تفاصيل ضمن 200 صفحة .. مجلس الخبراء : ألمانيا نجحت في تجاوز اختبار ” وطأة موجة اللجوء ” الأخيرة

أفاد مجلس الخبراء بأن ألمانيا نجحت، إلى حد بعيد، بتجاوز اختبار إجهاد وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا في عامي 2015 و2016.

وذكرت القناة الألمانية الأولى “آ إر دي“، الأربعاء، بحسب ما ترجم عكس السير، أن مجلس الخبراء نشر تقريراً، جاء في 200 صفحة، تحت عنوان: “أوقات حافلة: نظرة إلى سياسات الاندماج والهجرة في السنوات الأخيرة”.

ويعتبر مجلس الخبراء، الذي تأسس قبل أحد عشر عامًا، بدعم من سبع مؤسسات ألمانية، مجلساً محايداً من الناحية السياسية، لكنه يقدم المشورة السياسية.

وقال توماس باور، رئيس مجلس الخبراء، إن الحكومة الاتحادية تحاول بصورة مستمرة منذ عدة سنوات تحقيق التوازن في سياسة اللاجئين، فهي تقدم الانفتاح على اللجوء من ناحية، وتتخذ تدابيراً لتقييده من ناحية أخرى.

وأضاف أن الحكومة تسيطر على قضية اللجوء، ولكن في نفس الوقت تدمج اللاجئين ممن يملكون حق البقاء في ألمانيا.

وأكد باور على مساهمة وضع سوق العمل والاقتصاد الألماني بنجاح الاندماج، حيث تظهر الإحصائيات أن حوالي ثلث البالغين من اللاجئين الذين أتوا إلى ألمانيا من الدول الأكثر تصديراً اللاجئين، في عام 2015، شغلوا مقاعد عمل في خريف عام 2018، وعددهم حوالي 370 ألف لاجئ.

وأشار التقرير إلى المشاكل التي واجهت الاندماج، ومن أمثلتها، قلة عدد اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا المنخرطين في تدريب مهني، حيث بلغت النسبة 12% فقط، في عام 2017، وأكثر من 7% منها بدون أجر.

والمثال الثاني لمشاكل الاندماج، هو عدم التحاق حوالي 20% من أطفال اللاجئين برياض الأطفال، نظرًا لعدم وجود أماكن متاحة، أو عدم إدراك بعض عائلات اللاجئين لأهمية رياض الأطفال في اكتساب مهارات اللغة الألمانية.

وخصص مجلس الخبراء، في تقرير العام الحالي، فصلاً خاصاً حول الجرائم التي ترتكب من قبل الأجانب أو ضدهم، وأشار إلى الزيادة الواضحة للجرائم المرتكبة ضد الأجانب، موضحاً أن الشبان الصغار في السن لم يعودوا يحتلون المكان الرئيسي في قائمة مرتكبي جرائم كراهية الأجانب.

وأوصى المجلس بتوسيع استراتيجيات الوقاية من جرائم الكراهية، لتشمل الرجال ذوي الأعمار المتوسطة.

ومن جانب آخر، أوجز التقرير الأسباب المحتملة لارتفاع عدد الجرائم المترتكبة من قبل الأجانب، بالإشارة إلى الزيادة الوسطية الواضحة لنسبة الشبان الصغار في السن بين اللاجئين، والذين ربما كانوا قد عايشوا تجارب عنف في بلدانهم، لكن لم تتوفر للمجلس في هذا الصدد إجابات أكثر دقة.

وقدم مجلس الخبراء توصيةً أخرى تتعلق بتعجيل إجراءات اللجوء والبت بحالات الترحيل، وبرر توماس باور التوصية، بالقول: “إن أوقات انتظار البت في طلب اللجوء، تتفاقم الشكوك المرتبطة بالإحباط وعدم اليقين، ما يمكن أن يعزز الجريمة”.

وحذر مجلس الخبراء السياسيين والمواطنين من التصور الخاطئ للهجرة، التي لا ترتبط باللاجئين إلا جزئياً، مؤكداً أن أكثر من نصف المهاجرين قادمون من دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء عامي 2015 و2016 .

وأثنى المجلس على قانون هجرة العمال المهرة المخطط له، والذي بدأت مناقشته لأول مرة في مجلس الولايات الاتحادي “بوندسرات”، الخميس.

وانتقد المجلس بشدة عدم وجود سياسة أوروبية مشتركة في موضوع اللاجئين.

وختمت القناة بإيراد التقرير أن ألمانيا نجحت إلى حد بعيد في تجاوز اختبار “وطأة” موجة لجوء عام 2015.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها