بيعوا سوريا للشيطان لكن ارحمونا من هذا الشيطان !

من الطبيعي جداً اليوم أن تدخل أي وزارة أو دائرة حكومية أو حتى مستشفى لتفاجأ بموظف بـ«الشيال» وهو يرفع كلتا رجليه على الطاولة بوجهك (أكرمكم الله جميعاً)، ويحتسي كأساً من «المتة» والويل كل الويل لك لو بادرته بأي سؤال أو حتى لو ألقيت عليه تحية الصباح فلن تعلم بأي فرع أمني ستقضي بقية عمرك، فيما الفوضى والوسخ والقمل والقمامة والروائح الكريهة تنتشر في أرجاء المكان، حتى لو كنت تزور مستشفىً للأطفال، وعلى ذكر المستشفيات هل تعلم أنه يُطلب من مريض بحالة إسعافية أن يذهب ويشتري بنفسه الضمادات والأدوية من صيدليات مرتبطة بمافيا المشفى وكيساً من الدم لأن المشفى لا تقدم له سوى شهادة الوفاة على الأغلب لأن المدير السابق الذي يتنعم بمليارات المشفى قد سرقها وتم تكريمه من بشار الأسد وأمـّن الحماية له من الملاحقة القانونية لأنه من الحاشية ومن أطراف و«حباشات» بني لبوة ولا يتجرأ جهاز بالدولة أن يقترب منه.

وما إن يدخل المواطن الفقير أي مؤسسة حكومية حتى يخضع معها لسلسلة من الابتزاز والتشليح والسعي للحصول على الموافقات الأمنية من هذا الفرع أو ذاك، إنه كابوس مرعب يعيشه السوريون من عقود طويلة وسنوات، فهذه الطغمة والشرذمة الطائفية الفلاحية الريفية الفظة التي تتسم بالغباء والتقتير الشديد والرعونة والضحالة المعرفية وضيق الأفق وقصر النظر لم تنجح حتى في إدارة فندق، وكل الفنادق السورية العالمية اختفت وصارت أشبه بمخافر وفروع أمنية يديرها مخبرون وأزلام محسوبون على النظام ومن أقاربه غير مؤهلين علمياً ولا مهنياً، وقد عهدت لهم من باب التنفيعة والمحاصصة و«الكوتا» العائلية فأفلست وانهارت وسحبت الشركات المالكة الاعتراف بها وتصنيفها لأن نظام المخابرات الفاشي المتخلف والتعفيش والتعفير لم يستطع أن يدير فندقاً محترماً فكيف يدير بلداً معقداً ومركباً؟

هذا هو حال الوزارات والمؤسسات العامة والدوائر التي تديرها وتشرف عليها عصابات بني لبوة المعروفة بسوريا الأسد وأجهزتها الفاشية التي يديرها جنرالات شبه أميين وفدوا إلى أجهزة الدولة ودخلوها من خلفيات ريفية وقرى جبلية نائية وترقوا بمؤسسات الدولة واحتلوا مناصب عالية فقط لمجرد قربهم من النظام، وهذه المؤسسات الحكومية التي تديرها وتملكها وتتناهبها وتتقاسمها شراذم من عصابات ومافيات نهبوية سرقت البلد وأفرغت خزائنه تماماً، وبات المواطن السوري مصنفاً، بعدها، كأفقر إنسان بالتاريخ، بدخل يومي أقل من نصف دولار فيما المعدل العالمي هو دولاران لأفقر بلدان العالم كالصومال وميانمار فيما تحول السواد الأعظم من شعبها إلى بائعي أوراق نصيب، وسائقي سيارات عمومي وماسحي «..».، وعاطلين عن العمل ومتسكعين ولاجئين بدول الجوار بحثاً عن اللقمة المغمسة بالدم والذل والعار هرباً من جور وظلم وقهر وتسلط مافيات وعصابات بني لبوة حيث بلغ عدد المطلوبين للأجهزة الأمنية وفق تسريبات خاصة لـ«15» مليون سوري جلهم مطلوب لبشار الأسد.

