ألمانيا : لماذا يعتمد إنتاج ” الفولاذ المقاوم للصدأ ” على اللاجئين ؟

هل يمكن للاجئين المساعدة في الحد من نقص المهارات؟.

يوضح مثال لشركة متخصصة في إنتاج مسبك الفولاذ المقاوم للصدأ في ولاية شمال الراين فيستفاليا، كيف يمكن لهذا أن يحدث، ولكن أيضًا يوضح كيف تجعل البيروقراطية والسلطات الأمر صعباً على اللاجئين، بالرغم من حاجة ألمانيا لهم.

وذكر موقع “ماركت آند ميتلشتاند“، الخميس، بحسب ما ترجم عكس السير، أنه في الربع الأخير من عام 2018، كان هناك نقص في حوالي 1.46 مليون عامل ماهر في ألمانيا، ويستند هذا لأرقام من المعهد الفيدرالي لبحوث التوظيف، التابع لوكالة التوظيف الفيدرالية، والتي تم نشرها في منتصف شهر كانون الثاني.

عندما جاء حوالي 900 ألف لاجئ إلى ألمانيا في عام 2016، كانت العديد من الشركات تأمل أن يساعد اللاجئون في التخفيف من النقص في العمال المهرة.

بالطبع، يجب تدريب العديد من اللاجئين على المهارات التقنية واللغوية، وهو ما يسمى بالمؤهلات التمهيدية، قبل أن يتمكنوا من بدء التدريب المهني، ولكن يمكن للاجئين ملئ الفراغات في الأماكن الشاغرة على كل حال.

على سبيل المثال، تقوم شركة متوسطة الحجم، والتي يبلغ حجم تعاملاتها حوالي 36 مليون يورو سنويًا، وتوظف 300 شخص، بتدريب أربعة لاجئين، ثلاثة سوريون، وواحد من غانا.

ويقول أندرياس دوبلر، مدير التدريب في المهن التجارية والفنية في هذه الشركة: “إذا لم نقم بتوظيف الثلاثة في عام 2018، لما تمكنا من سد العجز في العمال”.

وبالنسبة للاجئين، لم تكن هناك شروط أخرى زيادة عن المتقدمين الألمان، “الشرط الأساسي هو امتلاك معرفة علمية، وفهم للتقنيات الأساسية”.

ويتدرب الرجل الغاني كميكانيكي في الشركة، ويقول دوبلر “نحن ما نزال متحمسون تماماً، فلقد نجح في جميع الاختبارات، ولديه دوافع كبيرة، فلقد تعلم الكثير من الأشياء في أوقات فراغه”.

ولكن نظرًا لأن الغاني كان أكبر من 18 عامًا، قبل بداية تدريباته، وأن بلده غانا تصنف من الحكومة الاتحادية على أنها بلد آمن، فإن السلطات المحلية لم تر أي فرصة لإعطائه إقامة دائمة، وهنا تأتي البيروقراطية في إعاقة الامر بأكمله.

وعلى خلاف ذلك، فإن القواعد واللوائح المختلفة تجعل الأمر صعباً على أرباب العمل والموظفين، وبالتالي، يتم إلغاء أي دعم حكومي بمجرد أن يتم قبول اللاجئ في وظيفة تتطلب تأمينًا اجتماعيًا.

على سبيل المثال، على اللاجئ بعد ذلك دفع إيجار لسكنه، ورسوم لدورة لتعلم اللغة الألمانية.

لهذا السبب، تدفع الشركة، التي تحمل اسم Kuhn” “Edelstahl، تكاليف دورة اللغة الألمانية لموظفيها الجدد، وفي الوقت نفسه، قال رئيس التدريب، إن الغاني وزملاؤه من سوريا “مندمجون تمامًا”.