في ألمانيا : من لاجئ شاب إلى مؤلف تحقق كتبه أعلى المبيعات
خلال الحرب البوسنية، هرب ساشا ستانيش إلى ألمانيا مع والديه، وهو في الرابعة عشر من العمر.
ساشا وصل إلى هايدلبرغ، واغتنم كل الفرص التي أتيحت له، وأصبح كاتباً ألمانياً ناجحاً، والآن يبلغ من العمر 41 عاماً، وقد نشر له كتاب جديد بعنوان “الأصل”.
في كتابه الجديد “الأصل”، يكشف ساشا عمن يدين له بالفضل في الاندماج الناجح الذي اندمجه، ولماذا لم يعد يحب وطنه الأصلي.
عندما نشر ساشا ستانيش روايته الأولى في عام 2006، حقق ردود فعل حماسية، حيث كانت الرواية ناجحة نجاحًا كبيرًا، وترجمت إلى 30 لغة.
وأجرى موقع قناة “بايريشر روندفونك“، الأحد، حواراً مع ساشا، جاء فيه بحسب ما ترجم عكس السير:
– لقد أصبحت أبًا، وأصبح سنك 40 عامًا السنة الماضية، وجدتك أصيبت بالخرف وتوفيت في تشرين الأول الماضي، أي من هذه الأحداث كان المحرك الذي جعلك تكتب عن موطنك الأصلي؟
ساشا: بعد إصدار روايتي الأولى، شعرت أنني كتبت فيها بخيال واسع، وفي نهاية المطاف، لم يعد ذلك كافياً وقررت أن أقول ما الذي حدث لي ولعائلتي بالفعل، ثم جاء الوقت الذي تزامنت فيه عدة أشياء: مرض جدتي، والتي كنت أرغب في إجراء العديد من المحادثات معها، وتسجيل هذه المحادثات في القصص الموجودة في الكتاب، فهذا النوع من التساؤل حول موطني الأصلي ضروري، وقد دفعني كل ذلك إلى كتابة هذا الكتاب.
– يمكن القول إن الموطن الأصلي عبارة عن فسيفساء للعديد من الأشياء المختلفة، يمكن تشبيهه بالبناء، أو بزي تقليدي، أليس كذلك؟
ساشا: نعم هذا صحيح، تحدثت لرجل مسن من قرية أوسكوروسا الصغيرة، كان يعرف جدي عندما كان طفلاً، وقال لي مراراً وتكراراً: “هناك حيث تسكن أنت، مكان بعيد جداً، أنت لا تحتاج أن تخبرني بأي شيء عن هذا المكان، أنا فضولي، أريد أن أعرف كيف تبدو ألمانيا تلك، ومع ذلك لن أترك قريتي أبدًا، لكن دعني أريك كيف تبدو قريتنا، فأنت لا تعرف ذلك أبداً”. وفي هذا السياق، وجدت أنه من المثير للاهتمام أنه لم يكن من المهم بالنسبة له إقناعي بأن شيئًا ما يخصني في هذا المكان، على الرغم من أن أسلافي ينحدرون من هناك، لكنه أراد، ببعض الفخر، أن يُظهر لي مكانه بدون أي أيديولوجية، فقط: هذا موطني الذي نشأت فيه، هذا هو الينبوع، وهذا هو المنزل.
– “النزول” ليس كتابًا عاطفيًا، لكنه كتاب يحتوي على عبارات مثل “لقد ولدت في أرض لم تعد موجودة” أو “شعبي أناس غريبون”، ما معنى أن تكون مولودًا في بلد لم يعد موجودًا؟
ساشا: ننظر حولنا وننظر إلى طفولتنا، وإذا كانت جيدة، فنكون سعداء ونتذكر بعض الأشياء والروائح وما إلى ذلك، أما الأمر فهو مختلف بعض الشيء بالنسبة لي، فلم أعد أستطيع أن أحب هذا المكان بعد الآن، لقد تغيرت هذه المدينة حيث ولدت كثيرًا خلال الحرب، لدرجة أنك لا تشعر بأنك تنتمي إلى وطنك.
يوجد أشخاص جدد لا أعرفهم ولا يعرفونني، هذه نتيجة للحرب، حيث قُتل 3 آلاف شخص في مدينتي، وكل هذا شعور متناقض للغاية، لدي صور للطفولة في رأسي، وهي جميلة بشكل لا يصدق، كما أنه لدي كل المعرفة حول الفظائع في هذه المدينة، عن الضحايا ومرتكبي الجرائم والأماكن، أنا لا أحب مدينتي.
– والدك ووالدتك، كلاهما درس في الجامعة، والدك يعمل في البناء، والأم تعمل في مغسلة، وأنت تقول إنهما كانا يشعران بالخزي من دعوة الضيوف إلى المنزل، أو رفضهما قبول فراش من النفايات الضخمة، والنوم على الأرض.
ساشا: نعم، أظهر والداي مثابرة لا تصدق، لقد أخذا عملية وصولنا وإقامتنا هنا في ألمانيا على عاتقهما، كما يأخذ لاعبو الملاكمة مبارياتهم، لم أسمعهما يشتكيان أبداً.
– تقول في كتابك، إن عملية الوصول (الاندماج) إلى بلد لا تكتمل أبداً، ولكن هي عملية تستمر مدى الحياة؟
ساشا: نعم، لأن القصص تتكرر، ولأن اليوم ما يزال لدينا عدد كبير من الوافدين الجدد إلى ألمانيا، والذين يتعين عليهم متابعة عمليات البحث عن بلد ما، كما فعلت في التسعينيات، وهذا يعني أن التفكير في الأصل والانتماء وأن تكون في مكان لا تحب فيه الأغلبية، بدءًا من السياسيين الذين يقاومون حقيقة أن لدينا حقًا للهجرة إلى هنا، مما يجعل من السهل على الناس الوصول إلى ألمانيا، ذلك غباء.
– ما هو الدور الذي تلعبه الكتابة في عملية الوصول (الاندماج) هذه، “أين أنتمي”، “إلى أين أريد أن أذهب”؟
أعتقد أن طريقي كان دائماً التعامل مع العالم وأن أتمسك بمشكلة في هذا العالم ومن ثم إلى حد ما، أخرج نفسي من الألم، لقد بدأت بتدوين كل ما كان يخطر ببالي، العديد من المقاطع الصغيرة في الكتاب هي من يومياتي من تلك الأيام، ومن القصص الصغيرة التي كتبتها في ذلك الوقت.[ads3]
انا لاجئة سميت ابني اسم غربي مثل ساشا لتقريبه من مجتمعه الجديد