ومع هذا الحال والواقع المتردي، تحولت الدولة ومؤسساتها إلى ملكيات خاصة لأصحابها، و«مزاريب» ذهب تدر المليارات على مالكيها الجدد من العائلات والعصابات والشخصيات المرتبطة عضوياً بالنظام الفاشي منذ تأسيسه على يد المقبور المؤسس لشبكات اللصوص والجواسيس فيما سمّي بالحركة التخريبية المباركة، وتعمل هذه المؤسسات من بابها لمحرابها لخدمة صاحبها ومالكها ومديرها وحاشيته وزبائنه، ومن ثم، ليهرب مديريها أو وزيرها «المقاوم» بالنهاية، إلى إحدى الدول الإمبريالية والصهيونية ويتركها خاوية على عروشها، و«خرابة» تصفر فيها الرياح وتنعق فيها الغربان.

هذه هي الصورة المأساوية القاتمة السوداء، ولا مبالغة البتة، لسوريا الأسد التي تديرها هذه العائلة الفاسقة الباغية المجرمة، وتديرها وكأنها مزرعة خاصة توزع فيها المناصب والوزارات بناء على اعتبارات القرابة من هذه العائلة ولمن يخدمها حتى باتت وزارات الدولة توزع محاصصة فرئيس فرع أمني له كذا مديرية، والوزير الفلاني له معمل كذا، أما مدير هذه الإدارة الأمنية فله كذا، وعضو القيادة القطرية له جوائز الترضية التالية، ورئيس تلك العصابة يحظى بهذه المزايا، وزعيم تلك المافيا له هذه المزرعة والإقطاعة التي يتصرف بها وبكوادرها وميزانيتها كمزرعة وملكية خاصة، وهكذا توزع المناصب وفقاً لثقل وأهمية المسؤول بدءاً من البواب ببلدية بقرية، وصولاً إلى رئاسة مجلس الوزراء فكله محسوب بالشعرة والقيراط فيما يجوع 95٪ من شعبها ويهجرها شبابها وعقولها وخيرة خبراتها الذين لا يجدون مكاناً لهم في هذا المستنقع الآسن والبازار الموبوء بشتى أنواع المزايدات والمساومات والمقايضات.

كل هذا الكلام وسواه الكثير، مما يضيق به الحيز والمقام، يخطر بالبال، اليوم، مع الحديث المتداول والزوابع السجالية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حول منح روسيا حق إدارة مرفأ طرطوس وما قيل أيضاً عن منحهم حق إدارة مطار دمشق الدولي بعد انهيار الدولة السورية وتفكك بناها التحتية وإفلاسها وعجزها، بالتالي، عن تقديم أي شيء للمواطن السوري سوى فذلكات بشار لبوة الخاوية. وفي استطلاع أجري على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، حول الأمر، وشاركت فيه عينة متباينة وشرائح غير محددة من السوريين طُـلب من المقترعين الإجابة على ما يلي:

أيهما تفضل أن يبقى مطار دمشق الدولي وكراً للمخابرات والفساد وإرهاب السوريين أم تأخذه روسيا وتحوله لمطار محترم؟

وشارك بالاستطلاع حوالي 1300 مشارك أجمع، وعبـّر 98٪ منهم على رغبتهم بأن تأخذه حتى روسيا كقوة احتلال، وجاءت النتائج صادمة ومرعبة لجهة غياب والافتقار لأي دافع «وطني» و انعدام أية رغبة بالعودة للإدارة الأسدية ومعاييرها المافيوزية التافهة المعهودة التي دمرت البلاد وشردت العباد في الأمصار والأكوان، والمهم، كما يوحي ويظهر باطن الاستطلاع وظاهره، ألا يبقى البلد بيد وتحت سلطة ورحمة بني لبوة، ولسان حالهم يقول أعطوا سوريا للشيطان، وإبليس والجن والعفاريت الزرق والصفر والحمر المهم ارحمونا وأنقذونا من الشيطان الرجيم الوريث المتفذلك القاصر المعتوه البليد المهرج المهزلة المعاق الذي لم يقدم لسوريا وشعبها الذي توشّح بالسواد سوى الدم والدموع والموت والأسى والخراب والدمار.

