات، أسرع وأسهل وأكثر أمانا.
التشفير قادم لكل شيء
يقول زوكربيرج:
يتوقع الناس أن تكون اتصالاتهم الخاصة آمنة، وأن لا يراها سوى الأشخاص الذين أرسلت إليهم، وليس المتسللين أو المجرمين أو الحكومات أو حتى الأشخاص الذين يديرون هذه الخدمات.
لهذا، سيكون على فيسبوك استخدام التشفير التام (ُEnd-to-End) في جميع خدماته، على غرار تطبيقه واتساب المعتمد على هذا النوع من التشفير.
يُشير زوكربيرغ إلى كيف “تقوم الحكومات في كثير من الأحيان بطلبات غير قانونية للبيانات”، وكيف أن التشفير قد أنقذ حياة المعارضين في بعض الأحيان.
لكن في الوقت نفسه، سيجعل التشفير من الصعب التعرف على من يرتكبون أفعالا إجرامية عبر المنصة، لذلك ما تزال الشركة تعمل على استكشاف طرق للكشف عن أنماط النشاط أو استخدام وسائل أخرى للتعرف على هؤلاء الأشخاص على الرغم من استخدام التشفير التام.
اخفاء المنشورات آلياً
يريد زوكربيرغ مزيدا من المشاركات التي تنتهي صلاحيتها تلقائيا، ربما بعد شهر أو سنة؛ فالاحتفاظ بالمعلومات لفترة أقل من الطبيعي يجعلها أقل عرضة لإيذائك في المستقبل.
وهذا يعني أنك قد تتجنب أن يرى رئيسك في العمل صور الكلية المحرجة، أو غيرها من المنشورات التي لا ترغب أن يراها، ولكن هذا يتناقض بشكل صارخ مع فكرة “التايم لاين” الذي طُرحت عام 2011 بهدف عرض تاريخ حياتك بالكامل.
وبالطبع، يريد بعض الأشخاص النظر إلى صورهم القديمة، لذا سيتعين على فيسبوك إيجاد طريقة أكثر فعالية من حذف المنشورات، على سبيل المثال، إخفاء المشاركات الأقدم تلقائيا بدلا من حذفها بشكل كامل. ويقول فيسببوك أيضا إنه سيمنح المستخدم خيارا لاختيار المدة التي تستغرقها المشاركات على حسابه.
التشغيل البيني
أحد أكثر الأمور المزعجة حول الاتصال الحديث هو أن لكل شخص تطبيقا مختلفا يستخدمه في التراسل، بعض الناس يستخدمون واتسآب. وآخرون يستخدمون ماسنجر، في ما يزال البعض يستخدم الرسائل النصية العادية، أو ربما رسائل إنستغرام، لذلك، يريد زوكربيرغ جعل هذه التطبيقات تعمل معا.
وقد تسمح قابلية التشغيل البيني بين تطبيقات الشركة، على سبيل المثال، ببيع شيء ما على سوق فيسبوك (Facebook Marketplace) والرد في واتسآب دون اظهار رقم هاتف المستخدم.
كما يعني ذلك أنه بإمكانك نشر قصة على كل من إنستغرام وفيسبوك واستقبال التعليقات والردود في مكان واحد.
حقوق الإنسان قبل الانتشار
يقول فيسبوك إنه لن ينشئ مراكز بيانات في “البلدان التي لها سجل حافل بالانتهاك لحقوق الإنسان مثل الخصوصية أو حرية التعبير”، ما يجعل من الصعب أبالنسبة للبلدان المذكورة الوصول إلى بيانات الأشخاص أو معاقبة موظفي فيسبوك لعدم تقديمها.
ويقر زوكربيرغ بأن هذا النهج سيؤدي إلى حظر تطبيقاته في بعض البلدان؛ لكن يبدو الآن أن الشركة مستعدة لقبول أنه لا يمكن أن تنمو في كل مكان، إذ يقول المدير التنفيذي للشركة:
ويعترف زوكربيرغ بأن الكثير من هذه القرارات لا يزال في المراحل الأولى، وأن الشركة تحتاج إلى التشاور مع الخبراء والهيئات التنظيمية وهيئات تطبيق القانون لتحقيق التوازن الصحيح بين الخصوصية والانفتاح.
وتشهد سمعة فيسبوك في مجال الخصوصية تأثرا كبيرا بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا، والخروقات الأمنية الضخمة، ما يدفع البعض في التشكيك في رغبة فيسبوك في التغيير.
كما يمثل ذلك انعكاس دراماتيكي في فيسبوك خلال العامين الماضيين، لكن زوكربيرغ عبر عن التزامه بتغييره، قائلا: “أدرك أن العديد من الناس لا يعتقدون أن فيسبوك يمكن أو ربما يرغب في بناء هذا النوع من البرامج التي تركز على الخصوصية، لأننا بصراحة ليس لدينا في الوقت الحالي سمعة قوية لبناء خدمات حماية الخصوصية”.
وأضاف: “لقد ركزنا تاريخيا على أدوات لمزيد من المشاركة المفتوحة. ولكننا أظهرنا مرارا أنه يمكننا التطور لإنشاء الخدمات التي يريدها الأشخاص حقا ، بما في ذلك الرسائل والقصص الخاصة”.
يشير تقرير أجرته مؤسسة “أديسون ريسيرتش” إلى أن عدد المستخدمين في الولايات المتحدة أقل بـ 15 مليون مستخدم عن عام 2017. ويعود جزء كبيرً من ذلك إلى تزايد انعدام الثقة في فيسبوك.
وعلى الرغم من كل عيوبه، ما زال لموقع فيسبوك تأثيرا كبيرا على مستقبل الإنترنت الذي لا يمكن أن يضاهيه سوى عدد قليل من المنافسين. (SPUTNIK)[ads3]