” الهروب من فخ الفقر ” .. رغم التحسن ما زالت هناك فئات مهددة في ألمانيا

على الرغم من أن الوضع الاقتصادي في أوروبا، والذي تحسن في الفترة الأخيرة، وتجاوز ملايين الأوروبيين من العديد المصاعب المالية، حتى في ألمانيا، إلا أن التهديدات ما تزال تواجه بعض الفئات.

وقالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن وكالة الإحصاءات الأوروبية “Eurostat”، قدمت أرقامًا جديدة، حول ما يسمى بالحرمان.

ويستخدم الإحصائيون هذا المصطلح، لوصف الحرمان غير المرغوب فيه، والذي يرتبط بالأشياء المادية، مثل شراء غسالة، أو المعاناة من الاقصاء الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل غير قادر على الذهاب إلى المدرسة، لأنها مكلفه بالنسبة للوالدين، فهذا أيضًا تعبير عن الفقر.

ووفقًا لوكالة الإحصاءات الأوروبية، كان هناك مليونان و757 ألف شخص، يعانون من بالحرمان المادي والاجتماعي في ألمانيا، العام الماضي، وهذا العدد يمثل نسبة 3.4% من السكان، بينما يتم تعريف الفقر النسبي بأن يكون الشخص يكسب من وظيفته أقل من 60% من متوسط الأجور.

ويبلغ إجمالي عدد الأشخاص المحرومين مادياً في الاتحاد الأوروبي 31 مليون شخص، وهذا يعني أن هؤلاء الناس لا يستطيعون تحمل الأعباء المادية لأربعة أمور على الأقل من الأشياء الطبيعية في حياتهم اليومية، مثل دفع الفواتير في الوقت المحدد، وتدفئة المنزل، وتحمل نفقات غير محتسبة خلال الشهر، وتناول الطعام بانتظام، سواء كان ذلك لحوماً أو أسماكاً أو ما يعادلها من الطعام النباتي، أو حتى شراء تلفزيون، أو غسالة، أو سيارة، أو هاتف.

ويمثل إجمالي 31 مليون شخص يعاني من الحرمان المادي، نسبة 6.2% من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي، لذلك يعتبر الفقر منتشراً بطريقة أكثر شيوعاً في جميع أنحاء أوروبا، مما كانت عليه في الجمهورية الاتحادية.

ومع ذلك فإن عدد الـ 31 مليون يتحسن بشكل ملحوظ مقارنة بأوقات سابقة، فمثلاً خلال ذروة أزمة ديون اليورو في عام 2012، كان يعاني 49.5 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي من الحرمان المادي، وكانت النسبة في ذلك الوقت حوالي 10%.

يقول كلاوس-هاينر رول، الاقتصادي في معهد الأعمال الألمانية: “يرتبط الفقر ارتباطًا كبيرًا بالبطالة”، في عام 2018، كان هناك 33.4 مليون شخص يعملون في جمهورية ألمانيا الاتحادية، أي أكثر بأربعة ملايين من عدد العاملين في وقت الأزمة الأوروبية عام 2012.

وبالإضافة إلى البطالة، يعتبر واحداً من أكبر مخاطر الفقر، أن يكون لدى عائلة عدد كبير من الأطفال.

ويؤكد أدولف باور، رئيس الجمعية الاجتماعية الألمانية “SoVD”: “على وجه الخصوص، يعاني العاطلون عن العمل لفترة طويلة من الحرمان المادي، أما المتقاعدون فغالباً ما يعيشون في فقر مدقع”.

ومن أجل تغيير ذلك كله، كانت ألمانيا بحاجة إلى سياسة سوق عمل أفضل، ولذلك يجب أن تتبع السياسة هدف خلق وظائف تكون خاضعة لمساهمات التأمين الاجتماعي.

ويشكو العديد من السياسيين الاجتماعيين من أن خطر الحرمان المادي لم ينخفض في ألمانيا كما هو مزعوم، على الرغم من التحسن الذي حدث على مدار عدة سنوات.

ومن ناحية أخرى، فإن الحرمان المادي يتعلق أيضًا بالتدفق القوي للاجئين في عامي 2016 و2017، حيث أن اللاجئين معرضون للحرمان المادي، لأنهم لا يستطيعون دفع تكاليف معيشتهم، بسبب نقص المهارات اللغوية عندهم ونقص مؤهلاتهم.

وداخل أوروبا، يعيش أكبر عدد من الفقراء في إيطاليا، حيث يعيش هناك خمسة ملايين شخص، يعتبرون محرومين مادياً، لكن في أحد بلاد الجوار، تركيا، يعتبر الأمر أكثر تطرفًا، ففي تركيا، ووفقاً ليوروستات، هناك 23 مليون شخص محرومون مادياً، أي أكثر من ربع السكان.

وتعتبر نسب الحرمان المادي قليلة داخل الاتحاد الأوروبي في دول مثل السويد ولوكسمبورغ وسويسرا، أما في ألمانيا فتعتبر نسبة الحرمان المادي متوسطة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها