دراسة : فطريات تصيب و تقتل اليرقات تعالج مرض هشاشة العظام لدى الإنسان ( فيديو )
يبحث مجموعة من العلماء في مكونات وخلايا اليرقات التي قد تكون مفتاح صنع المسكنات المضادة للالتهابات لعلاج هشاشة العظام. الأبحاث الأولية أظهرت وجود مادة تنتجها الفطريات الطفيلية التي تفترس على هذه الحشرات.
في جبال التبت، تبحث العائلات عن الفطريات الطفيلية المراوغة المسماة كورديسيبس. والفطريات هو طفيلي، يفترس اليرقات. يمتص جميع العناصر الغذائية لليرقة في الصيف ويستخدم هيكل جثتها بعد موتها في فصل الشتاء.
هذا الطفيلي ينمو على ارتفاعات تزيد عن 3500 متر وهو مكون أساسي جد مطلوب في الطب الصيني التقليدي. يفضل كورديسيبس مناخًا دافئًا ورطبًا وهذا ما يجعله يظهر على هذه الحشرات التي تعيش عادةً في المناخات المدارية الحارة والرطبة.
توجد أنواع مختلفة من الفطريات، ولكن الطفيلي الذي يجذب إهتمام العلماء يعرف باسم “كورديسيبس سينينسيس” لفائدته الكبيرة في معالجة إلتهاب المفاصل، هناك نوع آخر يسمى كورديسيبس ميليساريس الذي يعتقد أنه يحتوي على المركب اللازم للتخفيف من أعراض المرض.
البروفيسور كورديليا دي مور سافرت إلى مناطق الشرق الأقصى لدراسة أنواع الفطريات ولدى عودتها إلى جامعة نوتنغهام استخدمت المركب المسمى كورديسيبين في دراسة أجريت على الفئران والجرذان المصابة بإلتهاب المفاصل. درجة الإصابة بين الحيوانين كانت مختلفة عن قصد، حيث كانت الفئران مصابة بشكل حاد في ركبهم، بينما كانت الجرذان في مرحلة مبكرة.
كان العلماء على علم منذ خمسين عامًا بأن كورديسيبين له خصائص طبية ، لكن لم يتم تطويره كدواء لأنه متوفر بالفعل كملحق.
اختبرت فرق البروفيسور دو مور هذه المكونات المتوفرة على الفئران والجرذان وتوصلوا إلى أن المكونات النشطة والتي تحتوي على تركيزات منخفضة للغاية من هذه المادة لا تفعل أي شيء. على عكس المكونات التي تسجل إرتفاعا في تركيز كورديسيبين. فالمخابر الكيميائية قامت بصناعة العديد من الأدوية المضادة للالتهابات ومسكنات الألم بدرجات متفاوتة حين أدركت أن مرض هشاشة العظام مرض شائع.
تعتبر منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام السبب الأكثر شيوعًا للإعاقة لدى كبار السن، حيث تظهر لدى 10 إلى 15 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا علامات المرض إلى درجة أقل أو أكبر.
تصبح الغضاريف لدى المصابين بمرض التهاب المفاصل العظمي قشارية وتنكسر في السائل الزليلي الذي يشحم المفصل بعض الأجزاء الخشنة والصغيرة. هذه الحالات تؤدي إلى تهيج و إلتهاب وتسبب في النهاية فقدان الغضاريف مما يجعل عظام المفاصل عرضة للخطر.
لتطوير هذا الدواء المستقبلي، يحتاج الباحثون إلى رفع كميات الكورديسيبين النشط المشتق من الفطريات، غير أن هذا الأمر يبقي صعبا لأن كميات الكورديسيبين تنخفض تلقائيا بمجرد إزالته من الحشرة المضيفة ومن الصعب إعادة إنتاجه في المختبرات.
لا تزال هناك أجزاء كثيرة من عملية إنتاج الفطريات كورديسيبين التي لا يفهمها العلماء تمامًا وهم بحاجة لمعرفة أي الأجزاء الأكثر نشاطا، وفهم كيف يعمل هذا الفطر في بيئته الطبيعية البدء في صنع نسخة معدلة في المختبر.
هذه الفطريات لا تصيب دائما الحشرات، وربما يكمن السؤال هنا. لماذا تصيب هذه الفطريات الحشرات؟ وكيف تقوم بإنتاج الكورديسيبين. (euronews)
[ads3]