آباء يحمون أبناءهم من ” عضات الفئران ” .. ممرضة تتحدث عن رحلة عملها في مخيمات اللاجئين بجزيرة ساموس اليونانية

روت الممرضة سيسيل غريتلر، تجربتها في العمل لمدة أربعة أسابيع، في عيادة في جزيرة ساموس اليونانية، حيث كانت تمرض عشرات اللاجئين.

وقالت صحيفة “لوتسيرنر تسايتونغ” السويسرية، إن الممرضة عادت منذ عدة أيام، من مقر إقامتها في ساموس، إلى سويسرا، لتتحدث عن تجربتها القصيرة، وما شاهدته في الجزيرة التي تؤوي لاجئين من مختلف الدول.

في الجزيرة اليونانية، قضت الممرضة أربعة أسابيع، بتكليف من صاحب مستشفى هايدن، ولكن لم تكن إجازة بشكل عطلة، ولكن كانت مهمة عمل، حيث كانت الممرضة تريد معرفة كيف يتم معاملة اللاجئين والمرضى هناك، والتعرف على نمط حياتهم.

في أوائل شهر آذار، سافرت الممرضة إلى الجزيرة اليونانية بتكليف من منظمة “Med Equali”، غير الحكومية، واستأجرت غرفة صغيرة بها مطبخ صغير، وكانت تعمل لمدة تسع ساعات في اليوم، ستة أيام في الأسبوع، حيث عملت مع ممرضات وأطباء هولنديين وكنديين وإنجليز في إحدى العيادات النهاريةز

وكانت تتعامل مع لاجئين تتراوح أعدادهم من 80 إلى 120 يوميًا، منهم أفغان وسوريون ونيجيريون وكونغوليون وفلسطينيون.

وقالت الممرضة: “كان لدينا حوالي عشر دقائق لمعالجة كل مريض، وهو وقت أقل حتى من أن نتمكن فيه من الرد على اللاجئ”.

ورأت جريتلر أشخاصًا يعانون من جروح تعذيب وكسور والتواءات وإصابات أخرى، وعلى سبيل المثال، تتذكر حالة سورية كانت قد تعرضت للاغتصاب في إحدى المخيمات، ثم توفت في وقت الحمل.

وتابعت الممرضة: “أحب أن أكون مع الناس، وأريد أن أرى كيف تسير حياتهم “، لذلك زارت جريتيل أحد مراكز اللاجئين في مدينة فاتي في أيام إجازتها، فهذا المخيم هو أحد خمسة مخيمات تم تشييدها على جزر بحر إيجة في عام 2016، بعد أن وصلت أزمة اللاجئين إلى ذروتها، بوصول أكثر من مليون مهاجر.

وفي هذا المخيم في ساموس، يعيش ما بين 3800 و4700 شخص، بالرغم من أن المكان يتسع فقط لـ 650 شخص، وحول المخيم، أي في بستان الزيتون المحيط بالمخيم، يعيش الكثير من اللاجئين في الغابة، وحتى أنه منذ وقت قريب، لم تكن هناك مراحيض أو مياه أو كهرباء لهم، ولكن قامت منظمات الإغاثة بوضع مقالب للنفايات، وأنشأت مغسلة لهم.

وأيضًا في فصل الشتاء، عندما تتساقط الأمطار باستمرار، وتنخفض درجات الحرارة إلى درجتين، تقول جريتلر: “كانت هناك تلال من القمامة وبسببها كان يوجد الكثير من الفئران، وفي الليل، كان يجب على الآباء حماية أطفالهم من لدغات وعضات الفئران”.

وأضافت الممرضة: “كثير من الأطفال يعانون من سوء التغذية، لأنه لا تكاد توجد أية لحوم أو خضروات أو بيض للأكل في المخيم”، بالإضافة إلى ذلك، فلكل فرد يتوفر واحد ونصف لتر فقط من المياه يومياً، وذلك إذا تم توزيع حصص المياه بالتساوي.

وأكثر ما أثار إعجاب الممرضة كان كرم الضيافة من هؤلاء الناس عندما زارتهم، وتقول جريتلر إن هؤلاء الناس ليس لديهم أي شيء تقريباً، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لطفاء وودودون.

وفي نهاية رحلتها، أقام لها اللاجئون حفلة وداع، تناولوا فيها الطعام سوياً.

وختمت الممرضة بالقوا إنها تريد المرة القادمة ألا تكون في عيادة، بل انت تكون في قلب الحدث، أي في إحد مخيمات اللاجئين.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. طيب اللي وصل اليونان المفروض يكون مر عن طريق تركيا، وهي بلد آمن على افتراض هربانين من القصف و بحثاً عن الأمان. ليش تعرضوا حياتكن وحياة أطفال أبرياء للخطر و تعيشوا بالغابات؟؟