فيصل القاسم – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫26 تعليقات

  1. اصبت ياقاسم وأقسم بالله هؤلاء الجراثيم كثير عليهم وصف حيوانات همج لا دواء لهم الا الإزالة من الجذور

  2. حلو الكلام بس ياسيد فيصل انتبه لكلامك شوي مفكر كل ماعليت السقف وسبيت النظام بحقلك تحكي شو مابدك مفكر حالو صار شئ بطل تاريخي انت انتهازي ابن انتهازي مثلا قلت:((وفدوا الى اجهزة الدولة ودخلوها من خلفيات ريفية وقرى جبليه نائية)على اساس حضرة فيصل القاسم هوي امه سليلة الملكه ماري انطونيت وابوه ابن عمها لملكة بريطانيا العظمى ماهو عارف انو هوي كمان كان بعثي انتهازي وراح اتعلم على حساب الدوله في بريطانيا ولم يعد ليكرس علمه للجامعه التي ارسلته ليكمل تعليمه على حسابها يعني انت حرامي وسارق متل الاخرين يلي عم تحكي عنهم يعني لو مارحت بعثة على بريطانيا كنت هلق مستلم شئ منصب بالجامعه ومتشبح متل الاخرين بعدين حضرت مانك من قرى ريفية نائيه او يمكن نسيت حضرتك من وين يمكن مفكر حالك من لندن او من باريس او كاليفورنيا مانك من ضيعه خارج التاريخ يعني ما انت الا عاهرة تنظر بالشرف

    1. هدا هو الجواب الذي لا يعاب، و هو الكلام التمام يا أم سارة.

  3. والله كفيت ووفيت استاذ فيصل يسلم تممك ماكتبته في هذا المقال موجود في داخل كل شخص عاش بسوريه تحت حكم هذه الطائفة النجسة الحقيره التي نتمنى جميعا ان تباد عن بكرة ابيها ولا يبقي الله منهم احدا او يذر

  4. ‏يا أستاذ فيصل هذا التصويت الذي تقرأه تقوم به مخابرات الاسد وذلك تغطية على عقود الخزي التي يفرضها الروس علينا . ‏لا يوجد سوري واحد وافق على بيع سوريا للروس سوى آل لبوة:

  5. ” ولسان حالهم يقول أعطوا سوريا للشيطان، وإبليس والجن والعفاريت الزرق والصفر والحمر المهم ارحمونا وأنقذونا من الشيطان الرجيم الوريث المتفذلك القاصر المعتوه البليد المهرج المهزلة المعاق الذي لم يقدم لسوريا وشعبها الذي توشّح بالسواد سوى الدم والدموع والموت والأسى والخراب والدمار”……………….;
    بوركت يا فيصل ….جمله من نار…الله يخلصنا من ابن لبوه /الاسد/ وكل ما له علاقه بالحيونه والحيوانات

    1. والله يا شي اسم بارك الله فيك حكيت الصدق تماما وهذا ما يعتمر في صدورنا

    1. في قطر لا يختفي نصف الشعب بالأقبية والزنازين ولا تدمر المدن على رؤوس الأطفال بالبراميل المتفجرة ولا يستباح الإنسان بالكيماوي…
      قطر رفضت ان تكون تابعا للسعودية بينما الكلب البهيم اللي كتير عليه يكون موظف بالبلدية سلم البلد لروسيا وصار أذل من الكلب.

