شريحة إلكترونية تكشف باكراً عن أدوية الأم الضارة بالجنين

تتناول الأم الحامل الكثير من الأدوية الخاصة بصحتها، والكثير من المواد الأخرى التكميلية والأغذية التي قد تضر بصحة الجنين.

ويلجأ الأطباء إلى تجارب مختبرية طويلة ومعقدة على الحيوانات بهدف الكشف عن مضار هذه المواد على الجنين، وغالباً ما يكون الكشف متأخراً ويتسبب بأضرار مختلفة للمرأة الحامل والجنين في رحمها.

إذ تحتاج النساء الحوامل، المصابات بمختلف الأمراض، إلى الكثير من الأدوية والعقاقير التي لا غنى عنها مثل المضادات الحيوية والانسولين (السكري) والكورتيزون… إلخ.

ولا يجازف الأطباء بوصف هذه الأدوية خلال الحمل إلا بعد التأكد من عدم إلحاقها الأضرار بالجنين.

ولهذا فقد عمل العلماء من قسم “الأنظمة البيولوجية” في جامعة زيورخ على تطوير شريحة بيولوجية إلكترونية خاصة بالكشف المبكر عن مضار مختلف العقاقير والمواد التي تتعاطاها الأم على الجنين.

ويقول العلماء إن الفحص المختبري بسيط وسريع، كما انه يجنب الحيوانات الأليفة (وخصوصاً الأرانب والفئران) إجراء التجارب عليها.

عممت جامعة زيورخ بلاغاً صحفياً يقول ان الفحص غير مكلف، ويشمل عدداً واسعاً من المواد، كما يمكن أن يكشف عن مضار أكثر من مادة واحد على الجنين في كل مرة، بحسب صحيفة “إيلاف”، وستكون الشريحة البيولوجية من زيورخ تحت تصرف شركات إنتاج الأدوية كي تختبر الأدوية عليها وتنتج الأدوية غير الضارة بالأجنة.

خلايا جذعية وأخرى كبدية

واقع الحال ان الشريحة الجنينية البيولوجية من سويسرا هي تطوير لتقنية “امبرويد بوديز Embryoid Bodies” التي تستخدم الخلايا الجذعية للفئران في اختبار تأثير المواد على الجنين. إلا ان البروفيسور اندرياس هيرلمان وفريق عمله استخدموا خلايا جذعية وكبدية مستمدة من الإنسان في فحصهم المبكر عن مضار المواد التي تتعاطاها الأم على جنينها.

وكتبت الدكتورة جوليا بوس، من فريق العمل، في مجلة “ادفانسد ساينس” ان هناك الكثير من المواد غير السامة للجسم عادة، إلا أنها تتحول إلى مادة سامة بعد دخولها في دورة الاستقلاب في الجسم وخصوصاً في الكبد. ويتيح الفحص المختبري الجديد التعرف على هذه المواد بسرعة وقبل استعمالها من قبل الأم الحامل.

الجسم على شريحة

يجري الفحص الجنيني الجديد من بدايته إلى نهايته على شريحة الكترونية واحدة تحتوى على الخلايا الجذعية.

وتتألف هذه الشريحة من أنسجة كروية مجهرية تحتوى على الخلايا الكبدية البشرية والخلايا الجنينية.

ولايزيد قطر هذه الكريات عن نصف ملليمتر وتتوزع في عدد من الحجيرات الصغيرة التي ترتبط مع بعضها بواسطة أقنية نانوية. وتضمن هذه الأقنية انتشار وتوزيع السوائل بين الحجيرات المنمنمة، وبين الخلايا التي فيها، وهذا مهم جداً للفحص.

وأضافت بوس ان فريق عملها هو الأول في العالم الذي يستخدم طريقة “الجسم على الشريحة” ويمازج الخلايا الكبدية والجذعية في شريحة بيولوجية الكترونية.

ويحاكي هذا المزيج من الخلايا تماماً التغيرات السمية التي تجري على المواد التي تتناولها المرأة الحامل من خلال عملية الاستقلاب.

الفرق الآخر عن الفحوصات البيولوجية المختبرية السائدة، هو ان الفحوصات السابقة تفصل بين التأثيرات الميتابولية على المواد، عن التأثيرات الخلوية الجنينية، في حين ان الفحص الجديد يفعل ذلك.

الميزة الأخرى للفحص أنه يكشف تأثيرات المواد المختلف التي تتناولها الأم على خلايا كبدية بشرية، في حين تستخدم الفحوصات الأخرى خلايا جنينية مستمدة من الفئران.

ومعروف ان تأثير المواد المختلفة على الفئران قد يختلف عن تأثيره في الإنسان. ومن الواضح ان الفحص الجديد يتيح للأطباء استخدام الأدوية في الأم الحامل دون تأخر قد يضر بصحتها وصحة الجنين.

نتائج مضمونة

للتأكد من دقة النتائج في شريحة مزيج الخلايا الجنينية والكبدية، استخدم البروفيسور اندرياس هيرلمان وفريق عمله مادة سايكلوفوسمايد. وهي مادة تستخدم في العلاج الكيمياوي ومعروف عنها انها غير ضارة بالجسم، غير أنها تتحول إلى مادة سامة لخلايا الجسم بعد مرورها في عملية الاستقلاب في الكبد.

وكشف الفحص الجديد خطر هذه المادة عند تحولها إلى مادة سامة في حين فشلت الفحوصات التقليدية من “امبرويدز بوديز” في الكشف عن مخاطر هذه المادة. ويكمن سر هذا النجاح طبعاً في استخدام الخلايا الكبدية البشرية في الفحص.

كما نجحت شريحة الخلايا الجذعية الجنينية والكبدية في الكشف عن مخاطر مادة سايكلوفوسمايد رغم استخدامها بجرعات أصغر تمثل ربع الجرعات التي استخدمت في التجربة الأولى.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها