ألمانيا : انتقادات لـ ” معرض الموضة الإسلامية “
يستضيف متحف الفن التطبيقي في مدينة فرانكفورت بين الخامس من نيسان وحتى الأول من أيلول 2019 معرض “موضة المسلمين المعاصرة”.
وأجرت قناة “DW” الألمانية الحوار التالي مع مدير المتحف، ماتياس فاغنر، لإلقاء الضوء الدوافع وراء تنظيم المعرض والجدل الذي أثير حوله:
DW: السيد فاغنر أنت تسوق لهذا المعرض على أنه معرض موضة بحت، هل هذا صحيح؟
البرفسور فاغنر: نعم هو أولاً كذلك، إنه يعكس ظاهرة الموضة الإسلامية المعاصرة التي نعرفها تحت مفهوم “الموضة البسيطة” أي أنها تظهر “القليل من الجسم” لتبقى “محتشمة” حتى ولو أنها ليس كذلك في كثير من الأجزاء. المعرض يسلط الضوء على التفسيرات المتنوعة في البلدان المختلفة للموضة الإسلامية. وهو يكشف كيف أن النساء المسلمات يترجمن تصوراتهن الذاتية لـ”الموضة البسيطة”. إنها ظاهرة عالمية.
أنت تتحدث عن ظاهرة عالمية، فهناك بلدان لا يُعتبر فيها الحجاب وتغطية جسم المرأة بالكامل تحرراً، كيف تتناغم إذن الموضة مع حقوق الإنسان؟
أعتقد أن الموضة تعبير واضح عن وضع ثقافي، نحن لا نستبعد موضوع حقوق المرأة، فهناك الكثير من الصور والمساهمات لفنانات مثل الإيرانية شيرين نشأت التي تطرح موضوع قمع النساء اللاتي وجب عليهن في حال معارضة قواعد اللباس الخوف على حياتهن.
مدافعات عن حقوق المرأة يتهمنك بأنك تهون من قواعد اللباس الإسلامية وتقدمها كتطور في الموضة؟
لا وجود لأي لوحة بين المعروضات تظهر برقعاً واحداً، وحتى عند وجودها تكون مساهمة فنية انتقادية أو صورة من الشارع، لا بل المعرض يبين الكثير من النساء الشابات اللاتي يرتدين ملابسهن بثقة كبيرة في النفس بالحجاب أو بدون ويمثلن صورة جديدة بالكامل للمرأة المسلمة، وهذا ليس له علاقة بالصور النمطية.
في ألمانيا لا توجد هذه القواعد المتشددة في اللباس، ما هو موقفك من تغطية الجسم النسوي؟
بالطبع يجب مكافحة ذلك عندما يكون ذلك قاعدة إلزامية، يجب علينا بذل كل الجهود من أجل الحرية وتقرير المصير، لكن ذلك يشمل أيضاً أن تتمكن امرأة مسلمة من ارتداء لباسها حسب اختيارها.. لا أعني بذلك البرقع الذي، حسب اعتقادي لن ترتديه أي امرأة عن طيب خاطر إذا لم يكن وراء ذلك إجراءات عقابية وتصورات ذكورية وكثير من وسائل القمع.
تلقيت قبل افتتاح المعرض الكثير من التهديدات والانتقاد الحاد، هل أنت خائف؟
يجب أخذ هذه التهديدات ورسائل الكراهية الشخصية بجدية كبيرة، فلضمان حماية الزوار نقوم بإجراءات أمنية مشددة وتفتيش لزوائر المعرض، وهذا جديد بالنسبة إلينا.
غير أن ما سبق يظهر شيئاً آخر: ففي الرسائل الإلكترونية المتعددة المليئة بالكراهية ينعكس أن التهديد الأكبر في ألمانيا في وجه المسلمين ينطلق من أشخاص لا يقبلونهم بسبب معتقدهم كجزء من المجتمع.. أعتقد أنها قضية يجب الاهتمام بها، وهذا يُظهر أيضا أن الموضة ليست بالضرورة غير سياسية بالكامل، لأنها تتناول إشكاليات اجتماعية مختلفة.
أجرى المقابلة شتفان ديغه / دويتشه فيله[ads3]