ألمانيا : جدل مستمر حول اندماج اثنين من أشهر البنوك
في وقت يشتد فيه الجدل في ألمانيا حول الإعلان عن مباحثات لاندماج أكبر بنكين في البلاد، قال مصدر مطلع إن كريستيان سوينغ، الرئيس التنفيذي لـ«دويتشه بنك»، يعتقد أن هناك أسبابا قوية تبرر الاندماج مع «كومرتس بنك».
ويمهد موقف سوينغ لمواجهة مع النقابات التي تخشى من خفض كبير في الوظائف، ومع بعض المستثمرين المتشككين في جدوى الخطوة.
وقال المصدر إن سوينغ يرى الكثير من المنافع من الاندماج، بما يشمل هيمنة «واضحة» على السوق المحلية ونطاق العمل وتقاسم تكلفة التقنيات الجديدة.
وأضاف المصدر أن الرئيس التنفيذي يعتقد أن كيانا مجمعا سيحسن من تكلفة التمويل، قائلا إنه سينتج «أفضل تمويل على الإطلاق»، مشيرا إلى أن خفض الوظائف سيحدث سواء تم الاندماج أم لا.
ورفض البنكان التعليق على تلك التصريحات، قبل اجتماع مقرر لأعضاء مجلسي البنكين الخميس.
وينطوي هذا على تغير في وجهة نظر سوينغ، إذ قالت مصادر أخرى مطلعة على تفكيره إنه حث في الأشهر الماضية على «التحلي بالصبر»، وفضل التركيز على عملية إعادة هيكلة داخلية قبل الشروع في مشروع كبير.
وتتعارض تلك التصريحات مع الصيغة التي حملها خطاب للموظفين يوم الأحد بعد تأكيد البنكين إجراء محادثات.
وقال سوينغ في الخطاب إن الكثير من العوامل قد تمنع المضي قدما في الاندماج. وقال مصدر مطلع آخر إن دويتشه بنك لم يكن ليدخل في المحادثات إذا كان متوقعا سلفا فشل المفاوضات. وفي غضون ذلك، قال اتحاد فيردي العمالي في ألمانيا، وهو عضو بمجلسي البنكين، إن الاندماج قد يؤدي إلى تخفيضات وظائف على المدى الطويل تصل إلى 30 ألف وظيفة.
ويعمل في البنكين حاليا 140 ألف موظف على مستوى العالم. وقالت متحدثة باسم فيردي الخميس إن موقف الاتحاد لم يتغير.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن ثلاثة من كبار المستثمرين في دويتشه بنك عبروا عن تحفظاتهم فيما يتعلق بعملية الاندماج. وقال مصدران منهم إن اثنين من المستثمرين قالا إنهما ينتظران الحصول على تفاصيل من سوينغ وزملائه خلال الاجتماع.
ومن جهة أخرى، شكك الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي الألماني أمس في جدوى المحادثات المستمرة حول اندماج محتمل بين «دويتشه بنك» و«كومرتس بنك» الأكبر في البلاد.
وقال ميشائيل تويرير، نائب زعيم الحزب في البرلمان، لوكالة الأنباء الألمانية: «عندما يتعاون طرفان ضعيفان، فهذا لا يعني تلقائيا نتائج أقوى»، واقترح بدلا من ذلك أن يحدث اندماج بين «دويتشه بنك» وبنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي أو «سانتاندر» الإسباني.
وحث أيضا الحكومة الائتلافية بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على النأي بالنفس عن محادثات الاندماج. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية تمتلك حصة بأكثر من 15 في المائة من «كومرتس بنك».
وكانت ميركل قالت بوضوح يوم الثلاثاء إن الحكومة لن تستغل حصتها في التصويت على الاندماج المحتمل، وقالت إن «هذا القرار من شأن القطاع الخاص». (REUTERS)[ads3]