ألمانيا : الانتظار و الصبر .. هذا ما على الطبيب أن يفعله للحصول على قرار السماح بالعمل
يعمل الطبيبان “جهاد السباعي” و”عفاف المعاز” بجهد، لتحقيق حلمهما بالعمل في ألمانيا، وتحديداً في ولاية ساكسونيا الشرقية.
وقال “راديو وسط ألمانيا” على موقعه الإلكتروني، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطبيبة عفاف البالغة من العمر 27 عاماً، وصلت قبل ثمانية أشهر مع ابن عمها، للعمل في ألمانيا كأطباء، لينضموا إلى أربعة آلاف طبيب سوري آخر، يعمل في المستشفيات الألمانية.
عفاف اختارت ولاية ساكسونيا، بالرغم من كافة النصائح لها بأن الولاية ليست جيدة ومناسبة لها كسورية، على العكس تماماً فإن الطبيبة لديها رأي مخالف، ومدحت الحي الذي تسكنه وجيرانها، بالإضافة للعلاقات الكبيرة التي بنتها مع الألمان، في مدينتها درسدن.
وقالت عفاف: “أتمنى أن تصبح مدينتي حمص كدرسدن يوماً ما، فدرسدن كانت بعد الحرب مدمرة بشكل كامل، والآن من أجمل وأحدث المدن”.
قبل مجيء عفاف إلى ألمانيا، حاولت أن تعلم نفسها بنفسها اللغة الألمانية عبر اليوتيوب، لعدم وجود معاهد لتعليم اللغة الألمانية في حمص، بسبب الحرب.
الأمر أثبت نجاحه، حيث تمكنت بعد أشهر قليلة من قدومها لألمانيا، من النجاح في امتحان اللغة للمرة الثانية، وهذه تعد أول خطوة في سبيل تحقيق هدفها.
وقررت عفاف بسبب صعوبات التسجيل، وفترة الانتظار الطويلة، إجراء فحص اللغة بولاية تورينغن، وبالفعل تقدمت للفحص ونجحت فيه، لكن النظام الفيدرالي الألماني المعقد كان لها بالمرصاد، حيث أن ولاية ساكسونيا لم تعترف بهذا الامتحان، واضطرت للتقدم له مرة ثانية في الولاية ذاتها.
وتساءلت عفاف: “لقد خسرت 500 يورو بالإضافة لشهرين من الوقت، لماذا؟”.
بعد نجاحها بالامتحان، حصلت الطبيبة السورية على إذن مزاولة مهنة، يمكنها من العمل كطبيبة تحت الإشراف، آخر خطوة تنتظرها هي التقدم لامتحان المعرفة الطبية والعمل كأي طبيبة أخرى في حال نجاحها.
امتحان المعرفة الطبية يعد امتحاناً صعباً، وعند النظر إلى النتائج الامتحانية للمتقدمين، يتم فهم ذلك، فخمسين بالمائة من الأطباء المتقدمين لهذا الفحص فشلوا في النجاح فيه، إضافة إلى ذلك هناك فترات الانتظار الطويلة جداً، التي تصل إلى سنة ونصف، للحصول على موعد للامتحان، وهذا تجده عفاف أمراً شديد السوء.
رئيس نقابة الأطباء في ولاية ساكسونيا، إريك بودنيك، لم يبد تفهمه لعفاف بخصوص فترات الانتظار، معلقًا بأن الولاية تعد الأسرع بين نظيراتها، وسبب تلك الفترات هو عدد المتقدمين الكثير جداً.
وطال بودنديك أيضاً بإجراء فحوصات للأطباء الأجانب تماثل نظيراتها التي يقدمها الألمان، كالامتحانات الوطنية الثلاثة، وقال: “درجة المعرفة الطبية للأطباء الأجانب جيدة، لكنها لا تتساوى مع تلك عند الأطباء الألمان”.
وتعتبر الامتحانات الوطنية أصعب من امتحان المعرفة الطبية المعتمد.
رئيس النقابة ليس وحده في هذا الخندق، فالعديد من الأطباء والمسؤولين في النقابة يؤيدونه للحفاظ على الجودة الطبية، لكن حتى الآن لا توجد أي إشارات إلى أن النظام المعمول به حالياً سيتغير.[ads3]