تعرف على الخريطة الجديدة للبطولات القارية و الدولية
تتجه جماهير كرة القدم إلى متابعة بطولات ومسابقات قارية ودولية ومحلية بصيغة جديدة تؤسس لخريطة كروية نوعية ، وفقاً لما قدمه الاتحاد الدولي والاتحادات القارية من مقترحات تهدف لتعديل نظام العديد من البطولات.
وتؤكد كافة التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين عن هذه الاتحادات بأنه في غضون الأعوام القليلة المقبلة، فإن اغلب البطولات والمسابقات الكروية ستعرف تحولاً هاماً سواء في صيغ إقامتها أو لوائحها الفنية، بالإضافة إلى الأجندة الدولية .
صحيفة “إيلاف” تستعرض في هذا التقرير الخطوط العريضة للخريطة الكروية الجديدة على ضوء الاقتراحات التي تقدمت بها الاتحادات واللجان المعنية في انتظار إقرارها من قبل الجمعيات العمومية.
مونديال بـ 48 منتخباً
أولى ملامح الخريطة الكروية الجديدة تتعلق ببطولة كأس العالم، وهي البطولة الأكبر والاشهر في تاريخ كرة القدم، حيث يقترح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 32 منتخباً إلى 48 منتخباً بداية من مونديال 2022 بقطر.
ومن اللافت في تصريحات رئيس أعلى سلطة كروية، فإنه يسعى الى إقرار هذا التعديل بداية من بطولة كأس العالم القادمة، حيث بدا في حديثه وكأنه القرار في هذا الشأن قد تم حسمه، بعدما تطرق في الحديث عن البلدان الخليجية التي قد تحتضن عدداً من مباريات كأس العالم لمساعدة قطر على تنظيم البطولة، على اعتبار ان العاصمة القطرية جهزت لاستضافة مونديال من 32 منتخباً فقط.
وكان مقترح رئيس الاتحاد الدولي قد لاقى انتقادات واسعة لكون رفع عدد المنتخبات من شأنه ان يؤثر على المستوى الفني للبطولة خاصة في دور المجموعات من خلال تواجد منتخبات ضعيفة .
ويُصر إنفانتينو على نجاح اقتراحه ، حيث يمضي قدماً في مسعاه متسلحا بدعم الاتحادات الصغيرة التي ترى في هذا المقترح فرصة لمنتخباتها بتعزيز فرصتها في بلوغ النهائيات، فيما أيدت بعض الاتحادات البارزة لهذا المقترح على اعتبار بأن تواجد 48 منتخباً في البطولة سيضمن حضوراً أكبر للجماهير في مباريات المنتخبات الكبيرة، بعدما شهدت الدورات السابقة غياب بعضها مثلما كان عليه الحال بغياب هولندا وإيطاليا عن مونديال 2018 بروسيا .
كما سيشهد المونديال القطري تغييراً في توقيت إقامة المباريات عما اعتادت عليه الجماهير، بعدما تقرر أن تنطلق البطولة في فصل الشتاء بدلا من الصيف للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بسبب المناخ السائد في الخليج .
كأس عالم جديدة للأندية
يعكف الاتحاد الدولي لكرة القدم بقيادة رئيسه جياني إنفانتينو على إيجاد وسيلة بإستمرارية مونديال الأندية وتطويرها دون تأثيرها على الأجندة الدولية .
وكانت بطولة كأس العالم للأندية قد انطلقت في نسختها الأولى عام 2000 بالبرازيل، ثم توقفت 4 أعوام بسبب إفلاس الراعي الرسمي للبطولة، ثم أعيد إطلاقها عام 2005 لتستمر حتى الآن، وسط مشاركة لأبطال القارات الخمس.
ويقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم إقامة مونديال الأندية كل أربعة أعوام بداية من عام 2021 ، بمشاركة 24 نادياً، على ان يتم تنظيم البطولة في فصل الصيف خلال الأعوام الفردية حتى لا تتعارض إقاماتها مع إقامة بطولتي كأس العالم وكأس أمم أوروبا للمنتخبات، وذلك خلال الفترة من 17 يونيو وحتى الرابع من شهر يوليو.
وقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم مقترحاً يتوافق مع توجهات الأندية الأوروبية الكبيرة، من خلال رفع العائدات المالية في البطولة ، ووضع روزنامة خاصة تجعل البطل والوصيف يكتفيان بخوض خمس مباريات فقط مما يقلص من مدة البطولة، وذلك من خلال تقسيم الأندية إلى ثماني مجموعات تحتوي كل مجموعة على ثلاثة اندية .
هذا وتؤكد تقارير إعلامية بأن الأندية الأوروبية والاتحاد الأوروبي لا يعارضان هذا المقترح ، ولكنهما يطالبان بإقراره بعد عام 2024 أي في عام 2025 بدلا من 2021 ، حتى يتمكن الاتحاد القاري من ترتيب اوراقه ووضع اجندة جديدة لمسابقاته تتماشى مع مقترح الاتحاد الدولي.
“سوبر ليغ” بدلا من دوري أبطال أوروبا
أجرى الاتحاد الأوروبي بدوره تعديلات وتغييرات على مسابقاته ، ليرسم لنفسه خريطة كروية جديدة ضمن سياق تعزيز مكانة بطولاته لدى الجماهير والرعاة لضمان عائدات مالية أكبر .
وكان الاتحاد الأوروبي قد نجح في وضع حد لإقامة المباريات الودية التي اثرت سلباً على علاقاته مع الأندية الكبيرة ، خاصة في مسألة تعويض إصابات اللاعبين، وذلك في أعقاب إطلاقه مسابقة دوري الأمم الأوروبية، مما ساهم في تقليص عدد المباريات الرسمية في السنة .
