وكالة روسية : ” معركة تحرير إدلب جعجعة بلا طحين “

بعد تحقيق الانتصارات للتحالف اللاغربي ما تزال محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، العقدة الرئيسة في التسوية النهائية للأزمة السورية.

وما زال الغموض سيد الموقف من ناحية إما التريث والصبر ريثما تقدم تركيا على إقناع جماعاتها هناك بالاستسلام والعودة إلى حضن الوطن أو القيام بحرب تحريرية خاطفة لاسترجاع كامل ما تبقى من الأرض السورية.

القضية تكمن في أن إدلب تمثل نقطة تمركز استراتيجية بالنسبة لتركيا، حيث يتواجد فيها الجماعات المسلحة، التي تحظى بدعم أنقرة الكامل، كما تسعى الدولة العثمانية عبر إدلب أيضا إلى منع تمدد قوات سوريا الديمقراطية، والحيلولة دون إقامت كيان لدولة كردية في مناطق الشمال السوري.

من خلال الممارسات الأمريكية في سوريا بدا من الواضح بشكل لا لبس فيه أن العم سام لم يكن يريد سحق الإرهاب وإنما هدفه الرئيسي هو استخدام الإرهاب لتحقيق بعض الخطط المدمرة. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن تحرير أراضي سوريا والعراق بالكامل من الإرهابيين، فإن العمليات العسكرية مازالت مستمرة. فما هي الاستعدادات السورية الروسية لمعركة إدلب؟

على أي حال يرى بعض المحللين أن آخر معاقل الإرهابيين في سوريا، في محافظة إدلب، سوف تشهد في القريب العاجل أعمال حربية نشطة على نطاق واسع، ومن غير المستبعد أن حشد السفن التابعة للبحرية الروسية بين الحين والآخر يجري في البحر الأبيض المتوسط خصيصا لهذا الغرض.

رسمياً لا تنفك واشنطن تكرر بأنها لا تدعم الأكراد ومخططهم الانفصالي، ولكن بحسب المصادر العسكرية العديدة، فقد قام البنتاغون، الأسبوع الماضي، بتسليم دفعة أخرى من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى قوات سوريا الديمقراطية. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما حاجة الأكراد وحلفائهم العرب إلى ذلك، طالما أن الحرب ضد تنظيم “داعش” الارهابي انتهت، كما قال ترامب؟

على خلفية التطورات الأخيرة يرى الخبراء العسكريون بأن الأمريكيين لا يريدون السلام في سوريا والشرق الأوسط ككل. وما القرار الذي أصدره ترامب حول ضرورة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، إلا جولة جديدة من التوتر في المنطقة، في محاولة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تقسيم سوريا، وخلق سلطات انفصالية تابعة لهم لا تطيع السلطة المركزية في العاصمة دمشق.

قنبلة القيصر الجديدة صمام أمان أم سلاح المستقبل

يتساءل الخبراء العسكريون هل ستجلب قنبلة القيصر الجديدة السلام للعالم؟ في إشارة إلى أن الشغف لمشاريع صنع أسلحة فائقة القوة يمكن أن يضع البشرية على شفا الهاوية.

بحسب الخبراء إن تجدد المواجهة بين القوى العظمى، التي تجمع ليس فقط واشنطن وموسكو، بل وأيضاً بكين، سوف تؤدي إلى زيادة المخاطر التي تهدد الأمن العالمي. الحديث يدور قبل كل شيء، بالطبع عن الأسلحة النووية، على الرغم من أن العديد من بلدان العالم قد ابتكرت مؤخراً أحدث وسائل التدمير غير النووية، ما يسمى القنابل الضخمة، التي لا تندرج فعلياً ضمن أي من المعاهدات الدولية للحد من الأسلحة، ولكن يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الأمن الدولي، وإذا استخدمت سوف تؤثر حتماً على البيئة أكثر من الأسلحة النووية التقليدية.
تبين أن سيناريو نهاية العالم النووي أصبح قريباً جداً من أن يترجم إلى حقيقة، مما اضطر خبراء نشرة علماء الذرة، التي تأسست في عام 1945 من قبل المشاركين السابقين في مشروع مانهاتن، من تصميم ساعة يوم القيامة الرمزية تعمل منذ عام 1947، وهي ساعة حقيقية تشير إلى الدقائق المتبقية قبل منتصف الليل، الذي يحدد بداية الحرب النووية والنهاية الممكنة للحضارة.

