دراسة : الديمقراطية مفيدة للصحة و تطيل العمر
الديمقراطية مفيدة للقلب وصحة الجسم وطول العمر، كما خلصت دراسة واسعة شملت 170 بلداً في وقت تعرض هذا الشكل من الحكم الى تراجعات كبيرة في العالم خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة لانسيت الطبية المرموقة في بريطانيا فان متوسط العمر الذي يعيشه الشخص تحسن بسرعة في البلدان التي انتلقت الى الديمقراطية خلال السنوات الخمسين الماضية وانخفض عدد الوفيات بسبب امراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وتشمع الكبد وحتى حوادث الطرق.
وجاء في الدراسة، وفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”: “ان الانتخابات الحرة والنزيهة تبدو مهمة لتحسين صحة الشخص البالغ، على الأرجح بزيادة محاسبة الحكومة واستجابتها”.
ولاحظت صحيفة “غارديان”، في تقرير عن الدراسة الجديدة انها تأتي في وقت تواجه الديمقراطية تحديات لم تعرف نظيراً لها من قبل مشيرة الى ان غالبية سكان العالم يعيشون في ديمقراطيات ولكن أكثر من ملياري انسان يعيشون في بلدان شهدت تراجع الديمقراطية فيها خلال السنوات الأخيرة مثل الهند وتركيا والبرازيل والولايات المتحدة.
وقال رئيس فريق الباحثين الذي اجرى الدراسة توماس بوليكي من مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة ان نتائج الدراسة “نبأ سار في وقت تبعث اخبار الديمقراطية على الاكتئاب”. واضاف ان هناك “علاقة حتمية بين الصحة والانتخابات”.
استخدم الباحثون معايير للخبرة الديمقراطية متاحة في القاعدة البيانية للمشروع البحثي الدولي “في ـ ديم” ثم وضعوها مقابل مجموعة مقاييس مثل الانفاق الحكومي على الصحة وآثار الأمراض.
بعد ذلك قارن الباحثون اتجاهات الصحة والمرض في بلدان انتقلت من الاوتوقراطية الى الديمقراطية منذ عام 1970 مع 55 بلداً لم يحدث فيها هذا الانتقال.
وجاءت النتائج لافتة. فان متوسط العمر الذي يعيشه الفرد ارتفع بنسبة 3 في المئة بعد عشر سنوات على الانتقال الى الديمقراطية بالمقارنة مع البلدان التي لم يحدث فيها مثل هذا الانتقال.
كما انخفضت مع ترسخ الديمقراطية معدلات الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتدرن الرئوي وحوادث الطرق والأمراض غير المعدية.
ويقدر الباحثون ان تزايد الخبرة الديمقراطية خلال الفترة الواقعة بين 1994 و2014 اسفر عن انخفاض عدد الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية بواقع 16 مليون وفاة.
ويعتقد الباحثون ان المجتمعات الديمقراطية تحقق نتائج افضل ليس بسبب الازدهار وانما بسبب ضغط المواطنين على حكوماتهم. وقال بوليكي “ان البلدان التي لا تخضع فيها الحكومة لديمقراطية حرة ونزيهة لا تواجه الضغط نفسه من الناخبين” في البلدان الديمقراطية لتحسين الخدمات الصحية.
واشارت صحيفة “غارديان” الى ان هذه اكبر دراسة من نوعها تقيم علاقة واسعة بين الديمقراطية والصحة. وأجرى الدراسة مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة ومعهد القياسات الصحية والتقييم بتمويل من مؤسسة بلومبرغ ومؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيريتين.[ads3]