من هي المحامية الإيرانية التي حكم عليها بالجلد والسجن 38 عاماً ؟
قال زوج نسرين سوتوده (50 عاماً)، المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان والحائزة على أرقى الجوائز العالمية، إن محكمة إيرانية حكمت على زوجته بالسجن لمدة 38 عاماً بالإضافة إلى 148 جلدة.
وقال محاميها إن نسرين التي عُرفت بالدفاع عن المعارضين من سياسيين ونساء خلعن الحجاب في إيران، إن التهم الموجهة لها هي التجسس والإضرار بالأمن القومي وإهانة المرشد الأعلى للثورة.
تولت نسرين سوتوده الدفاع عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين والنساء المعارضات للنظام، أبرزهن المرأة التي خلعت حجابها في احتجاجات عام 2018، وهي جريمة يعاقب عليها القانون في إيران.
سُجنت نسرين عام 2010 بتهمة إهانة آية الله علي خامنئي، ونشر دعايات تضر بالأمن القومي بحسب المصادر الحكومية في البلاد.
لكن أطلق سراحها بعد انقضاء نصف المدة. نالت جائزة ساخاروف لحرية الفكر والتعبير من قبل البرلمان الأوروبي ولم تحضر استلام الجائزة بسبب منعها من السفر.
إلا أن المحكمة الثورية عاودت سجنها مرة أخرى بعد تعيين ابراهيم رئيسي المتشدد والمقرب من خامنئي، رئيساً للجهاز القضائي.
وكتب رضا خاندان، زوج نسرين سوتوده، في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الحكم بالسجن لعقود من الزمن والجلد 148 جلدة ، حكم قاسٍ للغاية، حتى بالنسبة لإيران التي لها باع في إصدار الأحكام الصارمة ضد المعارضين.
وقال جاويد رحمان، وهو محقق من لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في إيران “إن القلق من أساليب الترهيب والإعتقال والمقاضاة وإساءة معاملة المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان هي إشارة إلى تشدد الدولة بشكل متزايد”.
عندما اقتحم رجال الأمن منزلها عام 2010، واصطحبوها إلى السجن، لم يعلم أحد فيما كانت ستعود أم لا.
وسُجنت في زنزانة انفرادية وحُرمت من الزيارات والاتصال بالخارج وتدهورت صحتها وفقدت وزنها، وبعد ثلاث سنوات ظهرت فجأة بشكل غير متوقع، دون أي شرح أو اعتذار أو حتى معرفة الجهة التي اعتقلتها.
وقالت وقتها، إنها تتمتع بمعنويات عالية و ستواصل عملها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران.
وكانت نسرين قد دافعت أمام القضاء الإيراني عن صحفيين وناشطين منهم شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
قالت نسرين سوتوده إنها تلقت تهديدات بسبب دفاعها عن حقوق الإنسان، لكن الأمور لم تكن بتلك الخطورة في ذلك الوقت، أما بعد فوز محمود أحمدي نجاد بمنصب الرئاسة، تغيرت أشياء كثيرة.
وتحدثت نسرين عن لحظات إلقاء القبض عليها قائلةً: “كنت في اجتماع لجمعية المحاميات المحترفات عندما دخل علينا فجأة رجال المخابرات ومعهم مذكرة استدعاء من المحكمة لزيارتهم، وعندما ذهبت إلى المحكمة، اعتقلوني”.
وأضافت: ” فتشوا منزلي وأخذوا دفتر مذكراتي التي كتبت فيها عن طفولة طفلي نيما منذ ولادته”. وقالت إنهم وجهوا إليها تهم “العمل ضد الأمن القومي” و “الدعاية ضد النظام”.
“رسالة إلى طفلها”
كتبت نسرين رسالة إلى طفلها على مناديل في سجن “أفين” السيئ الصيت والذي يدار من قبل وزارة الاستخبارات قائلةً: “عزيزي نيما، لا أعرف ما أخبرك عن السجن والاعتقال، إنه صعب على طفل بريء مثلك أن يستوعب معنى المحاكمة والظلم والرقابة والقمع ونقيضها الحرية والعدالة والمساواة، وكيف أشرح أن العودة إلى المنزل ليست مسألة اختيارية، وإنني لست حرة، وليس لي الحق برؤيتك ولو لساعة واحدة”.