على مدار أكثر من 70 عاماً، غيرت عقارب هذه الساعة مواقعها 23 مرة، وفي عام 2018 وصلت إلى أسوأ مستوى، كما في عام 1953، عندما وصل خوف المجتمع الدولي من الحرب الباردة إلى أعلى مستوياته. وقد أظهرت الساعة قبل دقيقتين من منتصف الليل، وهذا يعني أنه كان هناك خطر كبير من حدوث نزاع نووي بسبب المخزون المتزايد من الأسلحة الأكثر فظاعة وعدم وجود مفاوضات بشأن السيطرة على الأسلحة النووية. في هذا العام، تُركت عقارب “ساعة يوم القيامة” عند العلامة السابقة، كتحذير خطير للعالم بأسره من احتمال نشوب حرب نووية وعلى أمل أن يسعى قادة العالم إلى إحداث تغييرات إيجابية واتصالات متبادلة بهذا الشأن.

الحديث يدور عن الصين قبل كل شيء، حيث لا يوجد لدى المجتمع الدولي أدنى فكرة عنها بشأن الحجم الحقيقي لترسانة الصواريخ النووية على عكس روسيا الاتحادية والولايات المتحدة. لكن بكين في هذا الصدد ليست وحدها. وحتى يومنا هذا، لا توجد سيطرة أو مراقبة دولية شاملة أو ثنائية على برامج الأسلحة النووية لبريطانيا وإسرائيل والهند وكوريا الديمقراطية وباكستان وفرنسا.

يقترح الخبراء والمتخصصون العسكريون في مختلف بلدان العالم المنخرطين في مرحلة جديدة من المواجهة النووية، ليس فقط إلى تحسين النماذج الحالية لأسلحة الدمار الشامل فحسب، بل إلى إنشاء أسلحة مدمرة جديدة لم يسبق لها مثيل. على سبيل المثال، اقترح بعض الخبراء الروس تصميم سلاح استطاعته 100 ميغا طن أو أكثر. على ما يبدو، استذكر هؤلاء الخبراء القنبلة النووية الحرارية السوفيتية AN602 بسعة 58.6 مليون طن الأقوى في التاريخ آنذاك، والتي تم اختبارها في موقع نوفايا زيماليا في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1961 وتم تسميتها بشكل غير رسمي “قنبلة القيصر” بسبب القوة غير المسبوقة التي تمتلكها مقارنة بباقي القنبلات النووية الأخرى.

بحسب رأي الخبراء العسكريين، سوف يؤدي تصميم سلاح بقوة 100 ميغا طن إلى الحد من احتمال حدوث نزاع نووي، لكن لا أحد يستطيع ضمان ذلك، ومن المحتمل أن “قنبلة القيصر” الجديدة لن تؤدي إلا إلى تسريع وقوع يوم القيامة.

القوات الخاصة الأمريكية غير مستعدة للحرب ضد موسكو وبكين

وحدات القوات الخاصة التابعة للبنتاغون، والتي تعتبر جزءاً من قيادة قوات العمليات الخاصة الأمريكية والتي تضم حوالي 70 ألف عنصر، ها هي على مدى 17 عاماً تشارك بشكل مكثف في عمليات مسلحة في مناطق مختلفة من العالم. وعلى الدوام تقوم وسائل الإعلام الأمريكية وأفلام الهوليود بالترويج لهذه القوات من ناحية الإعداد المهني الخاص والتفاني بأداء المهام الصعبة. ومع ذلك فقد تسبب ازدياد حالات عدم الانضباط والسلوك غير الأخلاقي ضمن عناصر القوات الخاصة قلق شديد بين كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية.

ومع ذلك لا يشاطر جميع الجنرالات قلق البنتاغون وعلى وجه الخصوص مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة والنزاعات المسلحة الجنرال أوين ويست رفض رفضاً قاطعاً هذه الانتقادات وعبر عن فخره بأن قوات العمليات الخاصة مستعدة للقيام بمهامها على أكمل وجه وحماية الولايات المتحدة من الأعداء.
على كل حال لم يتقنع المشرعون في أمريكا ولهذا تم إدراج أحكام في القانون “الدفاع الوطني لعام 2019” والذي وقعه الرئيس دونالد ترامب في آب/أغسطس 2018 والتي بموجبها ينبغي على البنتاغون أن يقدم تحليلاً مفصلاً قبل نهاية شهر آذار/مارس 2019 حول مستوى التدريب المهني والأخلاقي والنفسي لضباط وجنود قوات العمليات الخاصة ودور ومسؤولية مساعد وزير الدفاع الخاص بشؤون العمليات الخاصة والنزاعات المسلحة في هذه العملية وقدرة قوات العمليات الخاصة في مواجهة المخاطر التي تهدد أمريكا.

