زيارة الأمير تشارلز و قرينته كاميلا إلى ألمانيا … البيئة و تاريخ مشترك و أمور أخرى
لن تكون هناك مخلفات بلاستيكية تقع عليها العين عندما يصل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وقرينته كاميلا إلى حفل استقبال يقام بالسفارة البريطانية في برلين خلال زيارة للبلاد.
المبادئ البيئية للأمير معروفة جيدا لكل من سيستضيفه خلال زيارته وقرينته لألمانيا والتي تبدأ الثلاثاء لمدة أربعة أيام.
ويرى السفير البريطاني لدى ألمانيا سيباستيان وود في زيارة أمير ويلز الذي يبلغ من العمر 70 عاما “فرصة طيبة للإعراب عن التقدير للعلاقات القوية بين البلدين.” ولولا وظيفته الدبلوماسية، لربما قال وود: “نحبكم، سواء خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أم لم تخرج.”
ويرجح أن تثير زيارة الأمير تشارلز وقرينته كثيرا من الجمهوريين عشاق الأسرة الملكية البريطانية في ألمانيا.
وكانت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، والدة الأمير تشارلز، زارت ألمانيا في عام 2015، تلتها زيارة النجل الأكبر لولي العهد، الأمير ويليام وقرينته كيت للبلاد في عام 2017.
وتتجه العيون اليوم إلى الابن الثاني لوريث التاج البريطاني، الأمير هاري وزوجته ميجان، والتي ينتظر أن تنجب طفلها الأول في أي وقت. ومن يدري، ربما يولد لولي العهد حفيده الرابع عندما تحط طائرته في برلين.
ومساء يوم الثلاثاء تقيم السفارة حفلا، بأثر رجعي، بمناسبة يوم ميلاد الملكة إليزابيث الثانية الثالث والتسعين الذي حل في الحادي والعشرين من أبريل الماضي .
وتتضمن قائمة الأطعمة التي ستقدم في حفل السفارة سلطة الهليون، من ولاية براندنبورج التي تحيط بالعاصمة الألمانية برلين، وأسماك الشار القطبية التي تشبه السالمون، و الخيار الصغير المخلل من برلين، وأعناب الريسلينج التي تنمو على ضفتي نهر الرين، بالإضافة إلى الأطباق البريطانية الشهية مثل فطيرة لحم الحَمَل.
وكما هو واضح، تهيمن الأطعمة العضوية المحلية على القائمة.
وفي اليوم الثاني للزيارة، الأربعاء، يقوم الأمير تشارلز وقرينته بزيارة مدينة لايبتسيج ليستمعا إلى ملخص لأحداث سقوط حائط برلين و”الثورة السلمية” التي أنهت الانقسام وأعادت توحيد الألمانيتين في عام1989.
ومن لايبتسيج، يسافر الزوجان الملكيان إلى ولاية بافاريا. وفي مدينة ميونخ، عاصمة الولاية، سينصب تركيز الأمير خلال يومي الزيارة على أوجه النمو الاقتصادي الصديق للبيئة، ومظاهر التعاون المختلفة بين الدولتين. كما ستلتقي دوقة كورنوول كاميلا بعدد من النساء ضحايا العنف الأسري.
ويستضيف رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، الأمير وقرينته على مأدبة غداء في ميونخ، ثم يقوم الزوجان بزيارة لبعض مزارع المنتجات العضوية.
وقام ولي عهد بريطانيا بأكثر من 30 زيارة لألمانيا منذ عام 1962، بعضها كان زيارات شخصية.
وحيث أن الأمير تشارلز يعد مزارعا عضويا هو نفسه، ولديه مزرعته العضوية الخاصة، سيقوم ولي العهد بزيارة العديد من المزارع للتعرف على المزيد من أساليب الزراعة العضوية المحلية.
وكان الأمير ترافقه زوجته كاميلا، التي تزوجها في عام 2005، زارا برلين في عام 2009، حيث شاهدا المعالم الطبيعية والتاريخية في وسط البلاد وأيضا في مدينة بوتسدام.
وفي عام 1995، قام الأمير بزيارة مفاجئة إلى عائلة في مدينة هيلسدورف، داخل إحدى البنايات التي أقيمت من الخرسانة سابقة التجهيز، والتي لا تزال تميز الجزء الشرقي القديم من العاصمة الألمانية. جلس الأمير على أريكة ليحتسي الخمر الفوار، إحدى العلامات المميزة للعصر الشيوعي الذي كان التاريخ سطر نهايته هنا قبل ستة أعوام.
وقد قام تشارلز على نحو غير مقرر سلفا، بالذهاب إلى محل حلاقة في برلين، برفقة مجموعة من كبار الشخصيات بالمدينة، وقد اعتلت الابتسامة وجوههم أمام الكاميرات.
والتقت كارين شيل الأمير صدفة بأحد معارض التخطيط العمراني.
وتقول شيل وهي تتذكر هذا اليوم: “كان رائعا… وجدته لطيفا حقا ومريحا.”
لقد مضت سنوات طويلة منذ فقد الأمير تشارلز زوجته الأولى الأميرة ديانا، جرى خلالها كشف النقاب عن كثير من الأمور التي تتعلق بحياتهما معا، ومع الآخرين. ولطالما نظر كثيرون إلى “ملك المستقبل” نظرة ازدراء نتيجة لذلك، ولكنه وزوجته الثاني كاميلا قد وجدا لهما مكانا في قلوب رعايا المستقبل.
وقد تبدد الحديث عن التصرفات الغريبة للأمير، أو صار مرفوضا، مثل كلامه إلى النباتات، وعدم سفره دون أن يحمل معه مرحاضه الشخصي.
ليس هناك أدنى شك في تفاني الأمير في وظيفته كولي للعهد، فهو يبذل قصارى جهده من خلال مئات من الارتباطات على مدار العام، وهو دائما مستعد بابتسامة وكلمات طيبة.
وقال الأمير ذات مرة: “أدركت أن حياتي حتى الآن تدفعها رغبة في تخفيف آلام الأخرين.”
وكان متحدث باسم الحكومة الألمانية قال يوم الجمعة الماضي أن المستشارة أنجيلا ميركل ستستقبل ولي العهد البريطاني وقرينته كاميلا في ديوان المستشارية يوم الثلاثاء، اليوم الأول لزيارة الزوجين الملكيين للبلاد. كما سيلتقي الزوجان الرئيس الألماني فرانك فالتر-شتاينماير.
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان للزيار علاقة بخروج بريطانيا المزمع من الاتحاد الأوروبي (بريكست) قال المتحدث: “لن أفسر الزيارة الآن. نحن نتطلع إلى الزيارة، وأنتم تعلمون مدى أهمية بريطانيا كشريك حتى خلال فترة مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي”.
وبحسب بيان للسفارة البريطانية، تأتي زيارة أمير ويلز ودوقة كورنوول لألمانيا بتكليف من الحكومة البريطانية لكي ” تبرهن على عمق واتساع نطاق العلاقات الثنائية بين الدولتين… ستركز الزيارة على السمات الأساسية لهذه العلاقة وعلى تاريخنا المشترك وارتباطنا الثقافي.” (DPA)[ads3]