    1. الى ام ساره وبقية المعلقين السخفاء استاذ فيصل لما يحكي يتكلم بلسان الناس المقهورة والمسحوقه وما دراستو على حساب الدوله فهاي مو منية مو من جيب ام اللي خللف انيسه درس وتعللم واما انه لو اراد منصبا في سوريه لمن لايعرف حاول النظام شراء صوته في بداية الثوره لكنه فشل

    2. كيف بللا دراسته في بريطانيا على حساب الدولة مو منية؟؟؟ طبعا منية ،من البلد اللي بعتته، ما حدا قال منية من آل الأسد … بل هي منية من الجامعة و من البلد اللي جابه و علمه و صرف عليه، و بعدين راح تنكر للبلد اللي صرف عليه في تعليمه، و ما رجع حتى يفيد بعلمه الجامعة اللي أرسلته ليتعلم.
      أكيد واحد لص و حرامي.
      و سامحونا

    3. تاج راسك و راس اهلك، اهل الساعات و المعز و الطاقة (شرف النحيفات)

  6. نستحق كل ما يفعله بشار بنا مادمنا نائمين و خانعين .

  7. بكره بيطلع فيصل القاسم بطل قومي بيكون عميل للنظام عم يلعب على الكل متل سيده جنبلاط متل السوق بي سوق بيربح على جهتين وانتو لسه مصدقين حالكم عايشين بالدور

  8. ربما يكون المقال الافضل للدكتور فيصل، لانه يعكس واقع النظام الطائفي بكل تفاصيله، و هو انه نظام علوي دموي نجس دنيئ بأمتياز، و من يحاول ان يجمله ب(سوى ربيتا) اقول له خ،،، عليك و على هالعشرة، و اليوم بعد كل ما حصل هم اسوء و انجس و اكثر سادية مما كانوا عليه قبل ال ٢٠١١، يكرهوا كل شيء فيك، هم من استنجدوا بكل لطميات العالم لقتلك و تهجير اهلك، و انت مجرد عسكري ابو شحاطة في زريبتهم، لا يوجد عدو اسوء من هولاء على السوريبن، لا يوجد مستعمر مثل هذا الاستعمار النتن المتخلف الوضيع.
    مجتمع الديوثين و القتلة.

  9. خاين لبلدك وكلامك مرفوض.
    اي نعم عنا ازمة ومشاكل وحرب بلبلد، بس انت آخر واحد يحق له التكلم .عايش برا وبتقبض بلدولار وبتعوي لاي واحد بيدفعلك اكثر،

    1. حجي شقدك جحش ؟
      عايش بألمانيا و لسه ما فهمت أن البلد ليست الرئيس و لا حاشيته و لا طائفته
      عايش ببلد متطور و لسه فكرك أن البلد زريبة ؟
      شي طبيعي كونك جحش

    2. والله ماحدا غيرك جحش وقليل الادب.
      الله يلعن يلي ربوك

  10. نعم انت على حق دكتور فيصل عائله عفنه حكمت البلاد وفرقت العباد اصلا الاسد اتى من طائفته باوسخ وارزل اشخاص في طائفه العلويه وجعلهم ضباط ومدراء ووو وترك كل من هم جيدون في طائفه خلف الباب لا حول لهم ولا قوة وفعلا نفضل ان تباع البلاد ويخرج منها الاسد لانه في حال البيع سيكون تعامل مع غريب ومحتل اما هذه العصابه فلا وصف موجود في الغة يمكن ان يصف افعلها النجسه اما عن قولكم ان فيصل درس نعم فهو درس وتعلم وما يقوله اليوم هو ناقوس خطر للاغبياء يا حمير اذا دوله علمته وارسلته وين مشكله نشاء الله مفكرين من جيب انيسه مخلوف تعلم درس على حساب الشعب السوري وما رجع على سوريا لانه كتشف انه فيها عصابه ولا يريد ان يكون جزء منها الرجل اخذ ماله من عمله حتى لو عمل في قطر الرجل عمل عمل مشرف لو اراد لبقي مع غصابة الاسد ولرايته اليوم وزير مثلا واليوم يستعمل ما تعلمه ويرد لشعبه السوري ما تعلمه ويربد ان تستيقظو يا حمير ولكن للاسف كل من خالف الرئي عصابة الاسد تطلق عليه القاب وخيانه وووووووو لانه بسير بعكس ما تريد تلك العصابه المرتزقه بيت الاسد واعوانهم