تعد نسرين سوتوده “بطلة قومية” بالنسبة للعديد من الإيرانيين، وخاصة لدى الشابات اللواتي يقتدين بجرأتها ويثنين على أفكارها.
إلا أن نسرين كما يقول النشطاء عنها، شخصية متواضعة رغم حيازتها على العديد من الجوائز، وتندهش عندما يقال لها إنها مشهورة ومعروفة عالمياً.
وقالت في إحدى مقابلاتها مع صحيفة “غارديان”، إنها قضت ثماني سنوات للحصول على شهادة المحاماة في مجال حقوق الأطفال، فكانت عقوبات الإعدام ترهقها خاصة إذا كان المدان دون الثامنة عشر من العمر.
كما عملت نسرين مع منظمات غير حكومية وساعدت في إنشاء بعضها، بما في ذلك “مركز المدافعين عن حقوق الإنسان” الذي أسسته شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، ولجنة حقوق الطفل. إلا أن السلطات الإيرانية أغلقت المركز عام 2008.
تبنت نسرين قضايا الدفاع عن المعارضين والتي لاقت اهتماماً عالمياً، مثل قضية الصحفي عيسى سرخيز المؤيد للإصلاح في إيران، وحشمت تبرزادي الناشط السياسي المعروف، وبروين أردلان التي فازت بجائزة أولوف بالمة عام 2008، وأطلقت حملة لجمع مليون توقيع من أجل المساواة بين الرجل والمرأة.
كما تحدت المحكمة عام 2010 وقالت إنها “تكذب” بشأن اتهام شاب لم يتجاوز الـ 19 عاماً بمحاولة الإطاحة بالنظام وشن حرب “ضد الله” وجرى إعدامه لاحقاً.
بعد تدخل منظمة هيومن رايتس ووتش واللجنة الدولية للحقوقيين والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي إلى جانب بعض وسائل الإعلام الغربية والجمعية الحقوقية في إنجلترا وويلز، تم إطلاق سراحها في عام 2011.
وقالت نسرين لاحقاُ: “بعد بضعة أشهر، عاد المحقق الذي كان يحقق معي في زنزانتي الانفرادية، وطلب مني أن أجري مقابلات لصالح الحكومة لتخفيف الحكم عني، لكنه عندما لم يفلح في ذلك، عاد ثانية وهددني بأنه سيحطمني ويمرغ أنفي بالتراب ويزجني في السجن إلى الأبد”.
في أكتوبر 2012 أضربت عن الطعام مدة 49 يوماً، تراجعت صحتها، لذا رُفعت عنها للقيود وسمحوا لعائلتها بزيارتها والحديث معها من خلف الزجاج، كما مُنع زوجها من السفر خارج البلاد أيضاً. (BBC)[ads3]
نظام القتل والإرهاب الملتحف بالدين والسلطة الإلهية في إيران لا يختلف عن حليفه الأسدي بشيء هذه الأنظمة العميلة المتخلفة ترتكب الجرائم بحق شعوبها وتعاقب النخب وتهجر وتنبذ العقول…بالامس الرئيس الفرنسي يكرم طبيب سوري اجرى عملية جراحية خطرة ومعقدة لشاب فرنسي وانقذ حياته … الطبيب عفيف عفيف الذي نبذه نظام الأسد وحط من شأنه وعرقل أعماله ودفعه لترك وطنه. ونظام الملالي الإرهابي يحكم بالجلد والسجن على امرأة محامية تدافع عن حقوق الإنسان وحريات الناس…هذه الأنظمة العميلة تقدم الخدمات الجليلة لأعداء شعوبها مقابل السماح لهم ودعمهم في نهب ثروات البلاد وتبديدها… والاستبداد بالسلطة.