ويتجه الاتحاد القاري لإدخال تعديلات وتغييرات على مسابقة دوري أبطال أوروبا من خلال عقد ورش عمل مع رابطة الأندية الكبيرة لإقامة بطولة جديدة تحمل مسمى “سوبر ليغ” ، تنطلق بداية من عام 2024 ، ويشارك فيها 32 نادياً، يتم خلالها إقصاء أربعة أندية فقط من دورة لأخرى مما يضمن للأندية الكبيرة فرصة افضل للمشاركة الدائمة في البطولة، على ان تقام مبارياتها بنهاية الأسبوع يومي السبت و الأحد بدلا من منتصفه، يومي الثلاثاء و الأربعاء.
كما يتجه الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق مسابقة قارية ثالثة في عام 2021 تحل محل دوري أبطال الكؤوس التي ألغيت في عام 1999 ، وذلك بهدف منح فرصة المشاركة أمام الأندية متوسطة المستوى، حيث يبدو بأن اتحاد اللعبة القاري يمهد بذلك لفصل الأندية الكبيرة في الدوريات الكبرى عن بقية أندية الدوريات الصغيرة.
وكان الاتحاد القاري قد نجح قبل سنوات في إقرار إقامة نهائيات كأس أمم أوروبا في بلدان أوروبية مختلفة بدلا من تنظيمها في دولة واحدة أو من خلال تنظيم مشترك ، كما حدث في دورات 2000 و 2008 و 2012 ، حيث ستشهد بطولة كأس أمم أوروبا 2020 إقامتها في 12 مدينة من 12 بلداً مختلفاً ، مما يعزز من الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية للبطولة مع الإبقاء على نفس النظام المتعلق بالمنافسات.
دوري الأمم الإفريقية
أبدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم رغبة في محاكاة تجربة الاتحاد الأوروبي ، حيث يعتزم إطلاق بطولة دوري الأمم الإفريقية، وذلك في إطار خططه لإصلاح البطولات في “القارة السمراء” ، وجلب رعاة اكبر يضمنون إيرادات اهم للاتحاد الإفريقي والاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه.
وبحسب الرئيس الملغاشي احمد احمد، فإن الاتحاد الإفريقي يعمل بجدية لتطبيق مقترح دوري الأمم الإفريقية ضمن مساعيه لإلغاء المباريات الودية وتعويضها بمنافسات رسمية تجلب اهتماماً اكبر ، مؤكداً بأن الاتحاد القاري يعكف على دراسة المقترحات الخاصة بنظام البطولة بعدما حصل على دعم الاتحادات الوطنية لإطلاق المشروع.
هذا وتشهد “القارة السمراء” هذا العام إقامة بطولة كأس أمم إفريقيا للمرة الاولى في فصل الصيف، والتي تحتضنها مصر خلال شهري يونيو و يوليو، حيث كانت سابقاً تقام في شهر مارس ثم تحولت إلى شهري يناير و فبراير ضمن الأعوام الزوجية، التي كانت تتزامن مع إقامة بطولتي كأس العالم و كأس أمم أوروبا لغاية نسخة عام 2013.
لوائح جديدة في كرة القدم
أعطى المجلس العالمي لكرة القدم موافقته النهائية للاتحاد الدولي لكرة القدم لتجسيد المقترحات الجديدة الخاصة بلوائح كرة القدم على ان يشرع في تطبيقها في غضون المواسم القليلة القادمة .
وتتضمن اللائحة الجديدة تعديلاً في تنفيذ ركلات الجزاء والحالات الخاصة باحتساب أهداف اليد ، بالإضافة إلى تبديلات اللاعبين وخروج الحارس من مرماه .
واصبح اللاعب المستبدل بإمكانه ان يخرج من اقرب منطقة بدلا من خروجه من منتصف الملعب القريب من دكة الاحتياط ، كما تمنح اللوائح الجديدة للحكم صلاحية إشهار البطاقات الصفراء والحمراء لأعضاء الجهاز الفني ومعاملتهم مثل اللاعبين.
كما منحت اللوائح فرصة إضافية لحارس المرمى اثناء تنفيذ ركلات الجزاء، فأصبح غير مجبر على وضع القدمين معاً على خط المرمى ، حيث أصبح بإمكانه وضع واحدة فقط ، مع منحه الفرصة لتمرير الكرة إلى زميله قبل ان تخرج من منطقة الجزاء اثناء تنفيذ ركلات المرمى.
تعديلات أخرى
يبدو ان عام 2019 سيشهد الإعلان عن تعديلات جديدة تحاكي ما سبق وتم الإعلان عنه، وهي تعديلات تهدف إلى الحصول على رعاية أكبر لأي بطولة مهما كان حجمها.
وفي هذا الصدد، أقر الاتحاد الإسباني تعديل مسابقتي كأس الملك وكأس السوبر ، على ان تقام مسابقة “السوبر المحلي” خارج إسبانيا وتشارك فيها أربعة اندية بدلا من ناديين مثلما هو معمول به حالياً بإجراء مباراة واحدة على ملعب محايد أو مباراتي ذهاب وإياب بين بطل الدوري والكأس.
وتضمن النظام الجديد للمسابقة مشاركة البطل ووصيفه في المسابقتين، وفي حال كان بطل الدوري ووصيفه هما البطل والوصيف في الكأس، فإنه تعطى فرصة المشاركة لفريقين من الدور النصف النهائي.
اما مسابقة كأس الملك في الموسم القادم (2019-2020) ستعرف صيغة جديدة عنوانها إلغاء نظام الذهاب والإياب الذي تعترض عليه الأندية الكبيرة خاصة برشلونة وريال مدريد بسبب زيادة عدد المباريات في الموسم، مما يعرض لاعبيها للإرهاق.[ads3]