ألمانيا : مجلة تقابل طبيباً يرفض الجلوس على الكرسي .. تعرف على أسبابه

يقول الطبيب الجراح الألماني، مارتن أوزفالد، إن الجلوس هو الشر الأساسي المسؤول عن العديد من الأمراض.

لقد أزال الطبيب معظم الكراسي في منزله وعيادته، حتى أنه يجري عملياته الجراحية واقفًا، وفي حين يسرتخي أفراد عائلته على الأريكة ليلاً، يفعل هو نفس الشيء، لكن على الأرض.

زارت مجلة “فوكوس“، عيادة الطبيب الاستثنائي، الذي أجرى بحوثاً أيضًا حول موضوع الجلوس.

وذكرت الصحيفة، الثلاثاء، بحسب ما ترجم عكس السير، أنه في عيادة الدكتور، بمدينة أوغسبورغ، بالكاد توجد كراسي في غرفة الانتظار، فيما لا يوجد أي كرسي على اﻹطلاق في غرف العلاج.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطبيب يريد تشجيع مراجعيه على عدم الجلوس، وهو نفسه قد ألغى الجلوس تماماً تقريباً من حياته.

والجراح المتخصص في أمراض الأوردة الدموية وأمراض المستقيم (جزء من الأمعاء الغليظة)، لا يجلس حتى أثناء ممارسته للعمليات الجراحية.

حتى في منزل الطبيب أوزفالد، لا يوجد إلا القليل من أثاث الجلوس، فقد صممه منذ 20 عامًا لكي يتناسب مع نفيه للجلوس من قاموسه، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أريكة لأسرته المكونة من أربعة أفراد، حتى أن أن طفلتيه الصغيرتين لا تفضلان الجلوس على الأريكة غالباً، بل تتقافزان عليها، كما يقول الطبيب.

والوقت الوحيد الذي لا يستطيع معه أوزفالد تجاوز الجلوس، هو أثناء قيادة السيارة، لكنه لم يعدم حيلةً لكي يحقق راحته، حيث قام بتثبيت لوحاً خشبياً أسفل الغطاء الجلدي لمقعد القيادة، بحيث يجلس على جسم صلب، ما يعني عدم اراحته لجسده تمامًا، الذي يؤدي إلى إضعافه، بحسب نظريته.

إن الافتراض بأن الجلوس يجعل الإنسان يصاب بأمراض، مثل الدوالي، قد ترسخ لدى الطبيب منذ أكثر من 20 عامًا، من خلال الملاحظتين التاليتين:

– إن مرض الدوالي غير موجود في بعض أنحاء العالم (كما هو الحال في وسط إفريقيا)، فيما يكون منتشراً في الدول المتقدمة، لذلك فإن الاختلافات الجغرافية تمس وتيرة شيوع هذه الأمراض.

– يمكن أن تصيب الدوالي أي شخص تقريبًا، رجلاً كان أو امرأةً، بديناً أو نحيفاً، في البلدان المعرضة لأخطار.

وخلص أوزفالد إلى وجوب وجود عامل مشترك يؤثر على جميع الأشخاص الذين يعانون من الدوالي، والذي يكمن “في الجلوس على الكرسي”، بحسب ما شرح الجراح للمجلة.

ولاختبار أطروحته، قام الطبيب بعدة رحلات دراسية إلى إثيوبيا، التي عادةً ما يجلس سكانها على الأرض، وليس على الكراسي، واكتشف له أثناء اختباراته على بعض السكان، منهم كبار في السن ونساء أنجبن الكثير من الأطفال، أنهم لا يعانوا من الدوالي.

جدير بالذكر أن النتيجة السابقة قد توصل لها أوزفالد قبل وقت طويل من تأكيد بعض الدراسات لافتراضه في السنوات الأخيرة.

وسمى الطبيب دراسته حينها: “الجلوس هو التدخين الجديد”، ومن ضمن ما توصل إليه فيها، أن كل ساعة جلوس تضر بالصحة، وأن من يجلس على كرسي لعدة ساعات في اليوم،  تقصر حياته بشكل كبير.

وقال أوزفالد: “أنا مقتنع بأن الجلوس أكثر ضررًا من التدخين والكحول.. إنه مسبب لأمراض خطيرة”، وأضاف: “الشخص الذي يجلس قليلاً، لن يمرض على الأرجح، ولكن من يريد أن يظل بصحة جيدة، فيجب ألا يجلس على الكرسي أبداً”.

وختم الطبيب أوزفالد بالقول إن تطور الإنسان في الطبيعة على مدى ملايين السنين، تم بدون استخدام كرسي، ما يعني أن عدم الجلوس يمكن الاستغناء عنه دون التسبب بأضرار للإنسان.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها