الليرة التركية تواصل تراجعها و تكسر حاجز الـ ” 6 ليرات مقابل الدولار “
ارتفع الدولار الأمريكي بنحو 2% مقابل الليرة التركية ليكسر بذلك حاجز الـ 6 ليرات لكل دولار، وهو أقل مستوى لها في 7 أشهر.
يأتي ذلك وسط استعداد المستثمرين لاحتمال خوض البلاد لاضطرابات سياسية طويلة، وكذلك الضغوط المتكدسة للسوق العالمية على عملات الأسواق الناشئة مثل تركيا.
كما تفاقمت خسائر العملة التركية بتأثير موجة البيع العالمية التي اندلعت بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الجمارك على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة، وفرض جمارك جديدة على سلع صينية بقيمة 325 مليار دولار.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من خطط تركيا المعلنة لبدء عمليات التنقيب البحرية في منطقة تطالب بها قبرص باعتبارها منطقتها الاقتصادية الخالصة.
ونقلت وسائل إعلام تركية يوم السبت عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قوله إن سفينة تركية بدأت التنقيب في المناطق التي أصدرت سلطات شمال قبرص تصريحا لها، وهي خطوة من المحتمل أن تثير التوترات مع قبرص واليونان.
وتتنازع تركيا والحكومة القبرصية المعترف بها دوليا على الحقوق الخاصة بالتنقيب البحري عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وهي منطقة يُعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء نوايا تركيا المعلنة لبدء عمليات الحفر البحرية في منطقة تطالب بها جمهورية قبرص باعتبارها منطقتها الاقتصادية الخالصة”.
وقال البيان “هذه الخطوة استفزازية للغاية وتزيد من التوترات في المنطقة. نحث السلطات التركية على وقف هذه العمليات وتشجيع جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس”.
وأي تصعيد بين تركيا والولايات المتحدة قد يزيد من توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين على عدة أصعدة، بما في ذلك الدفاع الصاروخي والعمليات العسكرية في سوريا.
وكان جاويش أوغلو قد قال في فبراير/شباط إن تركيا ستبدأ قريبا عمليات التنقيب عن النفط والغاز بالقرب من قبرص. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عنه قوله يوم السبت خلال رحلة إلى شمال قبرص إن عمليات الحفر قد بدأت.
ودشنت تركيا سفينة الحفر الأولى لها وتدعى “فاتح” في أكتوبر/تشرين الأول قبالة ساحل إقليم أنطاليا بجنوب البلاد.
وقالت إن سفينة ثانية اشترتها ستعمل في البحر الأسود، لكن تم توجيهها إلى منطقة قبرص.
وتقول جمهورية شمال قبرص التركية إن أي ثروة بحرية تعود ملكيتها لها أيضا، بوصفها شريكة في تأسيس جمهورية قبرص عام 1960.
وفي سياق متصل، قال ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لدى المجلس الأعلى للانتخابات اليوم إن المجلس حدد 23 من يونيو/حزيران موعدا لإعادة الانتخابات المحلية في مدينة اسطنبول.
وفي وقت سابق قال رجب أوزيل ممثل الحزب الحاكم إن المجلس قرر إلغاء نتائج الانتخابات التي أجريت في 31 من مارس/آذار.
وقد أشارت تقارير عالمية إلى أن احتمالية إجراء انتخابات جديدة ساهمت في تخوف المستثمرين من الليرة التركية، حيث تحمل آفاق توترات سياسية وتدابير اقتصادية شعبوية قد تؤخر الإصلاحات الهيكلية الرئيسية اللازمة للمساعدة في تصحيح مسار الاقتصاد، كما أنها من شأنها تشويه الموقف الديمقراطي المتداعي لتركيا. (CNBC)[ads3]