وسط الانقسامات الفلكية .. هل العيد الثلاثاء أم الأربعاء ؟
قال مركز الفلك الدولي إن شهر رمضان المبارك سيكون باتفاق المتخصصين 29 يوماً باعتماد الحساب، أو 30 يوماً باعتماد الرؤية، في الوقت الذي صرح فيه فلكي كويتي بأن انقساماً كبيراً سيحدث بين الدول الإسلامية بشأن إثبات عيد الفطر.
وأوضح مركز الفلك (مقره أبوظبي)، اليوم الخميس، أن معظم دول العالم الإسلامي ستتحرى هلال شهر شوال لعام 1440 هـ يوم الاثنين الثالث من يونيو القادم، وفي ذلك اليوم سيغيب القمر قبل غروب الشمس في شرق العالم الإسلامي (مثل إندونيسيا)، وفي شمال العالم الإسلامي (مثل كازاخستان)، وعليه ستكون رؤية الهلال مستحيلة في تلك المناطق.
أما بالنسبة إلى المنطقة العربية ووسط وغرب العالم الإسلامي فإن القمر سيغيب يوم الاثنين، بعد فترة قصيرة جداً من غروب الشمس، وفقاً للدراسات العلمية الميدانية لرصد الأهلّة.
وأكد المركز أن رؤية الهلال غير ممكنة يوم الاثنين بجميع الوسائل من قارة أستراليا وآسيا وأفريقيا وأوروبا، في حين أن رؤية الهلال ممكنة في بعض الأجزاء الغربية من القارتين الأمريكيتين باستخدام التلسكوب فقط، وذلك بصعوبة بالغة في حالة صفاء الغلاف الجوي فقط.
كما أصدر المركز بياناً موحداً يمثل الرأي الفلكي المتعلق ببدايات الأشهر الهجرية، موضحاً ظروف رؤية هلال شهر شوال لعام 1440هـ، وقد وقّع عليه 28 متخصصاً من 14 دولة.
وبحسب البيان فإن رؤية الهلال في 3 يونيو القادم من أغلب مناطق العالم غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب، ولا حتى باستخدام تقنية التصوير الفلكي الرقمي؛ وذلك لأن البعد الزاوي للقمر عن الشمس يومها ضئيل بحيث يتراوح ما بين ثلاث درجات في الشرق، وأربع درجات في الوسط، وخمس درجات في غرب أفريقيا.
وذكر المركز أنه فيما يتعلق بالدول التي بدأت شهر رمضان يوم الثلاثاء (7 مايو الجاري)، ومنها بروناي وباكستان وبنغلادش وإيران وسلطنة عُمان والمملكة المغربية، سيتم تحري هلال شهر شوال يوم الثلاثاء 4 يونيو المقبل، وستكون رؤية الهلال ممكنة في ذلك اليوم منها، وعليه من المتوقع أن يكون يوم العيد في تلك الدول يوم الأربعاء 5 يونيو.
من جانبه قال الفلكي والمؤرخ الكويتي وعضو الجمعية الملكية البريطانية للفلك، عادل السعدون، اليوم الخميس: إنّ “انقساماً فلكيّاً كبيراً سيحدث بين الدول الإسلامية حول غرة شهر شوال وإثبات عيد الفطر السعيد”.
وأضاف السعدون: إن “القمر الجديد أو الاقتران سيتم في الساعة الواحدة ودقيقتين من ظهر يوم الاثنين الثالث من يونيو المقبل، ويغيب القمر في الكويت بعد مغيب الشمس بدقيقة واحدة، وكذلك الحال في الدول العربية نحو 5 دقائق، وهي مدة مكث غير كافية لرؤية الهلال، وكذلك لن تتحقق الشروط الأخرى للرؤية في أي دولة عربية”.
تابع السعدون أنه حسب مؤشرات الرؤية فإن الهلال بعد مغيب الشمس لن يُرى في أي دولة إسلامية حتى أقصى قارة أفريقيا، وعند الفجر يشاهد بواسطة المناظير في أمريكا الجنوبية، “وهي دول لا تشترك معنا في نفس الليل، وكذلك يكون قد بدأ الصباح عندنا لليوم التالي”.
ولفت إلى أنه في يوم الثلاثاء الموافق الرابع من يونيو، يغيب الهلال وعمره 29 ساعة و44 دقيقة، ويمكث بعد مغيب الشمس ساعة وخمس دقائق، وارتفاعه عن الأفق 13 درجة ونصف الدرجة، ورؤيته ستكون سهلة بالعين المجردة.
وبيّن الفلكي الكويتي أنّه بناء على ذلك فإن هناك دولاً ستفطر يوم الثلاثاء بناء على حسابات القمر؛ لأنه اقترن مع الشمس وغاب بعد مغيب الشمس ولو ببضع دقائق وليس حسب الرؤية الشرعية لأنه لن يُرى، أما بحسب الرؤية فإن شهر شوال يبدأ يوم الأربعاء الخامس من يونيو، ويكون الشهر قد اكتمل 30 يوماً لدول معينة و29 لأخرى.
وتعتمد الغالبية العظمى من الدول العربية على ثبوت رؤية الهلال بالعين المجردة؛ منها السعودية، وتدعو المحكمة الشرعية في السعودية إلى تحري بدايات ونهايات الأشهر الهجرية، وإبلاغ أقرب محكمة ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير.
لكن في بلدان أخرى مثل تركيا، التي يقطنها قرابة 83 مليون مسلم، يعلم السكان موعد بداية رمضان منذ بداية العام، إذ تنشر مؤسسة الشؤون الدينية جميع المواعيد الدينية المرتبطة بالأشهر القمرية؛ مثل الأعياد، وبداية شهر رمضان، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها من المناسبات الدينية، ضمن تطبيق الهاتف الجوال الخاص بها، أو في تقويم مواعيد الأذان التي توضع في المساجد. (alkhaleejonline)[ads3]