في هذا السياق تشير المصادر الأمريكية إلى أن نتائج التحليل الذي قدمه البنتاغون ذات طبيعة مزدوجة. فمن جهة لم يتمكن الخبراء على أسباب منهجية وتنظيمية يمكن أن تفسر العديد من الجرائم التي يرتكبها مقاتلو وحدات قيادة العمليات الخاصة خلال السنوات القليلة الماضية والتي كان لها الأثر السلبي على الرأي العام السائد عن قوات النخبة وعلى تقييم أنشطتها من قبل وزارة الدفاع الأمريكية. لكن من ناحية أخرى يشير التقرير أن وزارة الدفاع تقوم بتنفيذ عدة مبادرات تهدف إلى تحسين المستوى الفردي والجماعي من ناحية الصفات الأخلاقية والنفسية لعناصر قوات العمليات الخاصة ورفع مستوى مهارتهم المهنية. بالإضافة إلى أن قيادة البنتاغون تحاول باستمرار تحسين عملية الرقابة والإشراف على نشاط القوات العمليات الخاصة بشكل عام وكبار المسؤولين من الجنرالات بشكل خاص فيما يتعلق بالأخلاق والمهنية في وحداتهم.

يدرك الخبراء الذين قاموا بصياغة التقرير أيضاً أن الحرب التي لا نهاية لها والتي يشارك فيها عناصر قوات العمليات الخاصة لها تأثير سلبي على حالتهم. في إشارة إلى أن هذه القوات التي تحاول التحكم بالقصوى عند الإصابة بحالة الأرق والإرهاق وأثناء حالات خوض المعارك يجب أن تحكمها مستوى عالي من الانضباط الشخصي والجماعي.

على الرغم من أن قوات العمليات الخاصة ليست في حالة جيدة إلا أن قيادة البنتاغون أمرت قيادة هذه الوحدات بإعادة توجيه تشكيلاتها وتغيير المسار من مواجهة ومحاربة الإرهابيين والمتطرفين، التي بدأت في عام 2001، إلى مواجهة المنافسين الرئيسيين في الساحة العالمية وهم روسيا والصين. في الوقت الحالي صمم المتخصصون في قيادة قوات العمليات الخاصة مشروع قيادة جديدة تنظم أنشطة قواتهم بما يتماشى مع العصر الرقمي.

وبحسب هذه الوثيقة فإن مقاتلو قوات العمليات الخاصة سيشاركون في عمليات سيبرانية وحروب إعلامية، بالإضافة إلى ممارسة الضغوط والتأثير، وتدريب حلفاء الولايات المتحدة على كيفية إجراء العمليات القتالية في ظل الظروف المتغيرة.

وكالة سبوتنيك الروسية

*النص والعنوان كما وردا في النسخة العربية للوكالة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. للهفى اضربوا وخلصونا شبعت البشرية حرق أعصاب كل شوي تهديدات .. كما يقال : مايرعب إنتظار الضربة وليس الضربة بحد ذاتها ! اضربوا وخلصونا وتحملوا وزر دمائنا بالنهاية كل من عليها فان.

  2. عالحسبة حكى بدري ياابو فارس ومفكر حالك رح تعيش عمر نوح ! البشرية رايحة كلها للفناء خليك مع ابليس بهالدنيا الزبالة مبروكة عليك.

  3. وكالة سبوتنيك الروسية
    مشهورة بعدم المصداقية والكذب الفاضح والأن تضاف اليها عدم المهنية وقائمة على الزعبرة والترويج للقتلة والمجرمين مثل الأرهابي الكيماوي بشار والمجرم القاتل بو ط طين
    عنوان المقال عن أدلب ومعركة أدلب لكن المقالة تأخذك الى الهند وكوريا والمانيا وامريكا والصين ونشوب الحرب النووية والترويج لروسيا
    يبدو أن العرس في أدلب والطبل والتزمير والجعجعة في بقية الدول