رواندا تتهم السفير الألماني بإهانتها

قالت مصادر في رواندا إن السفير الألماني في العاصمة الرواندية كيجالي استدعي لألمانيا مطلع الأسبوع الجاري، وذلك قبل قليل من الذكرى الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية في رواندا.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الثلاثاء، في كيجالي، قال أوليفر ندوهونجيريه، وكيل وزارة الخارجية الرواندية لشؤون شرق أفريقيا، إن السفير بيتر فوسته، “أدلى بملاحظات مهينة عن بلدنا ورئيسنا”، مضيفا: “لقد استدعي من قبل حكومته بعد أن تطرقنا للموضوع مع الحكومة”.

وردا على استفسار من قبل الوكالة الألمانية، أوضحت الخارجية الألمانية أن فوسته “استدعي لألمانيا قبل بضعة أيام”.

وأضافت الوزارة أن السفير الرواندي في ألمانيا “طلب منه الحضور للخارجية الألمانية للتناقش”، دون أن تذكر الخارجية شيئا عن مضمون النقاش وخلفيات عودة السفير الألماني لرواندا.

كما لم يذكر ندوهونجيريه شيئا هو الآخر عن ملاحظات السفير الألماني.

وذكرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية الأسبوع الماضي بالفعل أن ملاحظة حساسة للسفير الألماني، فوسته، في رسالة إلكترونية خاصة أدت إلى توترات سياسية بين ألمانيا ورواندا، حيث وصلت هذه الرسالة للسلطات الرواندية.

وحسب الصحيفة فإن السفير غادر رواندا في 31 مارس، أي قبل أسبوع من حلول الذكرى الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية في رواندا، والتي أحيتها رواندا باحتفالات خاصة في كيجالي، وشارك فيها شخصيات دولية، من بينها الرئيس الألماني الأسبق، هورست كولر، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ورئيس حكومة بلجيكا، شارل ميشيل.

وحسب الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية في رواندا فإن ريناته شارلوته لينر، هي التي تقوم بأعمال السفير في الوقت الحالي.

كانت رواندا في الماضي مستعمرة ألمانية، قبل أن تخضع لسيطرة بلجيكا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ثم حصلت على استقلالها عام 1962.

في عام 1994 قتلت جماعات تابعة لأغلبية الهوتو نحو 800 ألف من أبناء قبيلة التوتسي، ومن معتدلي قبيلة الهوتو أنفسهم.

وانتهت هذه المذبحة عندما عادت الجبهة الوطنية لرواندا، التي أسسها أعضاء في قبيلة التوتسي بقيادة بول كاجامي، من أوغندا.

ومنذ ذلك الحين أصبح كاجامى رئيسا لرواندا بحكم الأمر الواقع، ثم رئيسا فعليا منذ عام 2000. وشهدت رواندا في ظل كاجامى تقدما واضحا شمل أغلب نواحي الحياة في رواندا وعلى رأسها الاستقرار والنمو الاقتصادي وتراجع الفقر.

ولكن كاجامى يتعرض أيضا لانتقادات حادة، حيث يتهمه المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه قيد حرية الرأي وعمل المعارضة والمجتمع المدني.

وحسب منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان فإن الصحفيين الناقدين لكاجامى يتعرضون للتضييق والسجن، بل والتعذيب. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها