نجاح عملية زراعة أرحام قابلة للإنجاب .. حدث طبي نادر في ألمانيا

بعد الولادة الناجحة التي شهدها مستشفى توبنغن الجامعي للنساء، وذلك بعد خضوع الأمهات لزراعة رحم سابقة، وصف المدير الطبي للمستشفى الجامعي ديتليم فالفينر الأمر بأنه “حدث رائع”. وقال “نجحنا في مساعدة طفلين على إبصار نور العالم”، واصفا الحدث بـ”التقدم الكبير للأبحاث الطبية. ويمثل فصلا جديدا في جراحة زرع الأعضاء”.

وفي آذار/ مارس وأيار/ مايو من هذا العام، وُلد طفلان يتمتعان بصحة جيدة في ذات المستشفى الذي شهد سابقا زراعة رحم لأميهما. وشارك في عمليات زرع الرحم في المستشفى الجامعي أطباء من السويد، والذين يعتبرون روادا في مجال زراعة الرحم في العالم. ولغاية الآن فقد شهد العالم حوالي 40 عملية زراعة رحم من هذا النوع، تكلل حوالي عشر منها بولادات ناجحة.

وتوضح الأستاذة سارة بروكر، مديرة معهد البحوث الصحية للمرأة في المستشفى الجامعي في توبنغن، أن هذا الإنجاز الطبي يساعد النساء اللواتي يعانين من خلل في الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تعاني العديد من الفتيات حديثات الولادة من خلل وراثي يتعلق بعدم وجود مهبل كامل ورحم. وبينت بروكر أن حوالي واحدة من بين 4500 فتاة حديثة الولادة لديها هذا العيب الوراثي النادر. وتوضح “إنه يتعلق بالفتيات اللائي يولدن مع الشفرين ، ولكن بدون المهبل والرحم” المعروف باسم متلازمة ماير روكاتينسكي-كوستر-هاوزر.

وبينت الطبيبة أنه في ألمانيا وحدها يعيش حوالي 8000 فتاة تعانين من هذا الأمر، وبالرغم من وجود مبايض وإنتاج طبيعي للهرمونات، إلا أنهن لا يحصلن على فترة حيض. وتشكل هذه العملية فرصة لاستعادة هؤلاءالفتيات لثقتهن بأنفسهن، بحسب بروكر التي تقول بأن الرائع في زراعة هذا النوع من الأعضاء “لا يجعل الفتيات سيدات مكتملات الأنوثة فحسب، بل أيضا أمهات”.

وتشمل زراعة الرحم عدة خطوات، تحددها طبيعة الحالة المرضية ، وكيفية تطور هذا الخلل الوراثي داخل الفتاة، بيد أن الخطوات الأولى تكون عادة بزرع مهبل صناعي، ومن ثم زراعة رحم ( تحصل الفتاة عليه من خلال التبرع) داخل الجسم لتكون قادرة على الإنجاب. وعلى أية حال فإن التلقيح يجب أن يتم بصورة مخبرية وذلك لضمان زرع البويضة في المكان المناسب وتجنب حدوث تلف أو تهتكات في الجسم، ومن أجل حماية الرحم والمهبل ، يجب أن يولد الأطفال أيضًا بعملية قيصرية بحسب وصف المدير الطبي لمستشفى توبنغن الجامعي ديتليم فالفينر. وتبقى التكاليف المادية عائقا للبعض حيث تكلف عملية كهذه حوالي 50 ألف يورو، بيد أن فالفينر لا يراها مرتفعة مقارنة بعملية زرع الكلى أو أية أعضاء أخرى. ويوضح أنه وبعكس عملية زراعة الكلى على سبيل المثال فإن المخاطر والأعراض التي قد تواجهها الفتاة بعد إجرائها زراعة رحم هي أقل بكثير.

وردا على سؤال حول ما إذا كان لدى الأطباء مخاوف أخلاقية، نظرًا لاستخدام أعضاء لأشخاص على قيد الحياة كمتبرعين، قال أوربان فيزنغ ، مدير معهد الأخلاقيات بجامعة توبنغن: “يحصر القانون التبرعات الحية في العمليات التي تنقذ حياة المريض، أو “أمراض خطيرة لتخفيف حالة”. وبالتالي، من الواضح أن زراعة الرحم ستكون ضمن ” قانون زرع الأعضاء” المفيدة بحيث ينقذ الناس ويظهر “مهمة الطب الحقيقية”. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها